معركة الجماعة والفصائل 5 الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام - 2- الجبهات: • فضلاً عن ...

معركة الجماعة والفصائل 5
الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام

- 2- الجبهات:

• فضلاً عن مشابهتها "جبهات" الضّرار التي نشأت في العراق بعد إعلان (دولة العراق الإسلاميّة) في المسمّى، فإن "الجبهات" التي أُنشِئت في الشّام بعد إعلان (الدّولة الإسلاميّة في العراق والشّام) شابهتها في الغاية من إنشائها، وهي صدّ النّاس عن الانضمام إليها، وتحشيد القوى ضدّها، والتّحضير لقتالها، وكذلك لطرح هذه "الجبهات" كقوّة حقيقيّة على الأرض ذات فعاليّةٍ في قتال الجيش النّصيريّ وذات قيادة موجودة في الدّاخل، وبالتالي احتكار تمثيل "الثّورة السّوريّة" ضدّ المجالس العسكريّة الشّكليّة التي تتلقى الدّعم دون أن يكون لها دورٌ ملموسٌ في المعركة، وأغلب قياداتها موجودون بعيداً عنها في فنادق تركيا، وكان من أبرز هذه "الجبهات" ما أطلق عليه "جبهة أحرار سوريا" (في شوال ١٤٣٣ ه)، والتي لم تدخل حيز الواقع، تلاها تشكيل "الجبهة الإسلاميّة" (مقابل الدّولة الإسلاميّة!) (في محرّم ١٤٣٤ ه) والتي ضمّت عدّة فصائل أهمّها (جيش الإسلام، وصقور الشّام، وأحرار الشّام)، ولم تكن هذه الجبهة تجمّعاً حقيقيّاً بمقدار ما يمكن تصويرها بهيئة تنسيقٍ لا أكثر، فالفصائل التي شاركت في هذه "الجبهة" لم تعلن ذوبانها في التّجمّع الجديد، بل حافظ كلٌّ منها على وجوده وقيادته وعمليّاته المستقلّة، بل وحتّى اسمه ورايته وشعاره إلى جانب ما يرمز إلى انضمامها إلى "الجبهة الإسلاميّة" ولم يعيّن أحد قادة الفصائل قائداً عامّاً عليها، بل جرى تقاسم المناصب بينهم، فغدا (زهران علوش قائد "جيش الإسلام" مسؤولاً عسكرياً، حسّان عبّود قائد "أحرار الشّام" مسؤولاً سّياسيّاً، محمّد عيسى الشّيخ قائد "صقور الشّام" مسؤولَ مجلس الشّورى...).

وقد اقتصر دور هذه "الجبهة" على حشد الفصائل المنضوية تحتها لقتال الدّولة الإسلاميّة في إطار الخطّة الشّاملة لصحوات الشّام التي نُفّذت في (صفر ١٤٣٤ ه)، ونلاحظ أنّ الفترة الفاصلة بين إعلان "الجبهة الإسلاميّة" وبين إعلان الصّحوات الحرب على الدّولة الإسلاميّة لم تتجاوز الشّهر والنّصف (٩ محرّم إلى ٢٢ صفر)، وبعد تحقيق هذه الغاية من التّجمّع عاد كلٌّ من قادة هذه الفصائل ليعمل على هواه، وظهر جليّاً أنّ هذه الجبهة لا وجود لها إلا في البيانات التي تنشر على شبكة الإنترنت، وفي حين نجح قادة "أحرار الشّام" في ضمّ عدّة فصائل كانت ضمن "الجبهة الإسلاميّة" إلى صفوف حركتهم، بقي قسمٌ منها مستقلّاً وخاصّة من يتبعون طاغية الغوطة الشّرقيّة (زهران علوش)، بل وظهرت تصريحات من كلا الطّرفين ضدّ الآخر في عدّة مواقف، ومع هذا لا زالت أطراف هذه "الجبهة" تحافظ على اسم "الجبهة الإسلاميّة" في بعض بياناتها وعلى شعارها في وسائل إعلامها، ربّما بسبب مطالب الدّاعمين الذين شُكّلت "الجبهة الإسلاميّة" بالأساس بناءً على طلبهم وشروطهم لتقديم الدّعم. ثم تشكّلت "الجبهة الشاميّة" لتضمّ فصائل ريفي حلب الشّماليّ والغربيّ (في ربيع الأول ١٤٣٦ ه) وذلك لتوحيد صفوفها في قتال الدّولة الإسلاميّة، دون أن يكون لهذا التّوحيد نتائج ملموسة على الأرض، بل وبقي كلٌّ من فصائل هذه "الجبهة" يعمل باسمه الخاص، ويحتفظ بسلاحه ومقرّاته وقيادته المستقلّة.

• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 6
مقال:
معركة الجماعة والفصائل (5)
الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام
...المزيد

معركة الجماعة والفصائل 5 الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام • ويمكننا تلخيص أهمّ البدع ...

معركة الجماعة والفصائل 5
الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام

• ويمكننا تلخيص أهمّ البدع التي استحدثها أمراء الفصائل والفرق في الشّام، والتي أثبتت فشلها كلّها، وتبيّن للنّاس أنّها لم تكن سوى ألاعيب يخدع بها بعضهم بعضاً، أو هي طرقٌ لتحصيل الدّعم من الخارج، أو لفرض الهيمنة والوصاية على الدّاخل، بما يلي:

1- المجالس العسكريّة للجيش الحرّ:

في ظل التّكاثر اللّامحدود للكتائب المسلّحة التي أعلنت انتماءها للكيان غير الموجود في ساحة الواقع والمسمّى "الجيش الحرّ" (الذي أنشئ في شعبان ١٤٣٢ ه)، وتزايد حالات الانشقاق من جيش النّظام النّصيريّ، وخروج ضبّاطٍ من رتبٍ عاليةٍ إلى خارج البلاد، وتأسيسهم كيانات قياديّة أعلى من الكيان الذي شكّله (العقيد رياض الأسعد)، من قبيل "المجلس العسكريّ الثّوريّ الأعلى" (في ربيع الأول 1433 ه) بقيادة (العميد مصطفى الشّيخ) و"القيادة العسكريّة العليا المشتركة" (في شوال 1433 ه) التي باتت فيما بعد تمثّل وزارة الدّفاع في "الحكومة المؤقّتة" التي شكّلها "الائتلاف"، وبالتّالي محاولة كلٍّ من هذه الكيانات الجديدة فرض سيطرتها على العمل المسلّح في الشّام - ومن ورائها طبعاً الدّول العربيّة والغربيّة الدّاعمة لها - عن طريق ربط كلِّ الكتائب والفصائل المقاتلة في مجالس عسكريّةٍ مناطقيّةٍ وإقليميّةٍ، بحيث يكون على رأس كلِّ مجلسٍ منها ضابطٌ منشقٌّ من جيش النّظام حصراً، وذلك مقابل أن تحصل الكتائب والفصائل بناءً على أحجامها وحجم نشاطها على الدّعم والتّمويل والتّسليح والتّذخير من تلك المجالس.

فكانت حقيقتها أطرافاً يخدع بعضها بعضاً، فالضّبّاط المشرفون على توزيع السّلاح والذّخيرة بكافّة مستوياتهم كانوا بالغالب فاسدين، حيث أنّهم انشقّوا حديثاً من جيش النّظام النّصيريّ، المعروف بفساد ضبّاطه فضلاً عن رِدّتهم، فكان هؤلاء الضّباط يبيعون السّلاح للكتائب التي تدفع رشىً أكبر لهم بغضّ النّظر عن حقيقة وجودها على الأرض وحجمها وطبيعة نشاطها، وبالمثل كانت أكثر الكتائب المنضمّة إلى هذه المجالس عبارةً عن تجمّعاتٍ شكليّةٍ ليس لها أيُّ تأثير أو نشاطٍ على الأرض، التي عُرفت بالاقتصار على تصوير بعض التّمثيليّات لمعارك مفتعلة، وإطلاقات الهاون التي لا يُعرف أين حدثت، وبناءً على هذا التّصوير تحصل على الدّعم والتّمويل.

ولكن رغم حقيقة هذا الوجود الشّكليّ لهذه المجالس، فإنّ الكتائب التي انضمّت إليها قد أوقعت نفسها في الرّدّة، بانضمامها إلى كيانات تعلن تأييدها لقوى طاغوتيّة مثل"المجلس الوطنيّ" و"الائتلاف الوطنيّ"، وكذلك إعلانها الموافقة على تبنّي الدّيموقراطيّة والعلمانيّة بعد إسقاط النّظام النّصيريّ.

ومع انخفاض وتيرة الدّعم العسكريّ المقدّم لهذه المجالس العسكريّة، وبظهور تجمّعاتٍ عسكريّةٍ تمثّل قوى لها وجودٌ قويّ على الأرض، وتحت تأثير حرب الدّولة الإسلاميّة عليها وبيانها لكفر تلك المجالس وردّتها، فقد اختفت المجالس العسكريّة تقريباً من السّاحة، بل واختفت أسماء أغلب الكتائب التي كانت منضوية تحتها.

• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 6
مقال:
معركة الجماعة والفصائل (5)
الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام
...المزيد

معركة الجماعة والفصائل 5 الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام • في ظلّ غياب الشّريعة لا بدّ ...

معركة الجماعة والفصائل 5
الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام

• في ظلّ غياب الشّريعة لا بدّ أن تسود الأهواء، ومن هجر السّنّة لا بدّ له أن يتّبع البدعة، ولمّا كانت شريعة الله كاملةً تامّةً، وسنّة نبيّه بيضاء نقيّةً لا يزيغ عنها إلا هالكٌ، فإنّ الله عزّ وجلّ ما فرّط في الكتاب من شيءٍ، وما ترك لبني آدم أمراً من أمور دينهم -مهما صغُر- ليسيروا عليه بأهوائهم، أو يبتدعوا فيه ما شاؤوا، فكيف بأمرٍ هو من أعظم الأمور، وهو الجماعة؟

فقد جعل الله عزّ وجلّ من نصب الإمام السّنّي وطاعته في المعروف أساساً لجمع المسلمين على كلمة الحقّ، وفي ظلّ غياب الإمام الجامع للأمّة، ظهر "الأمراء"وقوي شأنهم، حتّى صاروا في أذهان أتباع كلٍّ منهم يَحلّون محلّ الإمام العامّ للمسلمين رغم كثرتهم، فكلٌّ منهم يأخذ صفة الإمام داخل فصيله أو كتيبته أو تنظيمه، أو في المنطقة التي يسيطر عليها، فيأخذ لنفسه البيعة العامّة، رغم أنّهم يدّعون أنّ بيعاتهم بيعات قتال، فيُلزمون المبايعين بعدم الخروج من الفصيل أو التّنظيم إلا أن يروا من"الأمير - الإمام" الكفر البواح، حتّى لو وجد فصيلاً خيراً من فصيله، أو حتّى لو وُجد الإمام العامّ لجماعة المسلمين، وفي ظل تقمّص كلٍّ من أمراء الفصائل الموجودة في الشّام لدور الإمام العامّ، وفي ظلّ عدائهم وحربهم على الإمام الشّرعيّ الشّيخ أبي بكرٍ البغداديّ تقبله الله، لم يكن من الممكن لهذه الفصائل والتّنظيمات أن ترضى باتّباع الطّريقة الشّرعيّة في التوحّد والاجتماع رغم ادّعاءاتهم الدّائمة بحرصهم عليهما، ودعوتهم إليهما، وكان البديل أن تُبتدع طرقٌ جديدةٌ لجمع صفوفهم، وحشد طاقاتهم، وحلّ المشكلات النّاجمة عن تفرّقهم وتنازعهم، وكما هي الحالة في كلّ أهل البدع، فإنّهم لا يمكن أن يتّفقوا على بدعةٍ واحدةٍ، وإنّما يبتدع كلٌّ منهم بدعةً على هواه ثمّ يدعو النّاس أو يلجئهم إليها، ولا يمكن أن يتّبع بدعة غيره.

• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 6
مقال:
معركة الجماعة والفصائل (5)
الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام
...المزيد

حُ ـ ـ / ـماة الشَّريـ؏ـة: فضائل القرآن 7 - باب قول الله تعالى: ﴿ وَمِنهُم أُمِّيّونَ لا ...

حُ ـ ـ / ـماة الشَّريـ؏ـة:
فضائل القرآن

7 - باب قول الله تعالى: ﴿ وَمِنهُم أُمِّيّونَ لا يَعلَمونَ الكِتابَ إِلّا أَمانِيَّ وَإِن هُم إِلّا يَظُنّونَ ﴾ الآية
وقوله: ﴿ مَثَلُ الَّذينَ حُمِّلُوا التَّوراةَ ثُمَّ لَم يَحمِلوها كَمَثَلِ الحِمارِ يَحمِلُ أَسفارًا ﴾ الآية. عن أبي الدرداء قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فشخص ببصره إلى السماء ثم قال: "هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء". فقال زياد بن لبيد الأنصاري: كيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن؟ فوالله لنقرأنه ولنقرئنه نساءنا وأبناءنا فقال: ثكلتك أمك يا زياد إن كنت لأعدك من فقهاء المدينة. هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا تغني عنهم ؟". رواه الترمذي وقال: حسن غريب. وعن عائشة رضي الله عنها: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أنزل عليه: ﴿ إِنَّ في خَلقِ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَاختِلافِ اللَّيلِ وَالنَّهارِ ﴾ إلى قوله: ﴿ سُبحانَكَ فَقِنا عَذابَ النّارِ ﴾ قال: "ويل لمن قرأ هذه الآية ولم يتفكر فيها" رواه ابن حبان في صحيحه.

• فضائل القرآن للشيخ المجدد الإمام محمد بن عبدالوهاب

مقام اجتناب الطاغوت في الإسلام

• اجتمعت دعوة الأنبياء على كلمة سواء ﴿ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ ولذا احتلت قضية اجتناب الطاغوت مساحة كبيرة في الإسلام جعلتها حدّ الإيمان والكفر فصار الإيمان بالله تعالى والاستمساك بعروته الوثقى لا يتم إلا بالكفر بالطاغوت لقوله تعالى: ﴿ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ ﴾ قال ابن كثير: "قال مجاهد: يعني: الإيمان وقال السدي: الإسلام وقال سعيد بن جبير والضحاك: يعني: لا إله إلا الله وعن أنس بن مالك: القرآن وعن سالم بن أبي الجعد: هو الحب في الله والبغض في الله قال ابن كثير: "وكل هذه الأقوال صحيحة ولا تنافي بينها" فتأمل مقام اجتناب الطاغوت في الإسلام أين بلغ وماذا جمع.

معركة الجماعة والفصائل 5
الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام

• في ظلّ غياب الشّريعة لا بدّ أن تسود الأهواء، ومن هجر السّنّة لا بدّ له أن يتّبع البدعة، ولمّا كانت شريعة الله كاملةً تامّةً، وسنّة نبيّه بيضاء نقيّةً لا يزيغ عنها إلا هالكٌ، فإنّ الله عزّ وجلّ ما فرّط في الكتاب من شيءٍ، وما ترك لبني آدم أمراً من أمور دينهم -مهما صغُر- ليسيروا عليه بأهوائهم، أو يبتدعوا فيه ما شاؤوا، فكيف بأمرٍ هو من أعظم الأمور، وهو الجماعة؟

فقد جعل الله عزّ وجلّ من نصب الإمام السّنّي وطاعته في المعروف أساساً لجمع المسلمين على كلمة الحقّ، وفي ظلّ غياب الإمام الجامع للأمّة، ظهر "الأمراء"وقوي شأنهم، حتّى صاروا في أذهان أتباع كلٍّ منهم يَحلّون محلّ الإمام العامّ للمسلمين رغم كثرتهم، فكلٌّ منهم يأخذ صفة الإمام داخل فصيله أو كتيبته أو تنظيمه، أو في المنطقة التي يسيطر عليها، فيأخذ لنفسه البيعة العامّة، رغم أنّهم يدّعون أنّ بيعاتهم بيعات قتال، فيُلزمون المبايعين بعدم الخروج من الفصيل أو التّنظيم إلا أن يروا من"الأمير - الإمام" الكفر البواح، حتّى لو وجد فصيلاً خيراً من فصيله، أو حتّى لو وُجد الإمام العامّ لجماعة المسلمين، وفي ظل تقمّص كلٍّ من أمراء الفصائل الموجودة في الشّام لدور الإمام العامّ، وفي ظلّ عدائهم وحربهم على الإمام الشّرعيّ الشّيخ أبي بكرٍ البغداديّ تقبله الله، لم يكن من الممكن لهذه الفصائل والتّنظيمات أن ترضى باتّباع الطّريقة الشّرعيّة في التوحّد والاجتماع رغم ادّعاءاتهم الدّائمة بحرصهم عليهما، ودعوتهم إليهما، وكان البديل أن تُبتدع طرقٌ جديدةٌ لجمع صفوفهم، وحشد طاقاتهم، وحلّ المشكلات النّاجمة عن تفرّقهم وتنازعهم، وكما هي الحالة في كلّ أهل البدع، فإنّهم لا يمكن أن يتّفقوا على بدعةٍ واحدةٍ، وإنّما يبتدع كلٌّ منهم بدعةً على هواه ثمّ يدعو النّاس أو يلجئهم إليها، ولا يمكن أن يتّبع بدعة غيره.

• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 6
مقال:
معركة الجماعة والفصائل (5)
الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام
...المزيد

عملية (السيدة زينب) ضربة لمشروع "تشييع" مدينة دمشق • في الوقت الذي ذهب قادة الصحوات وعلمانيو ...

عملية (السيدة زينب) ضربة لمشروع "تشييع" مدينة دمشق

• في الوقت الذي ذهب قادة الصحوات وعلمانيو المعارضة لعقد مفاوضات مع النظام النصيري في جنيف، وفي الوقت الذي اقترب فيه الجيش النصيري من إحكام سيطرته أكثر على المناطق المحيطة بمدينة دمشق وبالتالي تأمين عاصمته من الأخطار التي كانت محدقة بها طيلة السنوات الماضية، قام جنود الخلافة بتوجيه ضربة موجعة للنظام النصيري وحلفائه من الرافضة في واحدة من أهم المناطق بالنسبة إليهم في دمشق، وأكثرها تحصيناً وتأميناً، وأكثرها احتواء على الميليشيات الرافضية التي جلبتها إيران من مشارق الأرض ومغاربها، وعلى رأسها الميليشيات الرافضية العراقية، وهي منطقة (السيدة زينب) الواقعة جنوب دمشق، على الطريق الاستراتيجي الذي يربط عاصمة النظام بمطارها الدولي.

فبلدة (السيدة زينب) التي كانت سابقا منطقة سنيّة بحتة لا تواجد للرافضة فيها، باتت تتحول ومنذ أكثر من ثلاثة عقود وبتوجيه وضغط كبيرين من النظام النصيري إلى منطقة يسيطر عليها الرافضة، وذلك بفعل السياسة الإيرانية التي ركزت على السيطرة على كل القبور والمقامات والمشاهد المنسوبة لآل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في العالم، ومن ثم بناء القباب والأضرحة عليها، وتزيينها بتكاليف باهظة، ومن ثم توجيه الرافضة في كل أنحاء العالم لزيارتها وممارسة الطقوس والعبادات الشركية حولها، ثم التوسع في محيط تلك المزارات عن طريق قيام الرافضة بشراء المناطق المحيطة بها وتحويلها إلى منشآت خدمية وسياحية تقوم بخدمة الزوار الرافضة، بالإضافة إلى إنشاء الحوزات، والمعاهد الدينية، والمكتبات، التي تروج لدينهم الباطل، وهكذا تتحول هذه المناطق رويدا رويدا إلى مناطق رافضية بالكامل، يشعر المار بها كما لو أنه في النجف أو مشهد، وهو داخل مدينة دمشق التي لم تعرف في تاريخها كله هيمنة للرافضة عليها إلا بعد سيطرة النصيرية على البلاد، حيث حدث ما سبق في عدة مواقع أهمها القبر المنسوب للصحابي عمار بن ياسر رضي الله عنهما ومقام للتابعي أويس القرني رحمه الله في الرقة (اللذين دمرتهما الدولة الإسلامية بعد سيطرتها على المدينة)، ومشهد للحسين بن علي رضي الله عنهما في حلب، ومشهد آخر للحسين في المسجد الأموي في دمشق، وبجواره قبر لرقية بنت الحسين رضي الله عنهما وقبر لزينب بنت علي رضي الله عنهما في جنوب المدينة، ومواقع أخرى كانت كلها أساسا لخطة "التشييع" التي تعمل عليها الحكومة الرافضية في إيران.

دفعة أخرى تلقتها خطة "تشييع" دمشق، بنزوح عشرات الآلاف من رافضة العراق واستيطانهم في ضواحي المدينة، وخاصة في السيدة زينب وجرمانا، وخاصة بعد الغزو الأمريكي للعراق، حيث قاموا بشراء العقارات، وافتتاح المنشآت السياحية الفخمة، بل وصل الأمر بإيران إلى إنشاء مستشفى عالي التجهيز في المنطقة باسم (الخميني)، بالإضافة لافتتاح مكاتب تمثيل لمعظم مراجع الرافضة العراقيين، والإيرانيين، واللبنانيين، في محيط المزار، والتي كانت أيضا مراكز لنشر دين الرفض، في عموم الشام عن طريق المندوبين الذين يتم بثهم في المدن والقرى بدعم وتمويل من الحوزات، ومكاتب المراجع، وبالتأكيد من قبل مخابرات النظام النصيري التي كانت تراقب تطور مشروع "تشييع" الشام، وتزيل العقبات التي تعترض سبيله.

خطة "التشييع" هذه والتي لاقت نجاحا لا بأس به اصطدمت بقيام الجهاد في الشام ضد النظام النصيري، الذي كاد أن يطيح بالنظام وبالرافضة في الشام عموما، حيث تدارك الرافضة الأمر بإرسالهم التعزيزات الكبيرة للدفاع عن حليفهم النصيري ومناطق نفوذهم حول المقامات والمزارات، وقد تم تسجيل أول نشاط للميليشيات الرافضية في الشام في منطقة (السيدة زينب) بحضور الميليشيات العراقية، بحجة الدفاع عن المقام والحيلولة دون وقوعه بأيدي أهل السنة، وبعد تأمينها للمنطقة وسّعت الميليشيات من نشاطها في الأحياء المحيطة بـ (السيدة زينب)، وخاصة الحجر الأسود، وطريق المطار.

العملية الأخيرة لجنود الخلافة والتي كان من نتائجها مقتل وإصابة أكثر من 200 من الرافضة، سيكون لها بإذن الله نتائج أخرى بعيدة المدى على النظام النصيري وعلى التواجد الرافضي في دمشق منها:

- أن يعلم الرافضة أنه لا يمكن لهم أن ينعموا في الأمن داخل مدينة دمشق في الوقت الذي يقتلون فيه المسلمين في ضواحيها، وأن جنود الخلافة الذين يقتلونهم في بغداد وبيروت وحمص، قادرون بإذن الله أن يطولوهم في دمشق، وبالتالي عليهم أن يفكروا كثيرا قبل أن يقرروا الاستيطان فيها، أو حتى زيارتها لإقامة طقوس دينهم الشركي حول المزارات التي أنشؤوها لهذه الغاية.


• صحيفة النبأ – العدد 16
السنة السابعة - الثلاثاء 22 ربيع الآخر 1437 هـ

مقال:
عملية (السيدة زينب)
ضربة لمشروع "تشييع" مدينة دمشق
...المزيد

عملية (السيدة زينب) ضربة لمشروع "تشييع" مدينة دمشق • في الوقت الذي ذهب قادة الصحوات وعلمانيو ...

عملية (السيدة زينب) ضربة لمشروع "تشييع" مدينة دمشق

• في الوقت الذي ذهب قادة الصحوات وعلمانيو المعارضة لعقد مفاوضات مع النظام النصيري في جنيف، وفي الوقت الذي اقترب فيه الجيش النصيري من إحكام سيطرته أكثر على المناطق المحيطة بمدينة دمشق وبالتالي تأمين عاصمته من الأخطار التي كانت محدقة بها طيلة السنوات الماضية، قام جنود الخلافة بتوجيه ضربة موجعة للنظام النصيري وحلفائه من الرافضة في واحدة من أهم المناطق بالنسبة إليهم في دمشق، وأكثرها تحصيناً وتأميناً، وأكثرها احتواء على الميليشيات الرافضية التي جلبتها إيران من مشارق الأرض ومغاربها، وعلى رأسها الميليشيات الرافضية العراقية، وهي منطقة (السيدة زينب) الواقعة جنوب دمشق، على الطريق الاستراتيجي الذي يربط عاصمة النظام بمطارها الدولي.

فبلدة (السيدة زينب) التي كانت سابقا منطقة سنيّة بحتة لا تواجد للرافضة فيها، باتت تتحول ومنذ أكثر من ثلاثة عقود وبتوجيه وضغط كبيرين من النظام النصيري إلى منطقة يسيطر عليها الرافضة، وذلك بفعل السياسة الإيرانية التي ركزت على السيطرة على كل القبور والمقامات والمشاهد المنسوبة لآل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في العالم، ومن ثم بناء القباب والأضرحة عليها، وتزيينها بتكاليف باهظة، ومن ثم توجيه الرافضة في كل أنحاء العالم لزيارتها وممارسة الطقوس والعبادات الشركية حولها، ثم التوسع في محيط تلك المزارات عن طريق قيام الرافضة بشراء المناطق المحيطة بها وتحويلها إلى منشآت خدمية وسياحية تقوم بخدمة الزوار الرافضة، بالإضافة إلى إنشاء الحوزات، والمعاهد الدينية، والمكتبات، التي تروج لدينهم الباطل، وهكذا تتحول هذه المناطق رويدا رويدا إلى مناطق رافضية بالكامل، يشعر المار بها كما لو أنه في النجف أو مشهد، وهو داخل مدينة دمشق التي لم تعرف في تاريخها كله هيمنة للرافضة عليها إلا بعد سيطرة النصيرية على البلاد، حيث حدث ما سبق في عدة مواقع أهمها القبر المنسوب للصحابي عمار بن ياسر رضي الله عنهما ومقام للتابعي أويس القرني رحمه الله في الرقة (اللذين دمرتهما الدولة الإسلامية بعد سيطرتها على المدينة)، ومشهد للحسين بن علي رضي الله عنهما في حلب، ومشهد آخر للحسين في المسجد الأموي في دمشق، وبجواره قبر لرقية بنت الحسين رضي الله عنهما وقبر لزينب بنت علي رضي الله عنهما في جنوب المدينة، ومواقع أخرى كانت كلها أساسا لخطة "التشييع" التي تعمل عليها الحكومة الرافضية في إيران.

دفعة أخرى تلقتها خطة "تشييع" دمشق، بنزوح عشرات الآلاف من رافضة العراق واستيطانهم في ضواحي المدينة، وخاصة في السيدة زينب وجرمانا، وخاصة بعد الغزو الأمريكي للعراق، حيث قاموا بشراء العقارات، وافتتاح المنشآت السياحية الفخمة، بل وصل الأمر بإيران إلى إنشاء مستشفى عالي التجهيز في المنطقة باسم (الخميني)، بالإضافة لافتتاح مكاتب تمثيل لمعظم مراجع الرافضة العراقيين، والإيرانيين، واللبنانيين، في محيط المزار، والتي كانت أيضا مراكز لنشر دين الرفض، في عموم الشام عن طريق المندوبين الذين يتم بثهم في المدن والقرى بدعم وتمويل من الحوزات، ومكاتب المراجع، وبالتأكيد من قبل مخابرات النظام النصيري التي كانت تراقب تطور مشروع "تشييع" الشام، وتزيل العقبات التي تعترض سبيله.

خطة "التشييع" هذه والتي لاقت نجاحا لا بأس به اصطدمت بقيام الجهاد في الشام ضد النظام النصيري، الذي كاد أن يطيح بالنظام وبالرافضة في الشام عموما، حيث تدارك الرافضة الأمر بإرسالهم التعزيزات الكبيرة للدفاع عن حليفهم النصيري ومناطق نفوذهم حول المقامات والمزارات، وقد تم تسجيل أول نشاط للميليشيات الرافضية في الشام في منطقة (السيدة زينب) بحضور الميليشيات العراقية، بحجة الدفاع عن المقام والحيلولة دون وقوعه بأيدي أهل السنة، وبعد تأمينها للمنطقة وسّعت الميليشيات من نشاطها في الأحياء المحيطة بـ (السيدة زينب)، وخاصة الحجر الأسود، وطريق المطار.

العملية الأخيرة لجنود الخلافة والتي كان من نتائجها مقتل وإصابة أكثر من 200 من الرافضة، سيكون لها بإذن الله نتائج أخرى بعيدة المدى على النظام النصيري وعلى التواجد الرافضي في دمشق منها:

- أن يعلم الرافضة أنه لا يمكن لهم أن ينعموا في الأمن داخل مدينة دمشق في الوقت الذي يقتلون فيه المسلمين في ضواحيها، وأن جنود الخلافة الذين يقتلونهم في بغداد وبيروت وحمص، قادرون بإذن الله أن يطولوهم في دمشق، وبالتالي عليهم أن يفكروا كثيرا قبل أن يقرروا الاستيطان فيها، أو حتى زيارتها لإقامة طقوس دينهم الشركي حول المزارات التي أنشؤوها لهذه الغاية.


• صحيفة النبأ – العدد 16
السنة السابعة - الثلاثاء 22 ربيع الآخر 1437 هـ

مقال:
عملية (السيدة زينب)
ضربة لمشروع "تشييع" مدينة دمشق
...المزيد

الجهاد رحمة • يستغرب الناس من شدة المجاهدين على الكافرين، والتنكيل بهم، ويظنون ذلك تشويها لما ...

الجهاد رحمة

• يستغرب الناس من شدة المجاهدين على الكافرين، والتنكيل بهم، ويظنون ذلك تشويها لما اعتقدوا أنه الإسلام، وهم بذلك كمن ينظر لوجه واحد من العملة النقدية فقط، وسبب ذلك الاستغراب هو بعد الناس عن فهم الإسلام الحق أولا، والصورة التي يحاول الطغاة رسمها عن الإسلام، حتى لا يمسهم لهيب الحق المُبطل لسحرهم وكذبهم ثانيا، وكان للإرجاء دور مهم في تصوير الإسلام بهذا الشكل، والذي بسببه استطالت الأمم عليه، فصوّرته نفوسهم الضعيفة الرقيقة وردة بلا أشواك، مخالفين بذلك النصوص الصريحة التي تبين أن الإسلام شديد على الكفار بشتى مللهم ورحيم بالمؤمنين، وكما أنه هداية للعالمين، وهم من حيث لا يعلمون يتهمون الله عز وجل بصفات ذموها لكن الله امتدحها، فهو شديد العقاب كما أنه غفور رحيم، تعالى عما يصفون علوا كبيرا.

{غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ} [غافر: 3].

وبعد أن شرع الله الجهاد وفرضه على عباده المؤمنين، أمرهم بقتال المشركين كافة حتى يكون الدين كله لله، فإن أبوا الإسلام بعد دعوتهم دفعوا الجزية وإن امتنعوا نالهم القتل والسبي والتشريد.

وإنه لأمر عجيب أن يغيب هذا المعنى الواضح لأحكام الجهاد عن المسلمين، وهو من المعاني البينة المحكمة، والأغرب من ذلك أن تغيب حكمة الجهاد العظيمة، فالجهاد الذي يكسر شوكة الكفار، ويُقتلُ به المقاتلة منهم (أي من يحملون السلاح ويقوون على القتال)، سيكون سببا لنجاة العدد الأكبر من نسائهم وذراريهم من النار، وتلكم هي الرحمة والرأفة بالعالمين، فتعذيب الكفار بالجهاد مطلب دلت عليه الآيات الواضحة البينة، منها قوله تعالى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ} [التوبة: 14].

ومما لا شك فيه أن العذاب الدنيوي الذي يقع على من كفر بالله قتلا وسببا بسبب الجهاد أقل بكثير من عذاب النار الذي سينجو منه أغلبهم، إن هم آمنوا بعد زوال ظل الكفر من فوق رؤوسهم، ولو أنهم آمنوا واتقوا وتركوا شهواتهم الدنيوية لكان خيرا لهم، فما الله يريد ظلمهم، لكنهم هم من أبى إلا القتل في الدنيا والنار في الآخرة.

يعترض على هذا الفهم العميق والمبسط لرسالة التوحيد والإسلام من لم يُعَظِّم الله في نفسه، ولم يُسَرِّح طرفه في الملكوت، فظن نفسه حرا فيما يعتقد وفيما يختار، شابه في ذلك قول قوم شعيب.

{قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} [هود: 87].

ومن ضئضئ هؤلاء خرجت أفكار حرية الاعتقاد وجواز الردة، تحت شعارات حقوق الإنسان وما شابهها من أفكار أشربت قلوب المنافقين بها، لذا كان القرآن في دعوته لرسالة الإسلام يدعو الناس للتفكر والتدبر في عظمة الخالق بالنظر إلى بديع صنعه وعجيب خلقه.

وقد انحرف كثير من المسلمين عن هذا النهج الواضح السهل، وطرحوا الإسلام بقالب أكاديمي جامد لا روح فيه، فغلبهم دعاة حرية الاعتقاد والكفر بالمنطق والجدل، ولو أنهم دعوا إلى الإسلام غضا طريا كما أُنزل على نبي الهدى والرحمة واستنّوا به وبهديه في دعوته، وكيف تلقى الصحابة الأطهار تلك الدعوة بإيمان وفهم يعظّم الخالق، فيتواضع المخلوق أمام خالقه، لا ينازعه حقوقه وعبادته، لَمَا وجدنا لدعاة حرية الكفر صوتا يعلو وفكرا ينتشر.

وأما من أبى بعد ذلك وجعل نفسه ندا لله، فكما أغرق الله أسلافه من قبل، فستصيبه قارعة بأمر الله أو ستتبادره بإذن الله سيوف من آمن بالخالق عز وجل من بعد، حتى يكون الدين كله لله، فإن تمّ أخرجت الأرض بركتها إذ حُكمت بشريعة خالقها، لتعود على هيئتها يوم خلق الله آدم عليه السلام متوازنة ومتناغمة، جاء في الحديث: (ينزل عيسى ابن مريم إماما هاديا ومِقساطا عادلا، فإذا نزل كَسَر الصليب، وقَتَل الخنزير، ووَضَع الجزية، وتكون الملة واحدة، ويوضع الأمر في الأرض، حتى أن الأسد ليكون مع البقر تحسبه ثورها، ويكون الذئب مع الغنم تحسبه كلبها، وترفع حُمَة كل ذات حُمَة حتى يضع الرجل يده على رأس الحَنَش فلا يضره، وحتى تُفِرَّ الجارية الأسد، كما يُفَرُّ ولد الكلب الصغر، ويُقوَّم الفرس العربي بعشرين درهما، ويُقوَّم الثور بكذا وكذا، وتعود الأرض كهيئتها على عهد آدم، ويكون القطف يعني العِنقاد يأكل منه النفر ذو العدد، وتكون الرمانة يأكل منها النفر ذو العدد) [أخرجه الصنعاني].

فلا نجاة للبشرية جمعاء ولا فلاح إلا بالعودة إلى الكتاب الهادي والسيف الناصر، حتى يكون الناس عبيدا لله عز وجل لا سواه، فالفطرة التي جُبل عليها الخلق لا بد أن تعود لنحيا، فبدونها الشقاء والعناء وبها السعادة في الدارين بإذن الله.


• صحيفة النبأ – العدد 16
السنة السابعة - الثلاثاء 22 ربيع الآخر 1437 هـ

مقال:
الجهاد رحمة
...المزيد

الجهاد رحمة • يستغرب الناس من شدة المجاهدين على الكافرين، والتنكيل بهم، ويظنون ذلك تشويها لما ...

الجهاد رحمة

• يستغرب الناس من شدة المجاهدين على الكافرين، والتنكيل بهم، ويظنون ذلك تشويها لما اعتقدوا أنه الإسلام، وهم بذلك كمن ينظر لوجه واحد من العملة النقدية فقط، وسبب ذلك الاستغراب هو بعد الناس عن فهم الإسلام الحق أولا، والصورة التي يحاول الطغاة رسمها عن الإسلام، حتى لا يمسهم لهيب الحق المُبطل لسحرهم وكذبهم ثانيا، وكان للإرجاء دور مهم في تصوير الإسلام بهذا الشكل، والذي بسببه استطالت الأمم عليه، فصوّرته نفوسهم الضعيفة الرقيقة وردة بلا أشواك، مخالفين بذلك النصوص الصريحة التي تبين أن الإسلام شديد على الكفار بشتى مللهم ورحيم بالمؤمنين، وكما أنه هداية للعالمين، وهم من حيث لا يعلمون يتهمون الله عز وجل بصفات ذموها لكن الله امتدحها، فهو شديد العقاب كما أنه غفور رحيم، تعالى عما يصفون علوا كبيرا.

{غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ} [غافر: 3].

وبعد أن شرع الله الجهاد وفرضه على عباده المؤمنين، أمرهم بقتال المشركين كافة حتى يكون الدين كله لله، فإن أبوا الإسلام بعد دعوتهم دفعوا الجزية وإن امتنعوا نالهم القتل والسبي والتشريد.

وإنه لأمر عجيب أن يغيب هذا المعنى الواضح لأحكام الجهاد عن المسلمين، وهو من المعاني البينة المحكمة، والأغرب من ذلك أن تغيب حكمة الجهاد العظيمة، فالجهاد الذي يكسر شوكة الكفار، ويُقتلُ به المقاتلة منهم (أي من يحملون السلاح ويقوون على القتال)، سيكون سببا لنجاة العدد الأكبر من نسائهم وذراريهم من النار، وتلكم هي الرحمة والرأفة بالعالمين، فتعذيب الكفار بالجهاد مطلب دلت عليه الآيات الواضحة البينة، منها قوله تعالى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ} [التوبة: 14].

ومما لا شك فيه أن العذاب الدنيوي الذي يقع على من كفر بالله قتلا وسببا بسبب الجهاد أقل بكثير من عذاب النار الذي سينجو منه أغلبهم، إن هم آمنوا بعد زوال ظل الكفر من فوق رؤوسهم، ولو أنهم آمنوا واتقوا وتركوا شهواتهم الدنيوية لكان خيرا لهم، فما الله يريد ظلمهم، لكنهم هم من أبى إلا القتل في الدنيا والنار في الآخرة.

يعترض على هذا الفهم العميق والمبسط لرسالة التوحيد والإسلام من لم يُعَظِّم الله في نفسه، ولم يُسَرِّح طرفه في الملكوت، فظن نفسه حرا فيما يعتقد وفيما يختار، شابه في ذلك قول قوم شعيب.

{قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} [هود: 87].

ومن ضئضئ هؤلاء خرجت أفكار حرية الاعتقاد وجواز الردة، تحت شعارات حقوق الإنسان وما شابهها من أفكار أشربت قلوب المنافقين بها، لذا كان القرآن في دعوته لرسالة الإسلام يدعو الناس للتفكر والتدبر في عظمة الخالق بالنظر إلى بديع صنعه وعجيب خلقه.

وقد انحرف كثير من المسلمين عن هذا النهج الواضح السهل، وطرحوا الإسلام بقالب أكاديمي جامد لا روح فيه، فغلبهم دعاة حرية الاعتقاد والكفر بالمنطق والجدل، ولو أنهم دعوا إلى الإسلام غضا طريا كما أُنزل على نبي الهدى والرحمة واستنّوا به وبهديه في دعوته، وكيف تلقى الصحابة الأطهار تلك الدعوة بإيمان وفهم يعظّم الخالق، فيتواضع المخلوق أمام خالقه، لا ينازعه حقوقه وعبادته، لَمَا وجدنا لدعاة حرية الكفر صوتا يعلو وفكرا ينتشر.

وأما من أبى بعد ذلك وجعل نفسه ندا لله، فكما أغرق الله أسلافه من قبل، فستصيبه قارعة بأمر الله أو ستتبادره بإذن الله سيوف من آمن بالخالق عز وجل من بعد، حتى يكون الدين كله لله، فإن تمّ أخرجت الأرض بركتها إذ حُكمت بشريعة خالقها، لتعود على هيئتها يوم خلق الله آدم عليه السلام متوازنة ومتناغمة، جاء في الحديث: (ينزل عيسى ابن مريم إماما هاديا ومِقساطا عادلا، فإذا نزل كَسَر الصليب، وقَتَل الخنزير، ووَضَع الجزية، وتكون الملة واحدة، ويوضع الأمر في الأرض، حتى أن الأسد ليكون مع البقر تحسبه ثورها، ويكون الذئب مع الغنم تحسبه كلبها، وترفع حُمَة كل ذات حُمَة حتى يضع الرجل يده على رأس الحَنَش فلا يضره، وحتى تُفِرَّ الجارية الأسد، كما يُفَرُّ ولد الكلب الصغر، ويُقوَّم الفرس العربي بعشرين درهما، ويُقوَّم الثور بكذا وكذا، وتعود الأرض كهيئتها على عهد آدم، ويكون القطف يعني العِنقاد يأكل منه النفر ذو العدد، وتكون الرمانة يأكل منها النفر ذو العدد) [أخرجه الصنعاني].

فلا نجاة للبشرية جمعاء ولا فلاح إلا بالعودة إلى الكتاب الهادي والسيف الناصر، حتى يكون الناس عبيدا لله عز وجل لا سواه، فالفطرة التي جُبل عليها الخلق لا بد أن تعود لنحيا، فبدونها الشقاء والعناء وبها السعادة في الدارين بإذن الله.


• صحيفة النبأ – العدد 16
السنة السابعة - الثلاثاء 22 ربيع الآخر 1437 هـ

مقال:
الجهاد رحمة
...المزيد

قادة الحشد والصحوات يتساقطون في خريف الحكومة الرافضية • مضى أكثر من عام ونصف على إنشاء الحشد ...

قادة الحشد والصحوات يتساقطون في خريف الحكومة الرافضية

• مضى أكثر من عام ونصف على إنشاء الحشد الرافضي، ليكون غطاء لعشرات الميليشيات الرافضية التي تنشط في العراق منذ الغزو الأمريكي، تكبدت فيها هذه الميلشيات عشرات الآلاف من القتلى والجرحى والمفقودين في معاركها ضد الدولة الإسلامية، كما فقدت المئات من القياديين، والمعممين، العراقيين والإيرانيين، الذين ولغت أياديهم في دماء أهل السنة في العراق والشام، هذا عدا عن الخسائر المادية الكبيرة في السلاح والعتاد والآليات وغيرها.

هذا الأسبوع مرّ ثقيلاً على هذه الميليشيات، ليس فقط بسبب الضائقة المالية التي يعاني منها جنودها، بسبب إفلاس الحكومة العراقية، والتي امتنعت للشهر الثالث عن توزيع رواتب مقاتلي "الحشد الشعبي"، ما نتج عنه تهديد بعض فصائل هذا الحشد بالانسحاب من جبهات قتالهم ضد الدولة الإسلامية إذا تأخرت رواتبهم أكثر، وإنما أيضا بسبب فقدان هذه الميليشيات لعدد من قادتها في عدة قواطع يقتلون على يد جنود الخلافة الذين يهاجمون مواقعهم باستمرار، وينصبون لهم الكمائن والعبوات في كل مكان، ويقصفونهم دون توقف، ولا يتركون لهم فسحة للراحة أو لالتقاط الأنفاس.

أحد أهم قادة الميليشيات الذين قطف جنود الخلافة رؤوسهم هو المعمم (سيد صادق الحسيني) الذي كان يشغل عدة مناصب منها "نائب رئيس مجلس محافظة ديالى"، و"مسؤول اللجنة الأمنية" في ديالى، بالإضافة على كونه قياديا في ميليشيا "اللواء التاسع عشر" المنتمي إلى الحشد الرافضي، والذي قتله مجاهدو الدولة الإسلامية في ولاية ديالى بعبوة ناسفة مع مجموعة من مرافقيه، بالإضافة إلى خبير تفكيك عبوات، قرب مطيبيجة في منطقة العظيم شمال الولاية.

قيادي آخر في الحشد الرافضي قتله الله على أيدي جنود الخلافة شمال بغداد، أثناء هجومهم على ثكنات الرافضة قرب سدة الثرثار، هو (علي شناوي الساعدي) القيادي في ميليشيا "لواء المنتظر" الذي يتبع للمرتد الرافضي (عمار الحكيم)، ويعتبر الساعدي من أهم قادة الحشد الرافضي كونه من المقاتلين في صفوف الحرس الثوري الإيراني منذ الحرب العراقية الإيرانية، ويعتبر زميلاً لكبار قادة الحرس الثوري.

وفي ولاية الفلوجة، وبعد الهجوم الذي نفذه جنود الخلافة على ثكنات الرافضة قرب المعهد الفني في الصقلاوية، والذي أسفر عن مقتل العشرات من الرافضة وتدمير ثكناتهم، نعت ميليشيا "فرقة الإمام علي" القيادي في صفوفها المعمم (هاني الشمري) والذي كان يشغل منصب "قائد محور الصقلاوية" في الحشد الرافضي، وتتبع "فرقة الإمام علي" إلى "العتبة العلوية" التي تشرف على المقام الشركي لعلي بن أبي طالب في النجف، ويقودها الرافضي (أبو مسلم البطل).

صحوات الردة من جانبها فقدت بعضاً من قياداتها في ولاية الأنبار على وجه الخصوص، فبالإضافة لمجموعة من قادة الصحوات الذين قتلوا في العملية الانغماسية التي نفذها جنود الخلافة في المجمع السكني في البغدادي، نعت الصحوات العشائرية المدعو (عيسى حميد شرقي العلواني) قائد الحشد العشائري في الرمادي، والذي ذكرت بعض المصادر أنه قتل بعبوة ناسفة زرعها جنود الخلافة في أحد أحياء مدينة الرمادي.


• صحيفة النبأ – العدد 16
السنة السابعة - الثلاثاء 22 ربيع الآخر 1437 هـ

مقال:
قادة الحشد والصحوات يتساقطون
في خريف الحكومة الرافضية
...المزيد

طواغيت.. ومرتدون.. ولو تعلقوا بأستار الكعبة - تعساء آل سلول لا أمن لهم: • فيا أهل التوحيد ...

طواغيت.. ومرتدون.. ولو تعلقوا بأستار الكعبة

- تعساء آل سلول لا أمن لهم:

• فيا أهل التوحيد وجند الله في الأرض، ها هم قد تعسوا فجاؤوكم ب تاعس، فلا تنتظروا ملاقاتهم في سوح النزال، أجهزوا عليهم حيثما ثقفتموهم، فكل جندي منهم متعوس مهدور الدم وإن كان في غرفة نومه، اجلبوا عليهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم، وكذلك كل لحية مزيفة تدعى زورا وبهتانا شيخا، ولا تجعلوهم يهنؤون بدرس ولا محاضرة، فأين الغيارى الثائرون لدماء المقرن والعوفي والدندني وإخوانهم؟ وها قد ظهر لكم قاتِلوهم اسما ورسما فأين الذئاب المنفردة؟ ويا لثارات الزهراني والطويلعي والحميدي!!!

فأين من يشفي صدور المؤمنين من مشايخ آل سلول الذين كبّروا وهلّلوا لإعدام إخواننا؟ أَوَيُقتَل أهل الحق صبرا بضربة سيف الباطل؟ أوَيُعْدِمُ الأنجاسُ أهلَ الهدى ثم يعتلي أهل الضلال الملتحون المرتدون منبر القعود "تويتر" ليباركوا الإعدام ويدعوا لآل سلول ثم لا تذيقونهم حرارة سكاكينكم؟ فلا تكونن أسلحتكم من الظالمين وأعوانهم ببعيد.

إنهم ورثة بلعام بن باعوراء المسبحين بحمد الطواغيت، ولولا فتاواهم لما ثبت لطاغية عرش، ولما افتتن امرؤ في دينه إلا ما شاء الله، هم الذين يكتمون ما أنزل الله ويروجون لما قاله السلطان ووافق هواه.

عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من سكن البادية جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى أبواب السلاطين افتتن) [رواه الترمذي].

وفي رواية، عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من بدا فقد جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى أبواب السلاطين افتتن، وما ازداد عبد من السلطان دنوا إلا ازداد من الله بعدا) [رواه أبو داود].

هذا فيمن أتى أبواب السلاطين الظالمين؟ فكيف بمن أتى أبواب السلاطين المرتدين؟ بل كيف بمن كان بابَهم إلى كل كفر، ومفتاحَهم إلى كل شر؟!

فهؤلاء الطغمة قد دخلوا قصور الطواغيت وتمرغوا على بلاطهم، فافتُتِنوا وفَتَنوا وضلوا وأضلوا وباتوا سلما على أعداء الله حربا على أوليائه.

قال سفيان الثوري: (إن دعوك لتقرأ عليهم: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، فلا تأتهم) [رواه البيهقي]، وهؤلاء الخائنون لله ولكتابه قد دعاهم الحكام الكفرة لا ليقرؤوا عليهم {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، وإنما ليقروهم على ردتهم وعداوتهم للإسلام وأهله، فكان لهم ما أرادوا واشتروا ذممهم بثمن قليل، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

وما الفرق اليوم بين عبد العزيز آل الشيخ وصالح الفوزان وعائض القرني ومحمد العريفي وعبد الرحمن السديس وغيرهم من بلاعمة الطواغيت، وبين الجعد بن درهم والحلاج والجهم بن صفوان؟ تغيرت الوجوه والأسماء ومناطات التكفير وبقي الكفر واحدا.

ولله در ابن القيم إذ يقول في نونيته فرحا بمقتل الجعد:

ولأجل ذا ضحى بجعد خالد الـ
قسري يوم ذبائح القربان
إذ قال إبراهيم ليس خليله
كلا ولا موسى الكليم الداني
شكر الضحية كل صاحب سنة
لله درك من أخي قربان

نعم مرتدون ولا كرامة، ومن أظهر لنا الكفر أظهرنا له التكفير وإن كان شيخا قد طالت لحيته، وذاع على قنوات الطاغوت صيته، فليسوا أمام تعبّد الحلاج وتنفّله لله بشيء، فقد روي عنه أنه كان يصلي في اليوم والليلة ثلاثمائة ركعة سوى الفرائض، ومع ذلك فقد قال ابن كثير: "وقد اتفق علماء بغداد على كفر الحلاج وزندقته، وأجمعوا على قتله وصلبه، وكان علماء بغداد إذ ذاك هم الدنيا" [البداية والنهاية].

نعم، من أقر أمريكا على حربها للدولة الإسلامية مرتد، ومن دخل في حزبها مرتد، ومن دعا ل تاعس بالنصر مرتد ومن فرح لانحياز جند الخلافة من أرض يحكم فيها بشرع الله فدخلها الكفار مرتد، {إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}.

فاللهم منزل الكتاب سريع الحساب هازم الأحزاب، اللهم اهزم الأحزاب وزلزلهم.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


• صحيفة النبأ – العدد 16
السنة السابعة - الثلاثاء 22 ربيع الآخر 1437 هـ

مقال:
طواغيت.. ومرتدون.. ولو تعلقوا بأستار الكعبة
...المزيد

طواغيت.. ومرتدون.. ولو تعلقوا بأستار الكعبة • لقد بحت حناجر الصادقين من مشايخ ومجاهدين، وهم ...

طواغيت.. ومرتدون.. ولو تعلقوا بأستار الكعبة

• لقد بحت حناجر الصادقين من مشايخ ومجاهدين، وهم يصدعون بكفر حكام العرب قاطبة، ولكن قاتل الله التجهم وبلاعمته، الذين ضلوا في مسمى الإيمان والكفر، وقالوا الإيمان مجرد المعرفة، أو الاعتقاد، وأحسنهم حالا من زاد نطق الشهادتين، فنخروا جسد الأمة بشبهاتهم الموبوءة، فلا ضير من أن تستبدل بالشريعة الإلهية القوانين الوضعية، أو أن ترتدي صليبا، أو توالي كافرا، أو تأتي بمشرك على ظهر أباتشي أو (إف 16) إلى جزيرة العرب، أو تقبل بدين آخر غير الإسلام وتقيم له المحافل تحت مسمى حوار الأديان، والله (تعالى) يقول: {وَمن يَبتغِ غَيْرَ الإِسلامِ دِينًا فَلنْ يُقْبلَ مِنهُ وَهُوَ فِي الْآخرةِ مِنَ الخَاسِرينَ}، أو تضخ أموال المسلمين في خزائن الصليب لتكافح الإسلام وأهله، لا ضير من كل ذلك طالما أن منبر الحرم بات مذياعا للكفر، محاربا لله ورسوله، ظهيرا لأمريكا وأذنابها، وهكذا أغلق باب الردة، وأوصد باب الولاء والبراء، وأقفل باب الجهاد، ولولا أن الله تعالى حافظ لكتابه العزيز، لطمست آيات وآيات.

خيل الصليبيين عاثت في الحمى
وعلا عروش الملك أرعن نابح
سلوا خناجر غدرهم وبدا لنا
من كل صوب صِلُّ غدر طافح

ولكن شاء الله تعالى أن تقوم دولة الإسلام من جديد، وتعود للدين هيبته، وإن سأل سائل كيف؟ فأقول له: بينك وبين الحق -بعد هداية الله تعالى- تحريك فأرة وضغطة زر، اختر أي متصفح شئت واكتب في خانة البحث "دولة العراق الإسلامية"، ثم ابدأ رحلة الشجون، رحلة الاستضعاف والخوف، رحلة الحاجة والفقر، رحلة الأسر والبتر، رحلة الجوع والعطش، رحلة الحر والقر، رحلة الصحراء والتشريد، رحلة الجهاد والاستشهاد!

ألم تك راية التوحيد قامت
من الأشلاء تختضل اختضالا
ألم تُسقَ بهبهب من وريد
أذل الكفر إذلالا وهالا؟
أما سالت من الثرثار روح
تحث على معاركنا الرجالا؟

أم أنك أيها السائل تظن أن زمان العزة هذا قد عاد دونما ثمن؟ بل بأثمان وأثمان! أو تظن أن الدولة الإسلامية التي بات العالم بأسره لا ينام ولا يصحو إلا على فعالها وأمجادها قد عادت دونما بذل وعطاء؟ أو تظن أن الحكم الطاغوتي قد كسر، وأشرقت الخلافة على منهاج النبوة دونما تمحيص وابتلاء؟

نعم لقد عادت دولة الإسلام رغم كيد كل كافر ومرتد ومنافق، عادت لأن الغلبة لهذا الدين، وإن رغمت أنوف الصليبيين وطواغيت العرب وأحبارهم.

وما إن عادت حتى وقف العالم أجمع على أنامله، فقالت أمريكا المتغطرسة كعادتها: أنا أكفيكموها! فأبرقت وأرعدت ظانة أن دولة الإسلام تنظيما هلاميا، أو حزبا شركيا، أو جماعة سلمية، ولكن سرعان ما عادت أدراجها ولسان حالها: لا قِبل لي بالخلافة وجندها، أين شركائي من العرب والعجم؟ فاجتمع الأحزاب من جديد، صليبيون ويهود وملاحدة ومرتدون ومائة سطر فوق "مرتدون"، فعنهم مدار مقالتي وحديثي.

تحالف المرتدون من جديد من حكام وشرطهم وجنودهم وبمباركة شيوخهم -وكما عهدناهم وعهدنا أجدادهم من قبل- مع الغرب الكافر بكل أطيافه وأصنافه، فكان ما يسمى بالتحالف الدولي (الصليبي) لمحاربة الدولة الإسلامية -المثبتة الأركان بإذن ربها- فقصفوا ودمروا وقتلوا، تماما كأسلافهم الهمج المتعجرفين، ولكن هذه المرة تغيرت النتيجة: دولة الإسلام باقية، بل ومع كل قصف فتح جديد وبيعة جديدة.

فشل ذريع وفضيحة كبرى لأعظم تحالف عرفه التاريخ ضد الإسلام وأهل التوحيد، فدبروا وقدروا وأبرموا حلفا جديدا ولكن هذه المرة مرتد بحت، وحاملة لواء الردة فيه وكالعادة ما تسمى بـ "السعودية"، وقد أسموه "التحالف العسكري الإسلامي"، وأسميته "تاعس"، اختصارا لمبناه، واحتقارا لمعناه، فتعسا لهم ونكسا وبؤسا!

عن نفسي لقد فرحت كثيرا لهذا التحالف الجديد، ورددت قول ربي المتعال: {لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ}، وكيف لا أفرح وأنا أرى تدبير القدير في هؤلاء المرتدين، أتون الحرب، هكذا سيكونون وهكذا يجب أن يكونوا، فعلى الأمة الخلاص منهم أولا حتى يَخلو لجند الخلافة بعدها وجه أمريكا ومن في حزبها، ويا لثارات الموحدين من المرتدين!

فما من مجاهد في دولة الإسلام إلا ويقاتل وعيونه على مرتدي أرضه التي منها خرج، كلٌّ ينتظر العودة فاتحا، ودون الفتح أنهار من دماء المرتدين النجسة، وأكداس من أشلائهم العفنة، وليؤذنن فوق جماجمهم في كل قطر منا مؤذن: الله أكبر! دين الله غالب!، و{إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا}.

كم رددت الألسنة وهي ترى الردة ترغو في ديار المسلمين، قديما: ردة ولا أبا بكر لها، كنا نهمس بها بمرارة وضعف، أما اليوم فنهتف بها عاليا لتصم آذان الكفر والنفاق: ردة وأبو بكر لها، ردة باردة لا تسخنها إلا حرارة سيوف حفيد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

• صحيفة النبأ – العدد 16
السنة السابعة - الثلاثاء 22 ربيع الآخر 1437 هـ

مقال:
طواغيت.. ومرتدون.. ولو تعلقوا بأستار الكعبة
...المزيد

• جهاد المرتدّين قبل الكفار الأصليين قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والصدّيق وسائر الصحابة بدؤوا ...

• جهاد المرتدّين قبل الكفار الأصليين

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والصدّيق وسائر الصحابة بدؤوا بجهاد المرتدين قبل جهاد الكفار من أهل الكتاب، فإن جهاد هؤلاء حفظ لما فُتح من بلاد المسلمين وأن يدخل فيه من أراد الخروج عنه، وجهاد من لم يقاتلنا من المشركين وأهل الكتاب من زيادة إظهار الدين، وحفظ رأس المال مقدم على الربح" [مجموع الفتاوى].

هكذا إذن، حفظ رأس المال مقدم على الربح، فهل أبقى مرتدو اليوم من أمراء أشقياء ورؤساء خبثاء رأس مال أصلا؟ أم أنهم قد ضيعوا الدين وعاثوا في الأرض فسادا، وأهلكوا الحرث والنسل؟ وفقأ الله كل عين لا تراهم اليوم أولياء للكفرة أو تشك في ردتهم.

قال الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: "واعلموا أن الأدلة على تكفير المسلم الصالح إذا أشرك بالله، أو صار مع المشركين على الموحدين ولو لم يشرك، أكثر من أن تحصر، من كلام الله، وكلام رسوله، وكلام أهل العلم كلهم" [الدرر السنية].

فالأدلة طافحة في تكفير من ناصر الكفار على المسلمين ولو بشق كلمة، فكيف بمن فتح دوره لليهود والنصارى وقال هيت لكم، استحلوا الدماء واستبيحوا الأعراض وانهبوا الثروات!

روى ابن أبي حاتم، عن محمد بن سيرين، قال: قال عبد الله بن عتبة: "لِيَتَقِ أحدكم أن يكون يهوديا أو نصرانيا، وهو لا يشعر، قال: فظنناه يريد هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}، إلى قوله: {فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}".

وقال ابن حزم الأندلسي: "صح أن قوله (تعالى): {وَمَن يَتَولّهُم مِّنكُمْ فإِنَّهُ مِنْهُم} إنما هو على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار، وهذا حق لا يختلف فيه اثنان من المسلمين" [المحلى].

وقال الشيخ حمد بن علي بن عتيق رحمه الله: "وكذلك من تولى الترك، فهو تركي، ومن يتولى الأعاجم فهو عجمي، فلا فرق بين من تولى أهل الكتابين أو غيرهم من الكفار".

وكذا من تولى أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا وإيران وغيرهم فهو منهم.

لقد بحت حناجر الصادقين من مشايخ ومجاهدين، وهم يصدعون بكفر حكام العرب قاطبة، ولكن قاتل الله التجهم وبلاعمته، الذين ضلوا في مسمى الإيمان والكفر، وقالوا الإيمان مجرد المعرفة، أو الاعتقاد، وأحسنهم حالا من زاد نطق الشهادتين، فنخروا جسد الأمة بشبهاتهم الموبوءة، فلا ضير من أن تستبدل بالشريعة الإلهية القوانين الوضعية، أو أن ترتدي صليبا، أو توالي كافرا، أو تأتي بمشرك على ظهر أباتشي أو (إف 16) إلى جزيرة العرب، أو تقبل بدين آخر غير الإسلام وتقيم له المحافل تحت مسمى حوار الأديان، والله (تعالى) يقول: {وَمن يَبتغِ غَيْرَ الإِسلامِ دِينًا فَلنْ يُقْبلَ مِنهُ وَهُوَ فِي الْآخرةِ مِنَ الخَاسِرينَ}، أو تضخ أموال المسلمين في خزائن الصليب لتكافح الإسلام وأهله، لا ضير من كل ذلك طالما أن منبر الحرم بات مذياعا للكفر، محاربا لله ورسوله، ظهيرا لأمريكا وأذنابها، وهكذا أغلق باب الردة، وأوصد باب الولاء والبراء، وأقفل باب الجهاد، ولولا أن الله تعالى حافظ لكتابه العزيز، لطمست آيات وآيات.

خيل الصليبيين عاثت في الحمى
وعلا عروش الملك أرعن نابح
سلوا خناجر غدرهم وبدا لنا
من كل صوب صِلُّ غدر طافح

ولكن شاء الله تعالى أن تقوم دولة الإسلام من جديد، وتعود للدين هيبته، وإن سأل سائل كيف؟ فأقول له: بينك وبين الحق -بعد هداية الله تعالى- تحريك فأرة وضغطة زر، اختر أي متصفح شئت واكتب في خانة البحث "دولة العراق الإسلامية"، ثم ابدأ رحلة الشجون، رحلة الاستضعاف والخوف، رحلة الحاجة والفقر، رحلة الأسر والبتر، رحلة الجوع والعطش، رحلة الحر والقر، رحلة الصحراء والتشريد، رحلة الجهاد والاستشهاد!

ألم تك راية التوحيد قامت
من الأشلاء تختضل اختضالا
ألم تُسقَ بهبهب من وريد
أذل الكفر إذلالا وهالا؟
أما سالت من الثرثار روح
تحث على معاركنا الرجالا؟

أم أنك أيها السائل تظن أن زمان العزة هذا قد عاد دونما ثمن؟ بل بأثمان وأثمان! أو تظن أن الدولة الإسلامية التي بات العالم بأسره لا ينام ولا يصحو إلا على فعالها وأمجادها قد عادت دونما بذل وعطاء؟ أو تظن أن الحكم الطاغوتي قد كسر، وأشرقت الخلافة على منهاج النبوة دونما تمحيص وابتلاء؟

نعم لقد عادت دولة الإسلام رغم كيد كل كافر ومرتد ومنافق، عادت لأن الغلبة لهذا الدين، وإن رغمت أنوف الصليبيين وطواغيت العرب وأحبارهم.

وما إن عادت حتى وقف العالم أجمع على أنامله، فقالت أمريكا المتغطرسة كعادتها: أنا أكفيكموها! فأبرقت وأرعدت ظانة أن دولة الإسلام تنظيما هلاميا، أو حزبا شركيا، أو جماعة سلمية، ولكن سرعان ما عادت أدراجها ولسان حالها: لا قِبل لي بالخلافة وجندها، أين شركائي من العرب والعجم؟ فاجتمع الأحزاب من جديد، صليبيون ويهود وملاحدة ومرتدون ومائة سطر فوق "مرتدون"، فعنهم مدار مقالتي وحديثي.

• صحيفة النبأ – العدد 16
السنة السابعة - الثلاثاء 22 ربيع الآخر 1437 هـ

مقال:
طواغيت.. ومرتدون.. ولو تعلقوا بأستار الكعبة
...المزيد

معلومات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً