من عوامل النصر في القرآن الكريم • الثبات... ذكر الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ...

من عوامل النصر في القرآن الكريم

• الثبات... ذكر الله
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ۝٤٥ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال:٤٥-٤٦]

• طاعة الله
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ} [النور:٥٥]

• اجتناب التنازع
{وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ ۚ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۚ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ} [آل عمران:١٥٢]

• الصبر
{وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [آل عمران:١٢٠]

إنفوغرافيك النبأ محرم 1439 هـ
...المزيد

وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ العاقبة من كل شئ آخره، فآخر ما يؤول إليه أمر أهل الإيمان في الدنيا ...

وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ

العاقبة من كل شئ آخره، فآخر ما يؤول إليه أمر أهل الإيمان في الدنيا هو النصر والظفر والتمكين، إذ أن العاقبة لهم كما قال تعالى {فَاصْبِرْ ۖ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} وقال تعالى {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}.

• قال ابن القيم رحمه الله: الحرب دول وسجال، والنصر مع الصبر، ومن صبر صابر ورابط واتقى الله فله العاقبة في الدنيا والآخرة، وقد حكم الله تعالى حكما لا يبدّل أبداً، وأن العاقبة للتقوى، والعاقبة للمتقين.

• إذا اعتقد العبد أن صاحب الحق لا ينصره الله تعالى في الدنيا والآخرة، بل قد تكون العاقبة في الدنيا للكفار والمنافقين على المؤمنين، وللفجار الظالمين على الأبرار المتقين، فهذا من جهله بوعد الله تعالى ووعيده.

• الله سبحانه إنما ضمن نصر دينه وحزبه وأوليائه القائمين بدينه علماً وعملاً، لم يضمن نصر الباطل، ولو اعتقد صاحبه أنه محق، وكذلك العزة والعلو إنما هما لأهل الأيمان قال تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.

• ابتلاء المؤمن كالدواء يستخرج منه الأدواء التي لو بقيت فيه أهلكته، أو نقصت ثوابه، وأنزلت درجته، فيستخرج الابتلاء والامتحان منه تلك الأدواء ويستعد به لتمام الأجر، وعلو المنزلة.

• إن حكمة الله وسنته في رسله وأتباعهم جرت بأن يدالوا مرة، ويدال عليهم أخرى، لكن تكون العاقبة لهم، فإنهم لو انتصروا دائماً دخل معهم المؤمنون وغيرهم، ولم يتميز الصادق من غيره.

إنفوغرافيك النبأ شوال 1440 هـ
...المزيد

وحدة المسلمين • التوحيد: فالمسلمون كلهم عربا وعجما عباد لله تعالى لا يعبدون سواه تجمعهم عقيدة ...

وحدة المسلمين

• التوحيد: فالمسلمون كلهم عربا وعجما عباد لله تعالى لا يعبدون سواه تجمعهم عقيدة واحدة وكتاب واحد وغاية واحدة.

• الجهاد: تشتد الحاجة لوحدة صفوف المسلمين في فريضة الجهاد لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ}.

• الخلافة: وهي المظلة الجامعة للمسلمين وبها تتحقق جميع صور الوحدة الداخلية والخارجية خلف إمام واحد يقاتلون من عصاه بمن أطاعه.

• الصلاة: يصلي المسلمون الصلوات جماعة في صفوف متراصة تشبه صفوف الملائكة، يؤدونها بكيفية واحدة وأوقات واحدة يبدأون وينتهون معا.

• الصيام: يصوم جميع المسلمون لرؤية الهلال ويفطرون لرؤيته، كلهم يمسكون عن الطعام فجرا يفطرون غروبا.

• الحج: يجتمع المسلمون في الحج في مكان واحد ويرتدون ثيابا موحدة ويؤدون مناسك واحدة كأنهم جسد واحد.

• الأعياد: تتأكد وحدة المسلمين في أعيادهم وهي عيدان فقط الفطر بعد الصيام والأضحى بعد الحج وفيهما الاجتماع والألفة.

»» قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: "إنّ سبب الاجتماع والألفة: جمع الدين والعملُ به كله، وهو عبادة الله وحده لا شريك له، كما أمر به باطنا، وظاهرا، وسبب الفرقة: ترك حظ مما أمر العبدُ به، والبغي بينهم، ونتيجة الجماعة: رحمة الله ورضوانه وصلواته، وسعادة الدنيا والآخرة، وبياض الوجوه، ونتيجة الفرقة: عذاب الله ، ولعنته، وسواد الوجوه، وبراءة الرسول ﷺ منهم" [مجموع الفتاوى]

إنفوغرافيك النبأ ذو الحجة 1445 هـ
...المزيد

الثبات حتى الممات • وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل قال تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ ...

الثبات حتى الممات

• وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل
قال تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ۝١٧٣ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} [آل عمران: ١٧٣- ١٧٤].

• إن معي ربي سيهدين
قال تعالى: {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ۝٦١ قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ۝٦٢ فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ۝٦٣ وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ ۝٦٤ وَأَنْجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ ۝٦٥ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ} [الشعراء:٦١-٦٦].

• إنما تقضي هذه الحياة الدنيا
قال تعالى: {فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ ۝٧٠ قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ۖ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ ۝٧١ قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا ۖ فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ ۖ إِنَّمَا تَقْضِي هَٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ۝٧٢ إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ ۗ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ} [طه:٧٠-٧٣]

• اصبري فإنك على الحق
عن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال عن قصة أصحاب الأخدود: (.... فقال الناس: آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام، فأتي الملك فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر؟ قد والله نزل بك حذرك، قد آمن الناس، فأمر بالأخدود في أفواه السكك، فخدت وأضرم النيران، وقال: من لم يرجع عن دينه فأحموه فيها، أو قيل له: اقتحم، ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها، فقال لها الغلام: يا أمه اصبري فإنك على الحق) [رواه مسلم].

• عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ عن قصة قتل فرعون لماشطة ابنته (.... قال: يا فلانة، وإن لك ربا غيري؟ قالت: نعم، ربي وربك الله، فأمر ببقرة من نحاس فأحميت، ثم أمر بها أن تلقى هي وأولادها فيها، قالت له: إن لي إليك حاجة. قال: وما حاجتك؟ قالت: أحب أن تجمع عظامي وعظام ولدي في ثوب واحد، وتدفننا، قال: ذلك لك علينا من الحق، قال: فأمر بأولادها فألقوا بين يديها، واحدا واحدا، إلى أن انتهى ذلك إلى صبي لها مرضع، كأنها تقاعست من أجله، قال: يا أمه، اقتحمي، فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، فاقتحمت) [رواه أحمد]

»» إنفوغرافيك النبأ جمادى الأولى 1439 هـ
...المزيد

من الحكم في الابتلاء {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ ...

من الحكم في الابتلاء

{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ ۖ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة:٢١٤]

• تحقيق العبودية:
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} [آل عمران:١٤٢]

• تمييز الصفوف:
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [التوبة:١٦]

• اصطفاء الشهداء:
{إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران:١٤٠]

• حفظ قلوب المؤمنين من الزيغ
لو نصر الله سبحانه وتعالى المؤمنين دائما وأظفرهم بعدوهم في كل موطن وجعل لهم التمكين والقهر لأعدائهم أبدا لطغت نفوسهم وشمخت. [زاد المعاد]، وقال تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا} [التوبة:٢٥]، فيعلم المبتلى أن لا نجاة ولا نصر بغير التوكل عليه.

• إعلاء مراتب أهل البلاء:
فالله سبحانه هيأ لعباده المؤمنين منازل في دار كرامته لم تبلغها أعمالهم ولم يكونوا بالغيها إلا بالبلاء والمحنة فقيض لهم الأسباب التي توصلهم إليها من ابتلائه وامتحانه كما وفقهم للأعمال الصالحة التي هي من جملة أسباب وصولهم إليها [زاد المعاد]

»» قال ابن القيم رحمه الله: "فكل بلية ومحنة تنال العبد بعد حصول هذا الخير العظيم له أمر يسير جدا في جنب الخير الكثير كما ينال الناس بأذى المطر في جنب ما يحصل لهم به من الخير، فأعلمهم أن سبب المصيبة من عند أنفسهم ليحذروا، وأنها بقضائه وقدره، ليوحدوا ويتكلوا، ولا يخافوا غيره، وأخبرهم بما لهم فيها من الحكم لئلا يتهموه في قضائه وقدره، وليتعرف إليهم بأنواع أسمائه وصفاته، وسلاهم بما أعطاهم مما هو أجل قدرا وأعظم خطرا مما فاتهم من النصر والغنيمة، وعزاهم عن قتلاهم بما نالوه من ثوابه وكرامته، لينافسوهم فيه، ولا يحزنوا عليهم، فله الحمد كما هو أهله، وكما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله" [زاد المعاد]

إنفوغرافيك النبأ ذو الحجة 1439 هـ
...المزيد

أربع قواعد في معرفة الشرك وأهله • قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: اعلم أرشدك أخي ...

أربع قواعد في معرفة الشرك وأهله

• قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
اعلم أرشدك أخي لطاعته أن الحنيفية ملة إبراهيم أن تعبد الله وحده مخلصا له الدين، كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:٥٦] فإذا عرفت أن الله خلقك لعبادته، فاعلم أن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد، كما إن الصلاة لا تسمى صلاة إلا مع الطهارة، فإذا دخل الشرك في العبادة فسدت، كالحدث إذا دخل في الطهارة. فإذا عرفت أن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها وأحبط العمل وصار صاحبه من الخالدين في النار، عرفت أن أهم ما عليك معرفة ذلك، لعل الله أن يخلصك من هذه الشبكة، وهي الشرك بالله، الذي قال الله تعالى فيه: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء:٤٨] وذلك بمعرفة أربع قواعد ذكرها الله تعالى في كتابه.

1- القاعدة الأولى: أن تعلم أن الكفار الذين قاتلهم رسول الله ﷺ مُقِرُّون بأن الله تعالى هو الخالق المدبر، وأن ذلك لم يدخلهم في الإسلام. والدليل قوله تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ۚ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ ۚ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ} [يونس:٣١]

2- القاعدة الثانية: أنهم يقولون: ما دعوناهم وتوجهنا إليهم إلا لطلب القربة والشفاعة. فدليل القربة قوله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} [الزمر:٣] ودليل الشفاعة قوله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ} [يونس:١٨]

3- القاعدة الثالثة: أن النبي ﷺ ظهر على أناس متفرقين في عبادتهم منهم من يعبد الملائكة، ومنهم من يعبد الأنبياء والصالحين، ومنهم من يعبد الأشجار والأحجار، ومنهم من يعبد الشمس والقمر، وقاتلهم رسول الله ﷺ ولم يفرق بينهم. والدليل قوله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} [الأنفال:٣٩]

4- القاعدة الرابعة: أن مشركي زماننا أغلظ شركاً من الأولين، لأن الأولين يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة، ومشركو زماننا شركهم دائما في الرخاء والشدة. والدليل قوله تعالى: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} [العنكبوت:٦٥].

مختصر من رسالة [القواعد الأربعة] التي صنفها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله

إنفوغرافيك النبأ رجب 1437 هـ
...المزيد

آفات اللسان {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوۡلٗا سَدِيدٗا ۝٧٠ ...

آفات اللسان

{يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوۡلٗا سَدِيدٗا ۝٧٠ يُصۡلِحۡ لَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ فَازَ فَوۡزًا عَظِيمًا ۝٧١} [الأحزاب]

قال تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱجۡتَنِبُواْ كَثِيرًا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعۡضَ ٱلظَّنِّ إِثۡمٌ وَلَا تَجَسَّسُواْ وَلَا يَغۡتَب بَّعۡضُكُم بَعۡضًاۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمۡ أَن يَأۡكُلَ لَحۡمَ أَخِيهِ مَيۡتًا فَكَرِهۡتُمُوهُۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٞ رَّحِيمٌ ۝١٢} [الحجرات]

• الغيبة: قال رسول الله ﷺ: أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته. وإن لم يكن فيه، فقد بهته. صحيح مسلم

• النميمة: [النميمة هي نقل الكلام بين الناس بقصد الإفساد] عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: لا يدخل الجنة نمّام صحيح مسلم

• شهادة الزور: قال رسول الله ﷺ: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: (الإشراك بالله، وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال: ألا وقول الزور وشهادة الزور، ألا وقول الزور وشهادة الزور. فما زال يقولها، حتى قلت: لا يسكت. صحيح البخاري

• الكذب: قال رسول الله ﷺ: إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكون صِدّيقا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب، حتى يكتب عند الله كذابا. صحيح البخاري

• الجدال والخصومة: عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله ﷺ: إن أبغض الرجال عند الله الألدّ الخَصِم. صحيح البخاري، قال النووي [والألدّ: شديد الخصومة] قال رسول الله ﷺ: أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء، وإن كان محقاّ...). مسند أبي داود

• عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد). ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله، قلت: بلى يا رسول الله، قال: فأخذ بلسانه، قال: كف عليك هذا. فقلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو على مناخرهم، إلا حصائد ألسنتهم؟. صحيح البخاري

• عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: إن الله كره لكم ثلاثا: قيل وقال، وإضاعة المال وكثرة السؤال. صحيح البخاري

إنفوغرافيك النبأ جمادى الأولى 1437 هـ
...المزيد

على خطى بوش أوهام انتصارات • عندما وقف الأحمق المطاع جورج بوش على رأس حاملة الطائرات أبراهام ...

على خطى بوش أوهام انتصارات

• عندما وقف الأحمق المطاع جورج بوش على رأس حاملة الطائرات أبراهام لنكولن ليعلن انتهاء العمليات القتالية في العراق، كان -وبلا شك- يعلم بانطلاق العمليات الجهادية ضد الجيش الأمريكي، ولكن كان هناك حتما من أقنعه أن الوضع تحت السيطرة، وأشار عليه أن يعلن الانتصار في حرب العراق ليستفيد من ذلك في تبريرها، وإثبات صحة القرار بشنّها رغم معارضة الكثيرين لها، واليوم يخرج المسؤولون في إدارة أوباما ليعلنوا عن قرب الإعلان عن انتصار الولايات المتحدة في حربها على الدولة الإسلامية قبل رحيله عن البيت الأبيض في نهاية هذا العام، ليحفظوا بذلك ماء وجهه، بعد أن كان مشروعه الأساسي الذي انتخب بناء عليه هو إخراج الجيش الأمريكي من العراق، ويكون هذا الإعلان أيضا مساعدا لحزبه الديموقراطي في الانتخابات الرئاسية القادمة.

لكن أوباما وإدارته كلهم يعرفون أن إعلانه الانتصار في الحرب ضد الدولة الإسلامية لن يغير من الوقائع التي فرضتها الدولة الإسلامية على الأرض، وأن المعركة التي اختار أوباما الشراكة فيها مع المرتدين، بدل أن يخوضها وحده، ستنتهي -عاجلا أم آجلا- بعزوف عن المشاركة في الحرب التي لن يجدوا لها نهاية أو يتحصلوا منها على نتيجة حاسمة، في الوقت التي ستستنزف جهودهم وأموالهم ودماءهم، وتشغلهم عن تحصين مواقع هي أكثر حيوية لأمريكا من مناطق الحرب ضد الدولة الإسلامية، كشرق آسيا والأمريكيتين وأوروبا، خاصة في ظل المنافسة الشديدة مع القوى الصاعدة إلى ساحة الهيمنة أو العائدة إليها.

ويخفون عن الناس حقيقة أن مساحة المعركة بين أهل التوحيد وأهل الشرك والتنديد هي أوسع اليوم من أن تتمكن أمريكا وحلفاؤها من تغطيتها بطائراتها وجيشها، لذلك يحرصون على تركيز العدسات على العراق والشام، حيث تحشد أمريكا طائراتها وجيشها، وتنفق المليارات من أموالها، في محاولة لإثبات أن الحملة الصليبية تسير على الطريق الصحيح وأنها تحقق النتائج المرجوة منها، وصولا إلى مرحلة إعلان الانتصار التي ينتظرها أوباما بفارغ الصبر.

فجنود الخلافة باتوا اليوم ينتشرون -بفضل الله- على امتداد قارتي آسيا وأفريقيا، ويخترقون عمق أوروبا، وعيونهم على أمريكا، ويرقبون أي ثغرة في صفوف أعدائهم ليركزوا الهجوم عليها، ويحققوا التمكين في تلك البقعة من الأرض ويلحقوها بدار الإسلام، وما قصص بطولات إخواننا في اليمن وجزيرة العرب، وسيناء والولايات الليبية والجزائر، وشرق إفريقية وغربها، والقوقاز وخراسان والفلبين عنا ببعيد، إذ كل بؤرة للجهاد في هذه المناطق مهيئة لأن تتحول إلى ما عليه العراق والشام اليوم من التمكين وإقامة الدين واجتماع الموحدين بإذن الله.

وفي الوقت ذاته فإن انحياز جنود الخلافة عن مساحات من الأرض في العراق والشام، متحرفين لقتال، أو متحيزين إلى فئة، لا يعني بحال من الأحوال أن أعداءها على الأرض من مرتدي الروافض والنصيرية وعلمانيي الكرد والصحوات باتوا أكثر منها قوة وأشدّ منها بأسا، بل الواقع يشهد أنهم في حال من الضعف شديد وأنهم رغم آلاف الضربات الجوية لم يتمكنوا من تحقيق انتصارات حاسمة ضد جيش الخلافة، وأن تعهد أمريكا بإنزال الآلاف من جنودها لمؤازرتهم شاهد جديد على ضعفهم وعجزهم عن حسم المعركة لوحدهم، وبالتالي فإن استعادة الدولة الإسلامية لزمام المبادرة في ظل أي تراجع للدعم الأمريكي هو أمر متحقق، بإذن الله.

إن أمريكا وحلفاءها اليوم قد يتمكنون بصعوبة من توسيع مساحة دعمهم للمرتدين لتشمل ولاية طرابلس كما يعلنون على استحياء، ولكن هل يمكنهم توسيع الدعم أكثر ليشمل ولايات أخرى في حال منّ الله على جنود الخلافة فيها بالفتح، إنه أمر مشكوك فيه، وسيزيد حجم الشك في ذلك مع توسيع الدولة الإسلامية لمساحة المعركة بشكل أكبر، ومع تزايد قدرات جنودها ومناصريها على تحقيق اختراقات في عمق الدول الصليبية، ما سيدفعهم إلى تفضيل تحصين جبهاتهم الداخلية على خوض المغامرات وراء البحار.

إن الانتصار الذي يبحث عنه أوباما اليوم، هو أقل قيمة من الانتصار الذي ادّعاه بوش بالأمس، كما إن ما يتباهون به من قتلهم لقادة الدولة الإسلامية اليوم، سيحقق لهم من النصر أقل مما حققه لهم قتلهم بالأمس للشيخ الزرقاوي والشيخين من بعده وإخوانهم، رحمهم الله، ومن تعلم من درس غيره، وفّر على نفسه عناء التجربة وتكاليفها، ولله عاقبة الأمور.

◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 27
السنة السابعة - الثلاثاء 11 رجب 1437 هـ

المقال الافتتاحي:
على خطى بوش أوهام انتصارات
...المزيد

الدعوة إلى الله تعالى تنبيهات ونصائح • الدعوة والأمر بالمعروف إذا ظهر تركه والنهي عن المنكر إذا ...

الدعوة إلى الله تعالى تنبيهات ونصائح

• الدعوة والأمر بالمعروف إذا ظهر تركه والنهي عن المنكر إذا ظهر فعله ليس مخصوصا بأناس دون غيرهم، لا برجال الدعوة والحسبة ولا بأحد من الناس، بل هو شرف يستطيع أي مسلم أن يتقلده، شريطة أن لا يأمر الناس بأمر إلا وعنده عليه دليل من الكتاب أو السنة ولا ينهى الناس عن شيء إلا وهو متيقن أنه منكر وعنده على ذلك الدليل من الكتاب أو السنة كي لا يقع في مصيبة الابتداع في دين الله أو نهي الناس عن أمور أباحها الله أو اختلف العلماء فيها خلافا مستساغا، قال الله: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [سورة النحل: 116-117]، ولا بد من الإشارة هنا إلى الفرق بين إنكار المنكر في حال رؤيته ومصادفته وبين الطريقة التي سنذكرها، فإنكار المنكر في حال رؤيته ومصادفته واجب حتم على كل مسلم كما أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) [رواه مسلم]، فلم يعذر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالخجل ولا بعدم المعرفة ولا حتى بعدم المودة وإنما عذر فقط غير المستطيع، هذا في إنكار المنكر حال رؤيته، أما الطريقة التي يندب لها ويحث عليها فهي تخصيص وقت للدعوة إلى الله بالخروج للطرقات والأسواق وغيرها بحثا عن المعاصي والمنكرات من أجل إنكارها ومناصحة مرتكبيها وهذه من أعظم الأعمال التي ترفع صاحبها في الدنيا والآخرة، وهي من أقوى الطرق في تطهير وتنقية المجتمع المسلم، قال الله تعالى: {وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [سورة التوبة: 122]، وقال تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} [سورة هود: 117]، وهنا عدة تنبيهات نسوقها لمن أراد أن يخصص شيئا من وقته لهذه الطريقة من طرائق الدعوة:

أولا: إخلاص النية لله والحذر من العجب والرياء وحب الظهور وغير ذلك من النوايا الفاسدة، وكذلك استشعار نعمة الهداية وشكره سبحانه عليها.

ثانيا: هذه الطريقة من طرائق الدعوة أمرها سهل ويسير على من يسره الله عليه ولا تحتاج إلى كثير علم واطلاع، بل يستطيع أي مسلم أن يقوم بها، بأن يخرج من بيته باحثا عن المنكرات لينكرها، سواء في الطرقات والأسواق أو حتى بالبحث والسؤال عن المقصرين والعصاة، كالسؤال عن المقصرين في عدم حضور الجماعة أو بعقوق الوالدين أو بأكل وشرب المحرمات أو غير ذلك، ثم الذهاب إليهم ومناصحتهم وتذكيرهم بتقوى الله، ولو استلزم الأمر طرق الباب عليهم في بيوتهم، وتكون النصيحة بكلمات يسيرة مع الدعوات الصادقة، فإن لهذه الطريقة أعظم الأثر في نفوس المقصرين.

ثالثا: الرفق واللين مع جهلة الناس، كما قال الله تعالى: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [سورة آل عمران: 159]، وإشعارهم بالحرص عليهم وإرادة الخير لهم.

رابعا: أن سالك هذا الطريق، طريق الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالذات قد يواجه أصنافا من الأذى والمضايقة والسخرية والاستهزاء والاتهام، فلا بد من توطين النفس على ذلك واحتساب الأجر عند الله، فهذه سنة الله وعلى قدر الإيمان يكون الابتلاء {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ} [سورة المطففين: 29-30].

خامسا: إذا قمت بالنصح عدة مرات بالحكمة والموعظة الحسنة ولم تجد استجابة، فلا تيأس ولا تمل فإن الأنبياء -عليهم السلام- لم يملوا ولم يكلوا ولم يكونوا يكتفون بالنصيحة مرة واحدة، بل كانوا يكررونها لعل الله أن يفتح على قلوب العصاة ويهديهم، وأوضح مثال على ذلك نوح عليه السلام، فقد استمر يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، ثم إنه بإمكانك بعد تكرارك النصيحة وعدم استجابة من نصحته أن ترفع أمره إلى السلطان ممثلا برجال الحسبة أعزهم الله، هذا في عموم المعاصي أما كبائر الذنوب، أو الذنوب التي يتعدى ضررها إلى الغير فانصح مرة واحدة فإن لم تجد الاستجابة فارفع الأمر مباشرة إلى السلطان حتى تبرئ ذمتك أمام الله سبحانه، وهذا ليس من الإفساد في شيء كما يعتقده بعض الناس بل هو عين الإصلاح، واحذر أشد الحذر من أن تعاقب أو تعزر على المعاصي بنفسك دون الرجوع إلى السلطان، فإن هذا باب شر وفتنة، وقد يترتب عليه من المفاسد أعظم من المنكر الذي أردت أن تنكره.

التنبيه السادس: احرص على أن تصحب معك في وقتك الذي خصصته للدعوة أخا صالحا يعينك على هذا العمل العظيم ويشد من أزرك، وفقنا الله وإياك إلى سبل الخير والفلاح.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 27
السنة السابعة - الثلاثاء 11 رجب 1437 هـ

مقال:
الدعوة إلى الله تعالى
تنبيهات ونصائح
...المزيد

معركتنا مع الرافضة حتى لا تكون فتنة • عندما نزل الصليبيون أرض العراق، أراد الضالون أن يكون ...

معركتنا مع الرافضة حتى لا تكون فتنة

• عندما نزل الصليبيون أرض العراق، أراد الضالون أن يكون قتالهم «مقاومة لاحتلال»، أو سبيلا لتحرير «وطن» واستعادة نظام طاغوتي علماني، وأراده الموحّدون جهادا في سبيل الله، تكون غايته ألَّا يبقى شرك في الأرض، وأن يكون الحكم والطاعة والعبادة لله وحده لا شريك له، لا في أرض الرافدين وحدها ولكن في كل أرض الله، عندما تعمّها راية الخلافة التي بدأ العمل لرفعها مع انطلاق الموحدين في جهادهم لكل طوائف المشركين.

أراد الضالون أن يكون القتال محصورا بأمريكا وحدها، وأن تترك طوائف الشرك وشأنها وهي التي جعلت صدورها دون صدور الصليبيين، وأعملت سيوفها في ظهور المجاهدين، وسامت المسلمين سوء العذاب أسرا وتقتيلا، بل وتعدى بعضهم الأمر بالدعوة إلى التحالف مع مشركي الرافضة في سبيل إخراج الأمريكيين من العراق، متناسيا أنهم كانوا أداتهم الطيعة في فرض سيطرتهم على البلاد، وخنجرهم المسموم في إخضاع العباد، فسلمهم الصليبيون الحكم والسلطة، والجيش والشرطة، والسلاح والسجون، والمال والنفط، وبدؤوا يتراجعون من المشهد رويدا رويدا لينحازوا إلى قواعدهم تاركين للرافضة تأمين مصالحهم، وتحمل الخسائر بالنيابة عنهم.

لم تنحصر استفادة الرافضة من غزو الصليبيين في العراق وحده، بل جعلوا منه قاعدة لنشر دينهم ونصرة مذهبهم، فأنفقوا عشرات المليارات من موارد البلاد في تقوية ميليشياتهم وتمويل دعوتهم، ومن ذلك تمويل النظام النصيري وإمداده بآلاف الجنود، التي من دونها لم يكن له الاستمرار في حربه المنهكة كل هذا الوقت، فحشد زعماء الرافضة في طهران كل قوتهم للوقوف في صف النظام ومساندته، وبذلوا في سبيل ذلك كل ما استطاعوا.

إن الفتوح التي منّ بها الله تعالى على الدولة الإسلامية في العراق هي فرصة للقضاء على المشروع الرافضي، وذلك بفتح جبهات قتال واسعة ضدهم، قتل فيها عشرات الألوف من جنودهم، وأنفقوا فيها الكم الأكبر من سلاحهم وعتادهم، واستنزفت فيها ميزانياتهم إلى أن وصلوا إلى حد الإفلاس.

فدخول الرافضة في حربين كبريين في العراق والشام، أجبرهم على توزيع قواتهم على جبهات قتال واسعة لا قبل لهم بها، ما دفعهم أوّلا إلى توريط أحد أهم مرتكزات عملهم وهو حزب اللات اللبناني في القتال إلى جانب الجيش النصيري، رغم ما سببه ذلك من تشويه لسمعة الحزب المشرك الذي قدم نفسه لعقود بصورة المقاوم لليهود الحريص على تحرير المسجد الأقصى، ثم أردفوه بالميليشيات العراقية، ثم زادوا عليهم بمتطوعين من الرافضة من كل أنحاء العالم، بل واضطرهم الاستنزاف المستمر والحاجة إلى قوات أحسن تدريبا وأداء إلى الزج بالحرس الثوري، وفي النهاية تورط الجيش النظامي الإيراني بالدخول في الحرب بمستشاريه وجنوده.

إن الفرصة التي أتيحت اليوم للقضاء على الرافضة ودولهم وميليشياتهم يجب أن لا تضيع من أيدي الموحّدين، وإن استمرار التورط الرافضي في الحرب المنهكة في العراق والشام، بالإضافة إلى ما فتحوه من حرب في اليمن، سيؤدي خلال سنوات قليلة -بإذن الله- إلى تشتيت قوتهم، وإفراغ خزائنهم، وإنهاك جيوشهم، ما سيؤدي بالمحصلة إلى إضعاف قوتهم، وتفكيك منظومتهم، وإفشال مخططاتهم بالسيطرة على بلدان المسلمين وقلوبهم وعقولهم، ثم اجتثاث ذلك الدين من الأرض كما جرى عدة مرات على مدى التاريخ.

لقد بنى الشيخ أبو مصعب الزرقاوي وإخوانه -تقبلهم الله- جهادهم في العراق على قاعدة الصدام بالرافضة، وجعلهم على رأس قائمة الاستهداف ليرفعوا أقنعتهم ويظهروا وجههم الكالح وحقيقتهم القبيحة، فتحصل المفاصلة بين خندق التوحيد وخنادق الشرك، فيهبّ المسلمون لقتالهم، وهو ما تحقق اليوم بأبهى صوره، والمشروع الذي بدأه الموحدون بقتلهم للطاغوت باقر الحكيم بدأ يؤتي اليوم ثماره، بفضل الله، فقد اختفت اليوم كل دعوات التقارب مع الرافضة، وزال من الوجود كل مُدافع عنهم ممن يزعم الانتساب إلى أهل السنة، وباتت الحرب بيننا وبينهم حربا عقدية بامتياز.

فالأسباب الكونية للانتصار على الرافضة متوفرة، بإذن الله، ولا يلزم منها بعد التوكل على الله سوى مواصلة الحرب في العراق والشام، بل وتوريطهم في بؤر استنزاف جديدة، عن طريق فتح جبهات جديدة عليهم، وضربهم في عقر دورهم.

والرافضة كما وصفهم الشيخ الزرقاوي قبل عقد من الزمان «العدو القريب الخطير لأهل السنة، وخطرهم أعظم، وضررهم أشد، وأفتك على الأمة من الأمريكان»، فقتالنا للصليبيين قد يستمر لعقود قبل أن يعلنوا هزيمتهم وينسحبوا إلى ديارهم كما هو حال جميع الحملات الصليبية التي غزوا بها بلاد المسلمين، أما قتال الرافضة فلم يتوقف منذ عشرة قرون أو يزيد، ولن ينتهي حتى تُطهّر الأرض منهم ويظهر دين الله في جميع أرضه على أيدي أوليائه.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 28
السنة السابعة - الثلاثاء 18 رجب 1437 هـ

مقتطف من المقال الافتتاحي:
معركتنا مع الرافضة حتى لا تكون فتنة
...المزيد

إذا أتاكم مجاهد ترضون خُلُقه ودينه فزوّجوه (2/1) المجاهد، رجل هجر لذائذ الحياة وزخرف الدنيا، ...

إذا أتاكم مجاهد ترضون خُلُقه ودينه فزوّجوه
(2/1)

المجاهد، رجل هجر لذائذ الحياة وزخرف الدنيا، وخرج لتكون كلمة الله هي العليا، فهو درع الإسلام، وبه وبجهاده يحفظ الله تعالى بيضة الدين، ويُعزّ المسلمون، وتُصان الأعراض والحرمات، غير أن المجاهد يبقى غريبا بين قومه وبني جلدته، فهو الذي طلّق دنياه وإن أتته راغمة، وودع الأهلين والأقربين، بل ولربما تبرأ منهم إن هم عادوا الله ورسوله والمؤمنين، وما غربة المجاهد في زماننا الذي نُقضت فيه عرى الإسلام عروةً عروةً، إلا مصداقا لقول نبينا، صلى الله عليه وسلم: (بدأ الإسلام غريبا، وسيعود غريبا، فطوبى للغرباء) [رواه مسلم].

ومن مظاهر غربة المجاهد أنه وإذا ما أراد الزواج توصد دونه أغلب أبواب بيوت المسلمين، إلا ما رحم ربي، وجرمه أنه مجاهد يحمل روحه بيمينه وكفنه بشماله.

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إذا أتاكم من ترضون خُلُقه ودينه فزوِّجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض) [رواه الترمذي]، قال الشُرّاح: «أي إن لم تزوِّجوا من ترضون دينه وخلقه وترغبوا في مجرد الحسب والجمال أو المال» [تحفة الأحوذي].
فكيف إذا كان هذا الخاطب ممن نرضى خلقه ودينه؟ بل وهو ممن لبى نداء ربه يوم عز النصير، فنفر حين تثاقل المتثاقلون، وجاهد حين تخلف المتخلفون، بل كيف إن كان هذا الخاطب ممن رُفع به رأس أمتنا عالياً عالياً، حتى بات أباطرة الكفر عاجزين عن أن يطالوه ليعيدوه إلى الأرض كما كان آنفا؟ وإن لم يرض الناس بدين من قام بذروة الدين فبدين من يرضون؟!

إن الزواج من مجاهد لهو قربة تتقرب بها الأخت المسلمة إلى الله عز وجل، إن هي أخلصت النية؛ فبزواجها من مجاهد، تكون المسلمة قد برّت أبناءها قبل مجيئهم إذ أنها قد أحسنت اختيار أبيهم، فالأصل الطيب فرعه طيب أيضا.

فالمجاهد هو اليد الأمينة على الأبناء، كما نحسبه والله حسيبه، فما من مجاهد إلا ويسعى جاهدا إلى تنشئة أبنائه تنشئة صالحة على أسس سوية، وأهم تلك الأسس كتاب الله تعالى وسنة نبيه، صلوات ربنا وسلامه عليه، والعقيدة الصحيحة الصافية التي لا تشوبها شائبة ولا تلوثها لوثة.
والمجاهد هو الذي يربّي أطفاله على عزة الإسلام، ويعلمهم أن لا يعطوا الدنية في دينهم ولا يناموا على ضيم.

فبحفظ الآباء والأمهات للدين يحفظ الله الأبناء، قال الله تعالى: {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا} [سورة الكهف: 82]، قال ابن عباس: «حُفظا بصلاح أبيهما، ولم يذكر منهما صلاحا».

وأما ما يروّج له بعض ضعاف الأنفس من شبهات حول المجاهد تزهّد المسلمات فيه وتثنيهم عن الزواج منه، من أنه شخص مقتول لا محالة، ولا يطول به المقام عادة في هذه الدنيا إذ ما يلبث حتى يُقتل، فهؤلاء ليس أهون من الرد عليهم بقول الله عز وجل: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} [سورة النساء: 78]، وقوله تعالى: {قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ} [سورة آل عمران: 154]، وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [سورة آل عمران: 156].

قال ابن كثير في تفسيره: «ينهى تعالى عباده المؤمنين عن مشابهة الكفار في اعتقادهم الفاسد، الدال عليه قولهم عن إخوانهم الذين ماتوا في الأسفار وفي الحروب: لو كانوا تركوا ذلك لما أصابهم ما أصابهم... ثم قال تعالى ردا عليهم: {وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ} أي: بيده الخلق وإليه يرجع الأمر، ولا يحيا أحد ولا يموت إلا بمشيئته وقدره، ولا يُزاد في عمر أحد ولا يُنقص منه إلا بقضائه وقدره».

وكم من ميت في بيته وعلى فراشه، وكم من مجاهد قد مضت على جهاده السنين الطوال وما قُتل رغم أن الموت مبتغاه والشهادة مناه، ولكن الآجال بيد الله وحده، لا يقدمها قتال ولا يؤخرها قعود، فليت شعري هل مثل المجاهد في سبيل ربه يُردّ إذا استَأذَن أو شَفَع أو استَنْكح؟!


◽ المصدر: صحيفة النبأ - العدد 33
الثلاثاء 24 شعبان 1437 ه‍ـ
...المزيد

المعاملة بالظاهر إنما نعامل الناس بما ظهر منهم، وإن يخفون نفاقًا لا نعلم به فما يضرون إلا ...

المعاملة بالظاهر

إنما نعامل الناس بما ظهر منهم، وإن يخفون نفاقًا لا نعلم به فما يضرون إلا أنفسهم.

• قال الله تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ۖ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ} [التوبة:١٠١]

• قال نبي الله نوح عليه السلام: {قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الشعراء:١١٢] وقوله: {مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ} يقول: مرَنُوا عليه ودَرِبو به.

• وقال تعالى: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الأعراف:١٨٨]

• قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: {وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ} قال: لا جتنبت ما يكون من الشر قبل أن يكون، واتقيته. ثم أخبر أنه إنما هو نذير.
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً