مقال: خذوا حذركم كاميرات المراقبة والاحتياط منها نلاحظ في الفترات الأخيرة ندرة أن يقع عمل ...

مقال: خذوا حذركم
كاميرات المراقبة والاحتياط منها

نلاحظ في الفترات الأخيرة ندرة أن يقع عمل للمجاهدين في المناطق الحضرية، إلا ويتوفر له تسجيل مرئي التقطته إحدى الكاميرات التابعة للأجهزة الأمنية أو المملوكة من قبل الأفراد، إذ يسارع المحققون بعد أي حدث إلى استعراض تسجيلات كل الكاميرات الموجودة في محيط وقوعه، وذلك من أجل الوقوف على حقيقة ما جرى بدقة بعيدا عن الشهادات المضللة والتصورات الخاطئة، وكذلك محاولة الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات عن منفذي العمل الذين يمكن أن يظهروا أو آثارهم في موقع العمل.


• البحث عن المنفذ

بعد تمكن المحققين من التقاط صور تخص الإخوة المنفذين يجري التحرّي عنهم، وذلك من خلال تعميم الصور على أجهزة الأمن المختلفة سعيا لمطابقتها مع صور لأشخاص معروفين لديهم، أو استخدام البرامج الحاسوبية المتطورة في التعرف على الصور، وفي حال العجز عن ذلك يجري نشر الصور بشكل رسمي من قبل أجهزة الاستخبارات والطلب من الناس التعرف على أصحابها وتقديم المعلومات عنهم، أو تسريب هذه الصور عن طريق الصحافة لذات الغرض.

وكذلك الأمر بالنسبة للعربات المستخدمة في الهجوم، وذلك بالبحث عن عائدية العربة في حال التمكن من التقاط أرقام لوحاتها، أو خصائص مميزة لها، تمكن من تقليل عدد الخيارات بخصوص العربات المشابهة لها.

هذا بالنسبة لاستخدام الصور المأخوذة من كاميرا مراقبة واحدة، ولكن أمر التحقيق يتوسع بحثا عن الطريق الذي سلكه المنفذون وصولا إلى نقطة الانطلاق التي قد تساعد الاستخبارات في تحديد مكان إدارة العمل أو أماكن سكن المنفذين أو نقاط تجمعهم قبل تنفيذ العمل.


• البحث عن نقطة الانطلاق

وهذا الأمر يمكنهم القيام به بعد تحديد صورة الشخص المنفذ أو العربة التي استخدمت في التنفيذ، حيث يقوم المحققون بمراجعة تسجيلات الكاميرات في المناطق المختلفة عن طريق تتبع الحركة الراجعة للهدف، والبحث فيما التقطته كل كاميرا موجودة في الطريق إلى تنفيذ العمل، والاستمرار في عملية استرجاع الصور حتى الوصول إلى آخر صورة توفرها كاميرات المراقبة، تشير إلى آخر مكان كان يتواجد فيه المنفذون قبل تنفيذ العمل، وربما يصل المحققون بهذه الطريقة في التتبع إلى نقطة الانطلاق الأولى في حال كانت التغطية بكاميرات المراقبة شاملة لا تترك جزءا من المنطقة دون تصوير.

ولإدراك أهمية هذا الجانب في عملية المراقبة الاستخبارية، وتصوّر حجم اهتمام الأجهزة الأمنية بها، يمكن ضرب المثال بحالة بريطانيا التي تشير التقارير إلى وجود قرابة 6 ملايين كاميرا مراقبة على أراضيها، منها 500 ألف كاميرا مراقبة في مدينة لندن وحدها، إلى الحد الذي تفاخر به أجهزة الأمن هناك وتزعم أن كل شخص من سكان لندن إن تحرك في المدينة فإن هناك 300 كاميرا تقريبا ستلتقط حركته كل يوم.


• نماذج حيّة

وهكذا رأينا هذه الأجهزة بعد عملية مانشستر المباركة تقوم باستعادة صور الكاميرات في المناطق التي مرّ بها الأخ المنفذ -تقبله الله- واستخرجت له صورا وهو يجرّ حقيبة زرقاء كبيرة رجحت أنه نقل بها العبوة الناسفة التي استخدمها في الهجوم، ونشرت هذه الصور في وسائل الإعلام طالبة من الناس تقديم أية معلومات يمتلكونها عن صاحب الصورة، أو الحقيبة الزرقاء التي لم تتمكن من العثور عليها، كما حاولت الاستخبارات من خلال تعقب تسجيلات قديمة معرفة الأماكن التي تردد عليها الأخ خلال الأيام التي سبقت الهجوم في محاولة للاستقصاء عن أشخاص آخرين ربما يكون لهم ارتباط تنظيمي بالأخ المنفذ أو مشاركة في العمل الذي يسّره الله له.

وكذلك في بعض عمليات المجاهدين في بغداد التي نجح فيها الإخوة المنفذون في الانسحاب بسلام من مواقع التنفيذ بعد ركن سياراتهم المفخخة بجوار الأهداف الموضوعة وتفجيرها عن بعد، رأينا استخبارات المرتدين تعرض صورا لمكان التفجير قبل حصوله بثوان لإثبات صورة العربة المفخخة، ثم عرض صور أخرى التقطتها كاميرات المراقبة المنصوبة في الشوارع الرئيسية وقرب السيطرات والحواجز الأمنية في محاولتها تتبع مصدر هذه العربة والوصول إلى مكان انطلاقها الذي يفترض أن يجدوا فيه عناصر التنفيذ أو أدلة تشير إليهم.

مع أننا نجد في غالب الأحيان أن استفادة استخبارات المشركين من إظهار صور الهجوم ونتائجه وتحركات الإخوة المنفذين لا تتعدى جانب الدعاية ورفع اللوم بعد فشلها في منع الهجوم.
...المزيد

يا حملة الراية هبوا إن أقصى ما يتمناه المشركون ويسعون جهدهم لتحقيقه أن يسقطوا راية التوحيد ثم لا ...

يا حملة الراية هبوا

إن أقصى ما يتمناه المشركون ويسعون جهدهم لتحقيقه أن يسقطوا راية التوحيد ثم لا يقوم أحد لرفعها من جديد ليحتشد حولها المجاهدون ويكملوا ما بدأه إخوانهم السابقون.

وطالما بقيت الراية الجامعة عالية خفاقة يرقبها الجنود فسيبقون متحلقين حولها يشدّ بعضهم أزر بعض ويسد بعضهم ثغرة بعض حتى يفتح الله عليهم، فإذا سقطت الراية غاب عن الأنظار الأمر الجامع لهم، وربما وهنت العزائم وظهرت الفرقة والتنازع بأن تهمّ بعض المجاهدين نفوسهم، ويسيؤوا بالله تعالى الظن، فيتشتت شملهم ويقوى عليهم عدوهم.

ولهذا كان حملة الراية من أهم مرتكزات الجماعة المسلمة في كل ملحمة من ملاحمها العظيمة، وكان القصد إليهم من العدو واستهدافهم بالقتل طلبا لإسقاط الراية التي يحملون أمرا ظاهرا لا يخفونه ولا يورّون عليه، ولهذا أيضا لا يرقى إلى شرف حملها إلا أولو العزمات من أتباع المرسلين الذين تهون عليهم نفوسهم في سبيل مرضات ربهم جلّ وعلا، فيرسخون في الصف رسوخ الجبال، ويثبت الله بهم جموع المسلمين أن تميد عند اشتداد الزلازل وعصف الريح.

وقد رأينا في تاريخ هذه الجماعة المباركة تأثير هذا النوع المميز من الرجال على أحداث الحرب بيننا وبين المشركين، حين استعلى طاغوت الصليبيين (بوش) بكبريائه معلنا النصر العظيم على أمة الإسلام بعد أن سلطه الله تعالى على أحد الطواغيت المتحكمين برقاب المسلمين، وظن المخدوع أن الأمر استتب له في الأرض، فخيب الله تعالى سعيه وأراه من جهاد المسلمين ما يكره، لما رفع راية التوحيد والجهاد نفر من المهاجرين والأنصار ودعوا المسلمين للقتال تحتها والاجتماع عليها، فاجتمع على الراية المسلمون من كل صوب، وأدوا ما عليهم من واجب النصرة والجهاد، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من استبقاه الله ليحمل الراية من بعد إخوانه فلا تقر عين المشركين برؤيتها وليس لها رجال يحملونها أو أبطال يذودون عنها.

فما كادوا يعلنون فرحهم بقتل الشيخ الزرقاوي تقبله الله حتى سخر الله من بعده رجالا حملوا الراية من بعده، فرفعها بهم مكانا أرفع، وجعلها بهم أنقى وأنصع، وصارت راية جامعة للمسلمين بعد أن كانت راية فصيل من الفصائل أو تنظيم من التنظيمات.

فلما قضى الشيخان اللذان ابتلاهما الله تعالى بحمل الراية وقد أدّوا ما عليهم -نحسبهم كذلك- وقد كان إخوانهم في ذلك الوقت في أضعف حال وقد غدرت بهم الصحوات، وتألبت عليهم الأحزاب، وضاقت عليهم الأرض بما رحبت، فرح المشركون وقالوا: الآن، الآن، لا تحمل الراية من جديد...
فخيب الله ظنونهم وأضل سعيهم، وما هي إلى سُنيّات إلا وكانت الراية تخفق على سهول الشام وجبالها، بعد أن جالت في بوادي العراق وحواضرها، لما وجدت رجالا حملوها وعزموا أن ينصبوها في مقدم كل سرية تجاهد لإقامة دين الله، لا تشاركها راية عمية ولا تنازعها غاية جاهلية، فأثابهم الله في الدنيا نصرا أن زادهم فتحا وتمكينا ورفع بهم راية التوحيد في مشارق الأرض ومغاربها، راية خلافة على منهاج النبوة.

وإننا نظن أن عهد خداع المشركين لأنفسهم بإعلانهم إسقاط الراية قد ولى ولن يعود -بإذن الله- فقد علمتهم تجارب السنين الماضية أن في هذه الأمة في كل زمان من لا يرى في قضاء من قبله من حملة الراية إلا انتقال الواجب العيني إليه بحملها من بعدهم والحفاظ عليها عالية رفيعة كما يجب أن تكون، نقية كما كانت عندما تركها صاحبها عليه الصلاة والسلام، ويحفظها حتى يقضى ما عليه أو يسلمها إلى من هو أشد عزيمة في حملها والدفاع عنها.

فلييأس المشركون من حروبهم وحملاتهم، ولتيأس الشيع والأحزاب والفرق من مكرهم وغدراتهم، ولا يرقبوا صباحا لا تشرق فيه شمس الخلافة على أرض المسلمين، ولا يرقبوا مساء تغيب فيه راية العقاب عن سماء المجاهدين، فهيهات هيهات لما يوعدون.

وليستبشر المؤمنون بنصر الله لهم ما دام كل منهم يرى نفسه خالدا يحمل الراية من بعد زيد وجعفر وابن رواحة رضي الله عنهم أجمعين، كلما سقط منهم سيد تحت الراية حملها عنه أخوه حتي ينفذوا أمر الله تعالى أو يهلكوا دون ذلك، وما بعد مؤتة إلا فتح مكة والقادسية واليرموك {وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [الصف: 8].


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 167
الخميس 25 جمادى الأولى 1440 هـ
...المزيد

الملك نور الدين زنكي -رحمه الله- قَالَ ابْن الْأَثِير: وَكَانَ رَحمَهُ الله لا يفعل فعلا إلَّا ...

الملك نور الدين زنكي -رحمه الله-

قَالَ ابْن الْأَثِير: وَكَانَ رَحمَهُ الله لا يفعل فعلا إلَّا بنية حَسَنَة كَانَ بالجزيرة رجل من الصالحين كثير العِبَادَة والورع شَدِيد الِانْقِطَاع عَن النَّاس وَكَانَ نور الدين يكاتبه ويراسله ويرجع إلَى قَوْله ويعتقد فيه اعتقادا حسنا فَبَلغه أن نور الدين يدمن اللعب بالكرة فَكتب إِلَيْهِ يَقُولُ مَا كنت أظُنك تلهو وتلعب وتعذب الْخَيل لغير فَائِدَة دينية فكتب إِلَيْهِ نور الدِّينِ بِخَط يَده يَقُولُ وَالله ما يحملني على اللعب بالكرة اللهو والبطر إِنَّمَا نَحن في ثغر العدو قريب منا وبينما نحن جُلُوس إِذْ يَقع صَوت فنركب في الطلب وَلَا يمكننا أَيْضا مُلَازمَة الْجِهَادِ لَيْلًا وَنَهَارًا شتاء وصيفا إذْ لابد من الرَّاحَة للجند وَمَتى تركنَا الْخَيل على مرابطها صَارَت جماما لا قدرَة لَهَا على إدمان السير في الطلب وَلَا معرفَة لَهَا أَيْضا بِسُرْعَة الانعطاف في الكر والفر في المعركة فنحن نركبها ونروضها بِهَذَا اللعب فيذهب جمامها وتتعود سرعة الانعطاف والطَّاعَةِ لراكبها فِي الْحَرْب فَهَذَا وَاللهِ الَّذِي بَعَثَنِي على اللعب بالكرة.

قَالَ ابْنِ الْأَثِير : فَانْظُر إِلَى هَذَا الْملك المَعْدُوم النظير الَّذِي يقل في أصْحَاب الزوايا المنقطعين إِلَى الْعِبَادَة مثله فإن من يجئ إلَى اللّعب يَفْعَله بنية صَالِحَة حَتَّى يصير من أعظم الْعِبَادَات وأكبر القربات يقل فِي الْعَالم مثله وَفِيه دَلِيل على أنه كَانَ لَا يفعل شَيْئًا إِلَّا بَنية صَالِحَة وَهَذِهِ أفعال العلماء الصَّالِحين العاملين.


• المصدر: الروضتين في تاريخ الدولتين النورية والصلاحية
...المزيد

الدولة الإسلامية - مقتل 39 صليبياً روسياً وإصابة وفقدان العشرات بعملية لجنود الدولة الإسلامية في ...

الدولة الإسلامية - مقتل 39 صليبياً روسياً وإصابة وفقدان العشرات بعملية لجنود الدولة الإسلامية في القوقاز

‏• ولاية القوقاز

أكد مصدر أمني لصحيفة النبأ أن جنود الدولة الإسلامية في ولاية القوقاز -حفظهم الله- نفّذوا عملية نوعية أدت إلى مقتل أكثر من 39 صليبيا روسيا وإصابة وفقدان العشرات، إثر تمكّنهم من تدمير جزء كبير من مبنى سكني مؤلف من 10 طوابق في مدينة (ماغنيتاغورسك) بمقاطعة (تشيليابينسك) وسط روسيا.

حيث تمكنت مفرزة أمنية ولله الحمد والمنّة، من الوصول للمبنى الذي يقطنه العشرات من الصليبيين وزرع متفجرات داخله والانسحاب من الموقع بسلام، تلاه تفجير المبنى على من فيه، وأكد المصدر أن سبب تأخر تبني العملية فور حصولها لدواعي أمنية.

وكان الصليبيون الروس قد تخبطوا في بياناتهم المتعلقة بالعملية التي وقعت الاثنين الساعة 4 فجرا بتاريخ (24/ ربيع الثاني) الموافق (31/ ديسمبر)، سواء بعدد القتلى والجرحى أو المفقودين أو حتى في الكشف عن الأسباب التي أدت لانهيار المبنى، حيث أعلنوا بداية أن انفجار أنبوب للغاز قد أدى لانهيار المبنى، ليعلنوا لاحقا احتمالية سقوطه بالمتفجرات، ليعودوا ويؤكدوا أن التحقيقات لم تكشف عن وجود متفجرات، كاشفين عن أن عدد الأشخاص المفقودين بلغ 79 شخصا.

العملية التي كان لها وقعا كبيرا حوّلت أعياد الصليبيين برأس السنة الميلادية إلى مآتم، حيث أُعلنت حالة الطوارئ في المدينة، فيما قدم العديد من طغاة العالم تعازيهم للطاغوت الروسي الذي زار المدينة في اليوم ذاته على وجه السرعة.

ووقع الانفجار بين الطابقين الثالث والعاشر، مما أدى إلى تضرر 48 من أصل 72 شقّة في المبنى، وشارك في عمليات الإنقاذ نحو 1400 شخص و200 آلية.


• مقتل 3 روس آخرين بتفجير حافلة في (ماغنيتاغورسك)

وفي سياق متصل دمّر جنود الخلافة -في اليوم التالي لعملية انهيار المبنى-حافلة تُقلّ ركابا صليبيين روس بتفجير عبوة ناسفة عليها ما أدى إلى هلاك 3 من الركاب.

وقد جائت العمليتان كثمن يسير من فاتورة الحرب التي ستتحملها روسيا الصليبية بإذن الله، والقادم أدهى وأمر.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 165
الخميس 11 جمادى الأولى 1440 هـ
...المزيد

• عمليات المجاهدين وعن العمليات التي ينفذها جنود الخلافة في المنطقة قال بأنهم -والحمد لله- بدأوا ...

• عمليات المجاهدين

وعن العمليات التي ينفذها جنود الخلافة في المنطقة قال بأنهم -والحمد لله- بدأوا بتنفيذ الهجمات ضد المرتدين منذ شهور، ومكنهم الله سبحانه من ضرب عدد من رؤوس المرتدين في المنطقة منهم قادة في الاستخبارات والمجلس العسكري والجمارك وما يسمونه الإدارة الذاتية التي يتحكمون من خلالها بأهالي المنطقة.

كما كشف عن محاولات عديدة قاموا بها من قبل لاستهداف القوات الصليبية في ريف منبج لم يكتب لها النجاح لأسباب مختلفة، حتى يسّر الله تنفيذ الهجوم الأخير في وسط المدينة ورغما عن إجراءاتهم الأمنية وتحصيناتهم ودروعهم وحراساتهم، شاكرا الله على ما أنعم به عليهم من ستر وحماية وإعانة.

وفي نهاية الاتصال بشر الأخ المسلمين عامة وجنود الخلافة خاصة بأن عملياتهم ستستمر -بإذن الله- في منبج وغيرها من الديار التي يحكمها المرتدون بغير شريعة الله، حتى تطهيرها من شركهم وإعادتها إلى حكم الشريعة وديار الإسلام.

ووجه رسالة إلى أهالي منبج يحذرهم فيها من الوقوع في الكفر والردّة بموالاة المرتدين عن طريق الانتساب إلى قواتهم أو الانضمام إلى أحزابهم ومنظماتهم أو المشاركة في المظاهرات والمسيرات الداعمة لهم أو تقديم المعلومات عن المجاهدين إليهم، وكذلك نبّه إلى خطورة المشاركة في انتخاباتهم ومجالسهم المحلية لما في ذلك من حكم بالكفر على من وقع فيه أو رضي عنه

• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 165
الخميس 11 جمادى الأولى 1440 هـ
...المزيد

الدولة الإسلامية - هجمات المجاهدين ستستمر في منبج حتى تعود إلى حكم الشريعة (النبأ) تحاور أحد ...

الدولة الإسلامية - هجمات المجاهدين ستستمر في منبج حتى تعود إلى حكم الشريعة


(النبأ) تحاور أحد جنود المفارز الأمنية العاملة وتكشف حقيقة الوضع في المنطقة

اهتمام عالمي كبير بأخبار الهجوم الأخير لجنود الخلافة في منبج والذي استهدف تجمعا للصليبيين وحراسهم المرتدين يوم الأربعاء (10/جمادى الأولى) والذي أسفر -بحمد الله- عن مقتل وإصابة 9 من الجنود الأمريكيين، بالإضافة إلى 7 من المرتدين.

هذا الاهتمام كانت له أسباب عديدة تتعلق بزمان الهجوم ومكانه والهدف منه والجهة المنفذة له.

فمن حيث زمانها حدثت في وقت تزايد فيه الجدال حول مصير القوات الصليبية الموجودة في المنطقة بعد إعلان الجيش الأمريكي عزمه الخروج من المنطقة وإخلائها بعد انتهاء مهمته بإسناد حلفائه المرتدين في قتالهم للدولة الإسلامية.

ومن حيث مكانها وقعت داخل مدينة منبج التي باتت بؤرة للتنافس بين أطراف عديدة تسعى للسيطرة عليها في حال حدوث فراغ سببه انسحاب القوات الأمريكية منها.

ومن حيث الجهة المنفذة فإن إعلان الدولة الإسلامية تبنيها للهجوم أثار المزيد من الشكوك حول إعلان الطاغوت الأمريكي ترامب تمكن جيشه من هزيمتها والقضاء عليها.

ومن حيث الهدف من العملية فإن قضية استهداف الجيش الأمريكي بهجوم استشهادي وإيقاع مقتلة في عناصره أمر من شأنه أن يثير انتباه العالم، والأوساط الأمريكية خصوصا سواء منها المطالبة بالانسحاب من الحرب ضد الدولة الإسلامية أو المؤيدة لهذه الحرب.

ولاستطلاع الأحوال في منبج تواصلت (النبأ) مع أحد الإخوة المنضوين تحت المفارز الأمنية العاملة في المنطقة ليطلعنا على الوضع الذي تعيشه المدينة تحت حكم الصليبيين والمرتدين.


• تواجد القوات الصليبية في منبج

وأجاب الأخ على سؤالنا عن تواجد القوات الصليبية في المنطقة بأنها تنتشر في قواعد عسكرية صغيرة في المناطق المحيطة بمدينة منبج، وهناك 3 قواعد معروفة لهم هي قاعدة (العون) شمال المدينة والتي وضعت للفصل بين مرتدي الـ PKK ومرتدي الصحوات في منطقة جرابلس، وقاعدة (السعيدية) غرب منبج، وقاعدة (جامعة الاتحاد)، وهي على العموم قواعد صغيرة الحجم، الهدف منها إثبات الوجود الأمريكي في وجه الجيشين التركي والنصيري الطامعين بالسيطرة على منبج.

وأضاف الأخ بأن الصليبيين يتحركون بشكل مستمر بين هذه القواعد على شكل أرتال مكونة من 5-10 عربات مدرعة مرفقة بعدد من آليات الحراسة التابعة لمرتدي الـ PKK، وهم يدخلون إلى المدينة أحيانا بعربات (لاندكروزر) برفقة حراسات من المرتدين، ونادرا ما يظهرون خارج آلياتهم المصفحة.

أما مرتدو الـ PKK فبين -حفظه الله- أنهم يتحصنون في مقراتهم المحاطة بجدران إسمنتية داخل المدينة، ويفرضون طوقا أمنيا حولها مكونا من خندق عميق و 10 حواجز تفتيش على مداخلها، بالإضافة إلى انتشار كبير لعناصرهم في الشوارع الرئيسية والساحات العامة، وتغطية واسعة بكاميرات المراقبة لمختلف أجزائها.

وعن تطورات الأوضاع بعد قرار أمريكا الانسحاب من المنطقة أوضح الأخ أنهم لاحظوا خلال الفترة الماضية نشاطا في حركة الآليات الصليبية تقوم بنقل معدّات وتجهيزات القواعد باتجاه مناطق شرق الفرات، دون تأكيد على أن هذه التحركات هي جزء من خطة الانسحاب.


• ضباط من النظام النصيري

كما كشف عن تلقيهم معلومات عن دخول ضباط من جيش النظام النصيري عدّة مرات إلى مدينة منبج خلال الفترة الماضية، وعقدهم لقاءات مع قادة المرتدين، في الوقت الذي حشد فيه النظام قوات كبيرة تابعة له غرب المنطقة، قرب (العريمة) و(التايهة)، في حين أن مرتدي الجيش التركي والصحوات يحتشدون الآن شمال المدينة قرب (الدادات)، وكل من الطرفين يمنّي نفسه باستلام المدينة في حال حصول انسحاب أمريكي، وهو ما لم يتم حتى الآن.
...المزيد

إن تنصروا الله ينصركم إن ترقب نصر الله تعالى لعباده المؤمنين هو عبادة من العبادات وطاعة من ...

إن تنصروا الله ينصركم

إن ترقب نصر الله تعالى لعباده المؤمنين هو عبادة من العبادات وطاعة من الطاعات، لأنه لا يكون إلا بإيمان العبد أن له ربّا ينصره، وأنه قادر على نصره، وأنه لا يستنصر بغيره سبحانه، وهذه كلها من صور التوحيد الذي هو أعظم ما يتقرب به العبد إلى مولاه.

ولكن الله الحكيم العليم جعل لكل شيء سببا، وجعل من أسباب النصر لعباده على أعدائه أن يقوموا بمدافعتهم وجهادهم، وجعل هذا الجهاد ذروة سنام الدين، وفيصلا في البراءة بين أهل الإيمان وأهل الإشراك، ورتّب عليه أعظم الأجر في الآخرة، وأعظم المطلوب من زينة الدنيا المغنم والعزّ والتمكين.

بل توعّد الله سبحانه من اقتصر على ترقّب النصر من الله سبحانه مع معصية أمره بالقعود عن طلب أسباب النصر بالجهاد والمدافعة بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة، واستبدال تشريفه من الله بالتكليف بإقامة دينه بآخرين يطيعون الله حق طاعته، فقال جل جلاله: {إلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التوبة: 39].

وذكّر تعالى شأنه أن ترك العبد أسباب النصر، وإيكالها إلى الله تعالى وعباده المخلصين مع القعود عن أداء فريضة الله هو من أفعال القوم الذين غضب عليهم ربهم، وعاقبهم في الدنيا أن يتيهوا في الأرض، وحرمهم من تمكينه لهم في الأرض المباركة التي وعدهم بها إن نصروه وجاهدوا في سبيله، وذلك بعد أن قالوا لنبيهم :{ اذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ } [المائدة: 24]، فلما خلف من بعدهم خلف من الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم، قلّة مؤمنة صابرة مجاهدة لم تلتفت لفتن الطريق ولا لتخذيل المخذّلين أثابهم الله نصرا على عدوهم بأبسط الأسباب، حجر ألقاه فتى منهم أسقط الله به أعتى جبابرة الأرض، { فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ } [البقرة: 251].

وإننا نرى اليوم من أفعال عباد الله الموحدين في ديار الإسلام وخارجها ما يفرح أهل الإيمان ويغيظ أهل الكفر والعصيان، قلّة مؤمنة صابرة على أمر الله تقاتل دون آخر شبر من الأرض يحكم بشريعة الله، وتذود عن نفوس المسلمين وأعراضهم وأموالهم، وتطلب النّصر من الله بطاعته سبحانه في أمره لهم بالقتال في سبيله، يرجو كل منهم أن تكون رصاصة من رصاصاته حجر داود الذي نصر الله به الإسلام على قلّة وضعف في المسلمين.

وقد اهتزت الدنيا لخبر إقدام أسد من أسود الإسلام على مهاجمة دورية صليبية في منبج فتوسّط جنودها بسترته الناسفة وفجّرها فيهم ليمزّقهم إربا، وينصر بذلك دينه وإخوانه المرابطين على ضفاف الفرات.

ولم تكن هذه الهزّة لانكشاف خبر مقتل عدد من الصليبيين في الهجوم وحسب، كما في إعلان البنتاغون الذي زعم أنه أكبر هجوم تعرّضت له قواته منذ بدء حملتهم على الدولة الإسلامية، ولكن لأنه كشف حقيقة أن هذه الحرب الطويلة لم تتمكن من هزيمة الموحدين كما يزعم المشركون، وأن إرادة القتال والاستشهاد لا تزال متوقدة في نفوس أولياء الله، لم يطفئها قصف الطائرات ولا خسارة الأرض ولا خذلان المتخاذلين.

وإن أخشى ما يخشاه أعداء الله اليوم أن تشتعل في نفوس المؤمنين تلك الحماسة للانغماس في الصفوف وملاقاة الحتوف كما كانت عندما زاد في نفوسهم الإيمان ودفعهم للهجرة إلى دار الإسلام وحمل السلاح ذودا عن الدين وطلبا لمرضاة رب العالمين، إخوانا متحابين رؤفاء بالمؤمنين أشدّاء على الكافرين، ففتح الله لهم بذلك البلاد، وألّف عليهم قلوب العباد، فأقبلوا على جماعتهم لمجرد أن سمعوا صيحتهم أن حيّ على الجهاد.

وإن عدونا اليوم عازم على الرحيل مستعجل في أمر المعركة، ولذلك فهو يسعى لحسمها بأقل الوسائل تكلفة عليه، فتارة يعرض على المجاهدين الاستسلام، وتارة يزعم طلبهم فتح طريق إلى الصحراء، وتارة يلوّح بعصا التهديد والوعيد، وكلها أساليب جرّبها مع المجاهدين قديما في الموصل وسرت وماراوي وغيرها من الملاحم العظام.

وإن المجاهدين اليوم لا يلتفتون إلى هذه الأمور كلها، بل هم عازمون على طلب النصر من الله سبحانه بقتال عدوهم والنكاية فيه، وإن كان عدوهم يريد نفوسا فدونها نفوس المشركين، وإن كان يريد أرضا فلن ينالها إلا خرابا، ولينصرنّ الله من ينصره إن الله لقوي عزيز.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 165
الخميس 11 جمادى الأولى 1440 هـ
...المزيد

مقال - الإبتلاء بالجوع الحمد لله ذي الفضل وافر النعم، سريع الحساب على الكافرين شديد النقم، ...

مقال - الإبتلاء بالجوع

الحمد لله ذي الفضل وافر النعم، سريع الحساب على الكافرين شديد النقم، والصلاة والسلام على من رفع الله به البشرية من ظلمات الجاهلية لأعلى القمم، وعلى آله وصحابته وجنده أهل الهمم، أما بعد :

قال الله تعالى: { إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا } [الإنسان2-3]
وعن أبي جحيفة، أنه تجشأ في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: (أقصر من جشائك، فإن أطول الناس جوعا يوم القيامة أكثرهم شبعا في الدنيا)، قال أبو جحيفة: فما شبعت منذ ثلاثين سنة. [الترمذي وابن ماجه].

نطرق في هذه السطور أسماع أهل اليقين الثابتين، وأصحاب الصبر والعزائم الذين لا تنزل عليهم نازلة إلا عاجلوها بحسن ظنهم برب العالمين، الذين يوطن سبحانه بالبلاء نفوسهم لتسموا وترتقي ولا تبالي بحطام دنيا زائلة ولا تلتفت لتخاذل المنهزمين المدبرين ومكر الكافرين.
قال عز من قائل: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 155].

"أي لنختبرنكم بشيء من خوف ينالكم من عدوكم وبسنة تصيبكم ينالكم فيها مجاعة وشدة وتعذر المطالب عليكم فتنقص لذلك أموالكم، وحروب تكون بينكم وبين أعدائكم من الكفار، فينقص لها عددكم، وموت ذراريكم، وأولادكم، وجدوب تحدث، فتنقص لها ثماركم. كل ذلك امتحان مني لكم واختبار مني لكم، فيتبين صادقوكم في إيمانهم من كاذبيكم فيه، ويعرف أهل البصائر في دينهم منكم من أهل النفاق فيه والشك والارتياب". [تفسير الطبري]


• البلاء امتحان وتنقية للقلوب

فأقر الله البلاء على عباده وصفوة خلقه؛ لأجل امتحانهم وتنقية قلوبهم وانتشالها من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، فيجازيهم بما صبروا جنات وعيون وزوجات حسان وما تشتهي الأنفس من طيبات، ومن رحمة الله بعباده المؤمنين أنه جعل لكل بلاء دواء ولكل ضيق مخرجا، وأسوق لكم ما ترويه أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن حاله صلى الله عليه وسلم في مأكله: "عن مسروق قال: دخلت على عائشة، فدعت لي بطعام فقالت: «كل، فلقل ما أشبع من الطعام، ولو شئت أن أبكي لبكيت» قال: قلت: ومم ذاك؟ قالت: «أذكر الحال التي فارق عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا، ما شبع في يوم مرتين من خبز بر حتى لحق بالله»" متفق عليه.

ما شبع بأبي وأمي من الخبز وهو أعز خلق الله على الله، فأي بساطة عاشها الحبيب، وأي قلة مرت عليه صلوات ربي وسلامه عليه، وما جزع وما تملكه القنوط من فرج الله بل دعا إلى الله بأكمل صورة حتى أتاه اليقين، وسار على نهجه صحابته الكرام، فما مر بهم جوع وفاقة إلا زادتهم يقينا وتسليما وإصرارا على الاستمرار في الدرب الموصلة إلى موعود الله.

وعن عروة، عن عائشة أنها قالت: "كان يمر بنا هلال وهلال ما يوقد في بيت من بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار، قال: قلت لخالتي: على أي شيء كنتم تعيشون؟ قالت: على الأسودين: الماء والتمر" [مسند أحمد].


• ابتلى الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه بالجوع

وما هي إلا السنن أيها الموحدون، لا بد أن تمضي على أهل التوحيد في كل دولة، فتمر بهم البلايا والخطوب وتصيبهم الفاقة والجوع، فالصبر الصبر، والعزيمة العزيمة، والله لو نجا من الجوع والبلاء أحد لنجا منه حبيب الله وخليله صلى الله عليه وسلم الذي كان كما ذكر عنه جابر بن عبد الله قال: "لما كان يوم الخندق نظرت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فوجدته قد وضع بينه وبين إزاره حجيرا يقيم به صلبه من الجوع".

فانظر، كيف أن الله عزوجل قد أجرى الأقدار على رسوله صلى الله عليه وسلم، فمر بحالة الجوع الشديدة هذه، ثم جعله للمؤمنين أسوة حسنة بالصبر عليه، ولم تكن هذه طارئة أو مؤقتة بحياته -صلى الله عليه وسلم- وإنما كان جل حياته صابرا على الجوع وشظف العيش بأبي هو وأمي، عن قتادة قال: "كنا نأتي أنس بن مالك وخبازه قائم، وقال: كلوا، فما أعلم النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى رغيفا مرققا، حتى لحق بالله، ولا رأى شاة سميطا بعينه قط"..

وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبيت الليالي المتتابعة طاويا، وأهله لا يجدون عشاء، وكان أكثر خبزهم خبز الشعير. رواه الترمذي.

وهكذا تعلم صحابته الكرام الصبر في سبيل الله على الجوع من نبيهم صلى الله عليه وسلم، فهذا سعد بن أبي وقاص يقول: "رأيتنا نغزو وما لنا طعام إلا ورق الحبلة وهذا السمر (من نباتات البادية)، وإن أحدنا ليضع كما تضع الشاة"..
...المزيد

مقال - الإبتلاء بالجوع الحمد لله ذي الفضل وافر النعم، سريع الحساب على الكافرين شديد النقم، ...

مقال - الإبتلاء بالجوع

الحمد لله ذي الفضل وافر النعم، سريع الحساب على الكافرين شديد النقم، والصلاة والسلام على من رفع الله به البشرية من ظلمات الجاهلية لأعلى القمم، وعلى آله وصحابته وجنده أهل الهمم، أما بعد :

قال الله تعالى: { إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا } [الإنسان2-3]
وعن أبي جحيفة، أنه تجشأ في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: (أقصر من جشائك، فإن أطول الناس جوعا يوم القيامة أكثرهم شبعا في الدنيا)، قال أبو جحيفة: فما شبعت منذ ثلاثين سنة. [الترمذي وابن ماجه].

نطرق في هذه السطور أسماع أهل اليقين الثابتين، وأصحاب الصبر والعزائم الذين لا تنزل عليهم نازلة إلا عاجلوها بحسن ظنهم برب العالمين، الذين يوطن سبحانه بالبلاء نفوسهم لتسموا وترتقي ولا تبالي بحطام دنيا زائلة ولا تلتفت لتخاذل المنهزمين المدبرين ومكر الكافرين.
قال عز من قائل: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 155].

"أي لنختبرنكم بشيء من خوف ينالكم من عدوكم وبسنة تصيبكم ينالكم فيها مجاعة وشدة وتعذر المطالب عليكم فتنقص لذلك أموالكم، وحروب تكون بينكم وبين أعدائكم من الكفار، فينقص لها عددكم، وموت ذراريكم، وأولادكم، وجدوب تحدث، فتنقص لها ثماركم. كل ذلك امتحان مني لكم واختبار مني لكم، فيتبين صادقوكم في إيمانهم من كاذبيكم فيه، ويعرف أهل البصائر في دينهم منكم من أهل النفاق فيه والشك والارتياب". [تفسير الطبري]


• البلاء امتحان وتنقية للقلوب

فأقر الله البلاء على عباده وصفوة خلقه؛ لأجل امتحانهم وتنقية قلوبهم وانتشالها من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، فيجازيهم بما صبروا جنات وعيون وزوجات حسان وما تشتهي الأنفس من طيبات، ومن رحمة الله بعباده المؤمنين أنه جعل لكل بلاء دواء ولكل ضيق مخرجا، وأسوق لكم ما ترويه أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن حاله صلى الله عليه وسلم في مأكله: "عن مسروق قال: دخلت على عائشة، فدعت لي بطعام فقالت: «كل، فلقل ما أشبع من الطعام، ولو شئت أن أبكي لبكيت» قال: قلت: ومم ذاك؟ قالت: «أذكر الحال التي فارق عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا، ما شبع في يوم مرتين من خبز بر حتى لحق بالله»" متفق عليه.

ما شبع بأبي وأمي من الخبز وهو أعز خلق الله على الله، فأي بساطة عاشها الحبيب، وأي قلة مرت عليه صلوات ربي وسلامه عليه، وما جزع وما تملكه القنوط من فرج الله بل دعا إلى الله بأكمل صورة حتى أتاه اليقين، وسار على نهجه صحابته الكرام، فما مر بهم جوع وفاقة إلا زادتهم يقينا وتسليما وإصرارا على الاستمرار في الدرب الموصلة إلى موعود الله.

وعن عروة، عن عائشة أنها قالت: "كان يمر بنا هلال وهلال ما يوقد في بيت من بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار، قال: قلت لخالتي: على أي شيء كنتم تعيشون؟ قالت: على الأسودين: الماء والتمر" [مسند أحمد].


• ابتلى الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه بالجوع

وما هي إلا السنن أيها الموحدون، لا بد أن تمضي على أهل التوحيد في كل دولة، فتمر بهم البلايا والخطوب وتصيبهم الفاقة والجوع، فالصبر الصبر، والعزيمة العزيمة، والله لو نجا من الجوع والبلاء أحد لنجا منه حبيب الله وخليله صلى الله عليه وسلم الذي كان كما ذكر عنه جابر بن عبد الله قال: "لما كان يوم الخندق نظرت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فوجدته قد وضع بينه وبين إزاره حجيرا يقيم به صلبه من الجوع".

فانظر، كيف أن الله عزوجل قد أجرى الأقدار على رسوله صلى الله عليه وسلم، فمر بحالة الجوع الشديدة هذه، ثم جعله للمؤمنين أسوة حسنة بالصبر عليه، ولم تكن هذه طارئة أو مؤقتة بحياته -صلى الله عليه وسلم- وإنما كان جل حياته صابرا على الجوع وشظف العيش بأبي هو وأمي، عن قتادة قال: "كنا نأتي أنس بن مالك وخبازه قائم، وقال: كلوا، فما أعلم النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى رغيفا مرققا، حتى لحق بالله، ولا رأى شاة سميطا بعينه قط"..

وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبيت الليالي المتتابعة طاويا، وأهله لا يجدون عشاء، وكان أكثر خبزهم خبز الشعير. رواه الترمذي.

وهكذا تعلم صحابته الكرام الصبر في سبيل الله على الجوع من نبيهم صلى الله عليه وسلم، فهذا سعد بن أبي وقاص يقول: "رأيتنا نغزو وما لنا طعام إلا ورق الحبلة وهذا السمر (من نباتات البادية)، وإن أحدنا ليضع كما تضع الشاة"..
...المزيد

اليهود يقصفون سيناء والإخوان المفلسون يتاجرون بدماء أهلها قصفت طائرات يهودية حربية مناطق سيناء ...

اليهود يقصفون سيناء والإخوان المفلسون يتاجرون بدماء أهلها

قصفت طائرات يهودية حربية مناطق سيناء بأكثر من 40 صاروخا خلال الأسبوع الماضي، استهدفت قرى (رفح والعريش والشيخ زويد).

وسبق عملية القصف على مدار الأسبوع تحليق طائرات بدون طيار -يهودية- فوق أجواء سيناء لساعات طويلة.

يأتي ذلك تأكيدا للعلاقة الوثيقة التي تجمع النظام المصري المرتد مع دويلة (يهود) والتي كشف عنها الطاغوت المصري المرتد مؤخرا خلال لقائه مع إحدى القنوات الأمريكية حيث أكد علاقة بلاده الوثيقة مع (يهود) والتعاون المشترك بينهما في الحرب على المجاهدين في سيناء.

تصريحات الطاغوت المصري أثارت ضجة واسعة على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي رغم أنها لم تحمل في طياتها أي جديد فقد سبق للطاغية أن صرح في أكثر من محفل بالعلاقة القوية التي تجمعه مع دويلة (يهود) وبالتنسيق الأمني المشترك بينهما.

غير أن التعاون العسكري بين مصر ودويلة (يهود) ضد الدولة الإسلامية في سيناء اتسم بالسرية منذ البداية، ولذا وصفت العديد من الصحف الغربية هذا التعاون بـ"التحالف السري"، والسبب في ذلك يعود لسببين:

فمن من جهة مصر؛ لا زال قادة النظام المصري المرتد يدّعون إعلاميا أن إسرائيل هي عدوة بالنسبة لهم! ويزعمون وقوفهم إلى جانب أهل فلسطين! وخاصة بعد مبادراتهم بين حماس وفتح، وبالتالي فإن إعلان هذا التحالف العسكري يمثل إحراجا للنظام المصري أمام غالبية أهل مصر.

وهو ما دفع الطاغوت المصري إلى إبقاء صفقاته وتنسيقه مع اليهود بالسر لم يطلع عليه إلا دائرة ضيقة من كبار ضباط الجيش والاستخبارات من كلا الطرفين.

وبالنسبة لدويلة (يهود) فهي تعلم أن الإعلان عن ذلك يصب في صالح الدولة الإسلامية ويعد سببا لتعاطف المسلمين معها، إضافة إلى أنه قد يكون دافعا إضافيا للثأر من اليهود سواء في سيناء أو خارجها.

وسبق أن حذّرت قيادات يهودية عبر وسائل الإعلام من المخاطر الناجمة عن تورط سلاح الجو اليهودي بشن الغارات الجوية على مجاهدي سيناء خشية هجمات انتقامية محتملة.

وسعيا منها لتضليل أهل سيناء تتعمد الطائرات اليهودية عادة تغيير مسارها لكي تبدو أنها قادمة من العمق المصري! وتقوم أحيانا بإخفاء شعاراتها حفاظا على سرية هذا التحالف.

التصريحات التي أدلى بها الطاغوت المصري والتي تفيد بأن (يهود) تشن غارات جوية على ولاية سيناء، أحرجت الحليف اليهودي الذي استدرك وسارع إلى نشر خبر مفاده (أن القصف يستهدف أسلحة حماس وليس الدولة الإسلامية)!.

بدورهم سارع الإخوان المرتدون إلى الترويج للخبر اليهودي الذي يقول بأن القصف استهدف أسلحة (حماس) طمعا في الظهور بأنهم أعداء اليهود وأن (يهود) تستهدفهم، متناسين تصريح (النتن ياهو) الأخيرة حين قال: إنه لولا إسرائيل لقامت إمارة إسلامية للمجاهدين في سيناء.


• الصراع وانكشاف حقيقته

يبدو أن صراع الدولة الإسلامية مع (يهود) وأذنابها دخل مرحلة جديدة بعد خروجه مؤخرا للعلن حيث اجتهد اليهود وأعوانهم وآخرين طيلة سنوات في إخفائه كي لا يكون رصيدا للدولة الإسلامية التي عايروها طويلا بأنها لا تقاتل (يهود)، والتي ما فتئت تردد عبر وسائل إعلامها المتعددة وطيلة سنوات بأن قتالها مع اليهود قادم لا محالة بجهاد شرعي على منهاج النبوة، وليس مقاومة على طريقة المرتدين!

القصف اليهودي على سيناء ليس جديدا، فمئات الغارات سبق أن شنها الطيران الحربي اليهودي -بطيار وبدون طيار-على مجاهدي سيناء خصوصا بعد إعلان بيعتهم لخليفة المسلمين وانضمامهم تحت راية الدولة الإسلامية -أعزها الله-، وقيام ولاية سيناء على مشارف بيت المقدس والتي كانت تقوم كلما تيسر بقصف ايلات ومواقع أخرى.

وكذلك ما قام به اليهود دعماً لصحوات الردة حينما قصفت مواقع جنود الدولة الإسلامية في حوران.

وبهذا الدور وضعت اليهود بصمتها في التحالف الدولي المعلن ضد الدولة الإسلامية وتخندقت مع بقية الدول والتحالفات والفصائل والجماعات والتيارات الذين اجتمعوا لحرب جنود الخلافة في مختلف الولايات والمناطق.

فاليهود يعلمون جيدا أن دولة الإسلام هي العدو الحقيقي لمشروعها على الأرض! والتي أكدت منذ نشأتها -في العراق- أن الصراع مع اليهود صراع عقدي ليس من أجل حدود رسمها اليهود أنفسهم، بل هو صراع أبدي حتى (يقول الشجر والحجر يا مسلم يا عبد الله خلفي يهودي تعال فاقتله).

وبإذن الله ستندحر تحالفاتهم وتتبعثر خططهم وما يمكرونه ويكيدونه لأهل التوحيد والجهاد سيعود بالسوء والحسرة والندامة عليهم.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 164
الخميس 4 جمادى الأولى 1440 هـ
...المزيد

إن الله يدافع عن الذين آمنوا لم يكن غريبا أن تنتهي الأمور في إدلب إلى ما وصلت إليه اليوم من ...

إن الله يدافع عن الذين آمنوا

لم يكن غريبا أن تنتهي الأمور في إدلب إلى ما وصلت إليه اليوم من قتال أنهى حالة تعدد الفصائل فيها وسيطرة كل منها على جزء من الأرض وتحكمه برقاب قسم من الأهالي ليعلن من خلال ذلك وجوده على الأرض وينازع على المشاركة في تحديد مستقبل المنطقة بما ينسجم مع مصالح قادته والدول الراعية لهم من بعدهم.

ولم يكن مستبعدا أن تكون نهاية الساحة هناك الخضوع لسيطرة مرتدي جبهة الجولاني، وذلك بعد أكثر من عام على تفردهم بالسيطرة تحت مسميات مختلفة من حكومة وغيرها، على أهم مرتكزات القوة الاقتصادية والسياسية في المنطقة المتمثلة بالمعابر والمدن الكبرى وطرق المواصلات، والأهم من ذلك كله العلاقة مع الحكومة التركية المرتدة، الأمر الذي عجل بالقضاء على تلك الفصائل في الجولة الأخيرة من الصراع معها.

ولكن الغريب أن نرى في الخطاب الإعلامي لجبهة الجولاني والمنظرين فيها أنهم في سعيهم لطلب المشروعية لهجومهم على إخوانهم من فصائل الردة، حلفاء الأمس في قتال الدولة الإسلامية وشركاء الأمس في تشكيل الهيئات والجيوش والتجمعات لم يجدوا ما يستندون عليه إلا ذات المرتكزات الشرعية التي استندت عليها الدولة الإسلامية في قتالها لتلك الفصائل من قبل، مع تحريف كبير لمنظري الصحوات ليناسب الحال التي هم فيها.

وقد سمعناهم اليوم يقولون أن لا سبيل لإنهاء الفرقة والتشرذم على الأرض إلا بإنهاء الفصائل، وجمع السلاح تحت راية واحدة، وسمعناهم يشبهون قادة هذه الفصائل بملوك الطوائف في الأندلس الذين قضى عليهم ابن تاشفين، وأمراء المدن في الشام الذين أزال ملكهم زنكي، وسمعناهم يصرحون بردة الفصائل التي يقاتلونها اليوم مع أنها ذات الفصائل التي توحدوا معها بالأمس تحت راية واحدة، وجعلوا قادتها أمراء في جماعتهم، دون أن يطرأ على عقيدتهم أو منهجهم أي تغيير يستدعي تغير الحكم عليهم من الإسلام والصلاح إلى الكفر والردة.

وبالأمس كانوا يعيبون على الدولة الإسلامية إعلانها السعي إلى "تحرير المحرّر" من الطوائف الممتنعة عن تحكيم الشريعة لأن الأرض التي لا تحكم بشرع الله ليست بمحرّرة، ويجرّمون سعيها لتمزيق الفصائل والأحزاب ولو كانت مستعلنة بالإسلام وجمعهم في صف واحد مرصوص وتحت راية واحدة على منهاج النبوة، لأن حالة التفرق والتمزق التي أصابت المسلمين بسببها هي من أهم أسباب تأخر النصر عنهم، وكانوا يستنكرون أن تحكم الدولة الإسلامية على الفصائل بالكفر والردة، رغم ظهور الكفر الواضح في مناهجها وأقوال وأفعال قادتها والمنتسبين إليها، بل أصروا على تسميتهم بالمجاهدين وظاهروهم في قتال المسلمين من جنود الخلافة.

فما بالها اليوم تغيرت الأحكام، وما بالها سكتت ألسنة السوء عن النقد والهجاء، وما بالها كفت أفواه السفهاء عن التحريض على قتل من يفكك الفصائل قتل عاد واستئصالهم من كل واد ؟!
أو ليس ما فعلته الدولة الإسلامية هو الحق الذي كانوا يعلمون وينكرون، ثم هم به أن وافق أهواءهم يفتون ويعملون؟!

أيكون قتال الدولة الإسلامية للفصائل المرتدة -وهي تحكم بكفرها- بغيا وخارجية، ويكون قتالهم لذات الفصائل -وهم إخوانهم- جهادا وعملا صالحا؟!، قال تعالى: { بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِەِ فَبَاءُوا بِغَضَب عَلَى غَضَب وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ } [البقرة: 90].

إن كل ما جرى خلال السنوات الماضيات أثبت بحمد الله أن أكثر العداوة للدولة الإسلامية كان سببها الحسد والكبر لا طلب الحق والهدى، وأن كثيرا ممن عابوا على الدولة الإسلامية أمورا كانوا في أنفسهم يتمنون أنهم هم من قام به دونها فلما أعياهم أن يبذلوا في سبيلها المشقة عادوا من اختصه الله بالفضل عداء اليهود لأتباع الهدى من المرسلين.

وإن كل ما سيجري من أحداث خلال السنين القادمات سيقدم المزيد من البراهين على صحة منهج الدولة الإسلامية وصدق دعوة جنودها وأمرائها الذين قضوا تحت رايتها والذين لا زالوا قابضين على جمرة الذود عن حياض الشريعة فيها، وإن هذا- وأيم الله- من النصر الذي وعد به المتقون، وسيناله الأبرار الثابتون المصابرون، ويقدم المزيد من البراهين على ضلال من نابذها العداء حسدا من عند أنفسهم، أو لكبر في صدورهم، ولن يكون مصيرهم في النهاية إلا كمصير إخوانهم من فصائل الصحوات في العراق وخراسان، فلم يبق منهم رب العالمين من باقية، ولم يبق من ذكرهم إلا الذم لأفعالهم والعبرة من مآلهم، والعاقبة للمتقين.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 164
الخميس 4 جمادى الأولى 1440 هـ
...المزيد

إن الله يدافع عن الذين آمنوا لم يكن غريبا أن تنتهي الأمور في إدلب إلى ما وصلت إليه اليوم من ...

إن الله يدافع عن الذين آمنوا

لم يكن غريبا أن تنتهي الأمور في إدلب إلى ما وصلت إليه اليوم من قتال أنهى حالة تعدد الفصائل فيها وسيطرة كل منها على جزء من الأرض وتحكمه برقاب قسم من الأهالي ليعلن من خلال ذلك وجوده على الأرض وينازع على المشاركة في تحديد مستقبل المنطقة بما ينسجم مع مصالح قادته والدول الراعية لهم من بعدهم.

ولم يكن مستبعدا أن تكون نهاية الساحة هناك الخضوع لسيطرة مرتدي جبهة الجولاني، وذلك بعد أكثر من عام على تفردهم بالسيطرة تحت مسميات مختلفة من حكومة وغيرها، على أهم مرتكزات القوة الاقتصادية والسياسية في المنطقة المتمثلة بالمعابر والمدن الكبرى وطرق المواصلات، والأهم من ذلك كله العلاقة مع الحكومة التركية المرتدة، الأمر الذي عجل بالقضاء على تلك الفصائل في الجولة الأخيرة من الصراع معها.

ولكن الغريب أن نرى في الخطاب الإعلامي لجبهة الجولاني والمنظرين فيها أنهم في سعيهم لطلب المشروعية لهجومهم على إخوانهم من فصائل الردة، حلفاء الأمس في قتال الدولة الإسلامية وشركاء الأمس في تشكيل الهيئات والجيوش والتجمعات لم يجدوا ما يستندون عليه إلا ذات المرتكزات الشرعية التي استندت عليها الدولة الإسلامية في قتالها لتلك الفصائل من قبل، مع تحريف كبير لمنظري الصحوات ليناسب الحال التي هم فيها.

وقد سمعناهم اليوم يقولون أن لا سبيل لإنهاء الفرقة والتشرذم على الأرض إلا بإنهاء الفصائل، وجمع السلاح تحت راية واحدة، وسمعناهم يشبهون قادة هذه الفصائل بملوك الطوائف في الأندلس الذين قضى عليهم ابن تاشفين، وأمراء المدن في الشام الذين أزال ملكهم زنكي، وسمعناهم يصرحون بردة الفصائل التي يقاتلونها اليوم مع أنها ذات الفصائل التي توحدوا معها بالأمس تحت راية واحدة، وجعلوا قادتها أمراء في جماعتهم، دون أن يطرأ على عقيدتهم أو منهجهم أي تغيير يستدعي تغير الحكم عليهم من الإسلام والصلاح إلى الكفر والردة.

وبالأمس كانوا يعيبون على الدولة الإسلامية إعلانها السعي إلى "تحرير المحرّر" من الطوائف الممتنعة عن تحكيم الشريعة لأن الأرض التي لا تحكم بشرع الله ليست بمحرّرة، ويجرّمون سعيها لتمزيق الفصائل والأحزاب ولو كانت مستعلنة بالإسلام وجمعهم في صف واحد مرصوص وتحت راية واحدة على منهاج النبوة، لأن حالة التفرق والتمزق التي أصابت المسلمين بسببها هي من أهم أسباب تأخر النصر عنهم، وكانوا يستنكرون أن تحكم الدولة الإسلامية على الفصائل بالكفر والردة، رغم ظهور الكفر الواضح في مناهجها وأقوال وأفعال قادتها والمنتسبين إليها، بل أصروا على تسميتهم بالمجاهدين وظاهروهم في قتال المسلمين من جنود الخلافة.

فما بالها اليوم تغيرت الأحكام، وما بالها سكتت ألسنة السوء عن النقد والهجاء، وما بالها كفت أفواه السفهاء عن التحريض على قتل من يفكك الفصائل قتل عاد واستئصالهم من كل واد ؟!
أو ليس ما فعلته الدولة الإسلامية هو الحق الذي كانوا يعلمون وينكرون، ثم هم به أن وافق أهواءهم يفتون ويعملون؟!

أيكون قتال الدولة الإسلامية للفصائل المرتدة -وهي تحكم بكفرها- بغيا وخارجية، ويكون قتالهم لذات الفصائل -وهم إخوانهم- جهادا وعملا صالحا؟!، قال تعالى: { بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِەِ فَبَاءُوا بِغَضَب عَلَى غَضَب وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ } [البقرة: 90].

إن كل ما جرى خلال السنوات الماضيات أثبت بحمد الله أن أكثر العداوة للدولة الإسلامية كان سببها الحسد والكبر لا طلب الحق والهدى، وأن كثيرا ممن عابوا على الدولة الإسلامية أمورا كانوا في أنفسهم يتمنون أنهم هم من قام به دونها فلما أعياهم أن يبذلوا في سبيلها المشقة عادوا من اختصه الله بالفضل عداء اليهود لأتباع الهدى من المرسلين.

وإن كل ما سيجري من أحداث خلال السنين القادمات سيقدم المزيد من البراهين على صحة منهج الدولة الإسلامية وصدق دعوة جنودها وأمرائها الذين قضوا تحت رايتها والذين لا زالوا قابضين على جمرة الذود عن حياض الشريعة فيها، وإن هذا- وأيم الله- من النصر الذي وعد به المتقون، وسيناله الأبرار الثابتون المصابرون، ويقدم المزيد من البراهين على ضلال من نابذها العداء حسدا من عند أنفسهم، أو لكبر في صدورهم، ولن يكون مصيرهم في النهاية إلا كمصير إخوانهم من فصائل الصحوات في العراق وخراسان، فلم يبق منهم رب العالمين من باقية، ولم يبق من ذكرهم إلا الذم لأفعالهم والعبرة من مآلهم، والعاقبة للمتقين.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 164
الخميس 4 جمادى الأولى 1440 هـ
...المزيد

معلومات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً