استخرجهم كما استخرجوك • جاء في السنة ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن رسول الله ﷺ أنه قال: (وإنّ ...

استخرجهم كما استخرجوك

• جاء في السنة ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن رسول الله ﷺ أنه قال: (وإنّ الله أمرني أن أحرّق قريشا، فقلت: ربّ إذا يثلغوا رأسي فيدعوه خبزة! قال: استخرجهم كما استخرجوك، واغزهم نُغْزِك (أي: نعينُك على غزوهم)، وأنفق فسننفق عليك، وابعث جيشا نبعث خمسة مثله، وقاتل بمن أطاعك من عصاك) [مسلم]، فتأمل في هذا الحديث مليا، كيف كان جواب رسول الله ﷺ على الأمر الرباني بالغلظة على المشركين أنه سيكون لهم ردة فعل عنيفة تجاهه، وأنه سيتعرض للأذى فيثلغ المشركون رأسه ضربا حتى يُدموه، وتأمل مقابل ذلك كيف كان الأمر الإلهي أنه مع هذا الألم فلا بد له أن يستخرجهم، ويغزوهم، وينفق ماله في سبيل جهادهم، ويقاتل بالمؤمنين جموع الكافرين، عندئذ، سيعينه الله الكريم في جهاده، فيسهل له أسباب الغزو والنكاية بعدوه، ويُخلف عليه الأموال التي أنفقها في سبيله، ويسخّر له الملائكة يقاتلون مع جيشه ضد عدوه وعدوّهم، وهذا ما كان بالفعل.

- افتتاحية النبأ "واغزهم نغزك" 435
...المزيد

بئس المسار وبئس المصير • ولقد علمنا من شريعة ربنا سبحانه أن التدافع سُنة إلهية كما تقع بين ...

بئس المسار وبئس المصير

• ولقد علمنا من شريعة ربنا سبحانه أن التدافع سُنة إلهية كما تقع بين معسكري الحق والباطل؛ فإنها كذلك تقع بين مكونات معسكر الباطل نفسه، لقوله تعالى: { وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا }، أي: "نسلط بعضهم على بعض، ونهلك بعضهم ببعض، وننتقم من بعضهم ببعض، جزاء على ظلمهم وبغيهم"، فما من ظالم إلا سيُبلى بأظلم، وهو كذلك من تدبير الله تعالى ومكره لعباده المؤمنين، ومكره سبحانه بالكافرين { وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }، وهذا من بدهيات الشريعة.

ولذلك لا يختلف مسلمان عاقلان في أن اشتعال الصراع بين الرافضة واليهود يصب قطعا في مصلحة المسلمين تماما كأي صراع جاهلي بين الكافرين، ولذلك سيسعى الطرفان الكافران إلى لملمته وتقنينه وتأطيره داخل حدود معينة، لئلا يستفيد منه المسلمون، بل إن في زوال وتراجع المحور الرافضي خير ومصلحة كبيرة للمسلمين، لأن المحور الرافضي بات فتنة لكثير من الفئات المنتسبة للسنة، كالإخوان المرتدين مثلا، فهؤلاء أكثر قوم فتنوا بالثورة الخمينية ومحورها الرافضي حتى صاروا يدافعون ويدفعون عنها، بل لقد كفوا الرافضة كثيرا من فصول الحرب وصاروا بيادق وأذرعا مسلحة للرافضة في المنطقة يحترقون لأجلهم، ويتلقون "المصائد" بدلا عنهم.

- النبأ العدد 462 ربيع الأول 1446 هـ
...المزيد

بئس المسار وبئس المصير • في العمق، فإن استماتة الإخوان المرتدين في الدفاع عن موقف كتائبهم ...

بئس المسار وبئس المصير

• في العمق، فإن استماتة الإخوان المرتدين في الدفاع عن موقف كتائبهم الكربلائية وفصائلهم الإيرانية عائد لسببين، الأول: أن شرائح واسعة من الناس سرّها مقتلة الرافضة المجرمين، وهذا أمر لا تخطئه العين وليس في الشام وحدها، وهو ما جعل أنصار الإخوان المرتدين يشعرون بعزلة تاريخية لم يعيشوها من قبل، إذ انحازوا إلى صف أبتر شاذ مخالف لـ "جمهور الأمة" كما دأبوا على تسميته، والسبب الثاني أنهم ينظرون للمحور الرافضي كآخر جبهة يتسترون فيها خلف شعارات "المقاومة والثورة"، وهي في نظرهم آخر حليف لأفرعهم المتساقطة تباعا من مصر إلى تركيا، فلم يبق إلا فرعهم الغزي الذي ختم مساره بالذوبان في المعسكر الرافضي! وأعلن رسميا وحدة مساره ومصيره مع الرافضة وليس العكس، ولذلك فإيران بالنسبة إليهم هي الحصن والحضن والملاذ الأخير لهم قبل أن يخلعوا مسوك الضأن ويتحالفوا علنا مع الشيطان بصورته السافرة بغير مسوك ولا شعارات.

إن الإخوان المرتدين على مرّ التاريخ كانوا خونة أهل السنة، وفي صف عدوهم، وقد استحقوا هذا الهوان وضربت عليهم الذلة بما اقترفوه من طوام مزمنة بحق العقيدة في مسار جاهلي أوله انحراف، وأوسطه انحراف، وآخره انحراف!، فلقد نقضوا التوحيد من كل باب، وحاربوه في كل ساحة، فمُسخوا أذلاء وعبيدا لا يعز لهم جناب ولا يصح لهم مسار، وصاروا مسبّة العمر ومعرة الدهر! والجماعات بقدر قربهم من مسار الإخوان بقدر ضرب الذلة والمهانة والتيه عليهم.

أما اليهود، فما زال علوهم يتعاظم وكيدهم يتفاقم ولئن ظنوا أنهم قد سلموا وخلت لهم الساحة فقد خابت ظنونهم فإن حربنا مع حلفائهم الصليبيين وجيوش الردة، جزء من الحرب ضدهم، وتهيئة للمعارك الفاصلة بإذن الله معهم، وهم يدركون ذلك جيدا، وما زالت خيبر أخرى تنتظرهم على أيدي أتباع النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وأحفاد صحابته.

ولئن كنا نرى أن الساحة لم تتهيأ بعد لهذه المنازلة الفاصلة بهذه الحالة المنهجية الهجينة المخالفة لمنهاج النبوة، ولكن نحسب أنّ من حكمة الله تعالى تأخير وصول طلائع المجاهدين الربيين إلى بيت المقدس وفتح جبهة مباشرة سنية خالصة ضد اليهود؛ حتى يقطع الناس تعلقهم بهذه النماذج الجاهلية، ويكفروا بكل هذه الأحزاب والمشارب التي يتحد فيها مسار خونة السنة بمسار ومصير الرافضة الكافرين.

وإلى أن ييسر المولى تعالى أسباب الوصول والالتحام المباشر مع اليهود في حروب على طريق محمد -صلى الله عليه وسلم- وصحبه لا طريق الخميني وزمرته؛ فإننا نكرر التحريض لمن تيسرت له الأسباب من المجموعات أو المنفردين أن لا يتوانوا في استهداف "الوجود اليهودي" في كل مكان، فاليهود في القرآن كلهم يهود، وقتلهم أينما حلوا خطوة على طريق القدس، كما أن قتال الرافضة ومحاورهم خطوة على طريق القدس التي فتحها عدو الرافضة اللدود عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وصلاح الدين مدمر الدولة العبيدية الرافضية.

فيا أحفاد الفاروق وصلاح الدين لقد قدر الله تعالى أن لا يكتمل المسير إلى القدس إلا بقتال الرافضة ومحاورهم، وهذا من تدبير الله تعالى واختبار صدق حملة الراية في عصر الجاهلية الثانية، فهذا طريق الفاتحين الذين دخلوا القدس أول مرة، وهو الطريق ذاته لمن أراد المسير على خطاهم، والله مولاكم فنعم المولى ونعم النصير.

• المصدر: مقتطف من افتتاحية النبأ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 462
الخميس 23 ربيع الأول 1446 هـ
...المزيد

من أوجه الشبه بين الرافضة واليهود ● الرافضة • لهم مشروع توسُّعي يغزو ديار المسلمين ضمن ما ...

من أوجه الشبه بين الرافضة واليهود

● الرافضة

• لهم مشروع توسُّعي يغزو ديار المسلمين ضمن ما يسمى "الهلال الشيعي"

• يقولون بعقيدة "الرجعة" لبعض الأموات عند ظهور "مهديهم" المزعوم

• يكفّرون المسلمين ويعادونهم ويبيحون دماءهم وجرائمهم مستمرة

• يتهمون الصحابة بتحريف القرآن الكريم وأن القرآن الحق مخفي

• يخطِّئون جبريل عليه السلام بنزوله بالوحي على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-

• يتهمون أمنا عائشة -رضي الله عنها- بالفاحشة!

● اليهود

• لهم مشروع توسُّعي يغزو ديار المسلمين ضمن ما يسمى "إسرائيل الكبرى" من البحر إلى النهر

• يقولون بعقيدة "الرجعة" لبعض الأموات عند خروج "مخلّصهم" المزعوم

• يكفّرون المسلمين ويعادونهم ويبيحون دماءهم وجرائمهم مستمرة

• حرّفوا التوراة وأدخلوا في كلام الله ما ليس منه وافتروا عليه سبحانه

• يبغضون جبريل عليه السلام ويقولون: "هو عدونا من الملائكة!"

• يتّهمون مريم العذراء -عليها السلام- بالفاحشة!


▫️المصدر: إنفوغرافيك النبأ - من أوجه الشبه بين الرافضة واليهود
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 463
الخميس 30 ربيع الأول 1446 هـ
...المزيد

مقام اجتناب الطاغوت في الإسلام • اجتمعت دعوة الأنبياء على كلمة سواء { أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ ...

مقام اجتناب الطاغوت في الإسلام

• اجتمعت دعوة الأنبياء على كلمة سواء { أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ }، ولذا احتلت قضية اجتناب الطاغوت مساحة كبيرة في الإسلام جعلتها حدّ الإيمان والكفر، فصار الإيمان بالله تعالى والاستمساك بعروته الوثقى لا يتم إلا بالكفر بالطاغوت لقوله تعالى: { فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ }، قال ابن كثير: "قال مجاهد: يعني: الإيمان، وقال السدي: الإسلام، وقال سعيد بن جبير والضحاك: يعني: لا إله إلا الله، وعن أنس بن مالك: القرآن، وعن سالم بن أبي الجعد: هو الحب في الله والبغض في الله"، قال ابن كثير: "وكل هذه الأقوال صحيحة ولا تنافي بينها"، فتأمل مقام اجتناب الطاغوت في الإسلام أين بلغ وماذا جمع.


• افتتاحية النبأ العدد ٤٥٧
...المزيد

إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِ • فامضوا بارك الله فيكم، وإيَّاكم أن ترضوا بحكم أو دستور غير حكم ...

إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِ

• فامضوا بارك الله فيكم، وإيَّاكم أن ترضوا بحكم أو دستور غير حكم الله وشريعته المطهَّرة، فتضيَّعوا ثورتكم المباركة؛ التي لن تُؤتِيَ أكُلها إلا إذا تُوَّجت بتحكيم الشريعة، وتوحيد الأمَّة بهدم حدود سايكس بيكو، ووأد القومية النتنة والوطنية المقيتة، وإعادة الدولة الإسلامية التي لا تعترف بالحدود المصطنعة ولا بجنسيةٍ غير الإسلام، ولا تظنُّوا أبدًا أنَّ الحقَّ والعدل والخير في دستور أو قانون أو نظام غير شريعتنا المطهَّرة.

• من كلمة: ( وَیَأۡبَى ٱللَّهُ إِلَّاۤ أَن یُتِمَّ نُورَهُۥ)
للشيخ أبي بكر البغدادي (تقبله الله)


‍● تعد اتفاقية سايكس بيكو تفاهما سريا أبرم في عام ١٣٤٢ هـ، أثناء الحرب العالمية الأولى بين بريطانيا وفرنسا وبموافقة روسيا على تفكيك الدولة العثمانية وتقسيمها إلى مناطق تخضع للسيطرة الفرنسية، وأخرى تخضع للسيطرة البريطانية، وقد سميت الاتفاقية باسمي المفاوضين اللذين أبرماها وهما: مارك سايكس البريطاني و جورج بيكو الفرنسي.

• دولة الخلافة تهدم حدود سايكس بيكو بين العراق والشام في عام ١٤٣٥ هـ
...المزيد

الدعوة إلى الله تعالى تنبيهات ونصائح • الدعوة والأمر بالمعروف إذا ظهر تركه والنهي عن المنكر إذا ...

الدعوة إلى الله تعالى تنبيهات ونصائح

• الدعوة والأمر بالمعروف إذا ظهر تركه والنهي عن المنكر إذا ظهر فعله ليس مخصوصا بأناس دون غيرهم، لا برجال الدعوة والحسبة ولا بأحد من الناس، بل هو شرف يستطيع أي مسلم أن يتقلده، شريطة أن لا يأمر الناس بأمر إلا وعنده عليه دليل من الكتاب أو السنة ولا ينهى الناس عن شيء إلا وهو متيقن أنه منكر وعنده على ذلك الدليل من الكتاب أو السنة كي لا يقع في مصيبة الابتداع في دين الله أو نهي الناس عن أمور أباحها الله أو اختلف العلماء فيها خلافا مستساغا، قال الله: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [سورة النحل: 116-117]، ولا بد من الإشارة هنا إلى الفرق بين إنكار المنكر في حال رؤيته ومصادفته وبين الطريقة التي سنذكرها، فإنكار المنكر في حال رؤيته ومصادفته واجب حتم على كل مسلم كما أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) [رواه مسلم]، فلم يعذر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالخجل ولا بعدم المعرفة ولا حتى بعدم المودة وإنما عذر فقط غير المستطيع، هذا في إنكار المنكر حال رؤيته، أما الطريقة التي يندب لها ويحث عليها فهي تخصيص وقت للدعوة إلى الله بالخروج للطرقات والأسواق وغيرها بحثا عن المعاصي والمنكرات من أجل إنكارها ومناصحة مرتكبيها وهذه من أعظم الأعمال التي ترفع صاحبها في الدنيا والآخرة، وهي من أقوى الطرق في تطهير وتنقية المجتمع المسلم، قال الله تعالى: {وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [سورة التوبة: 122]، وقال تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} [سورة هود: 117]، وهنا عدة تنبيهات نسوقها لمن أراد أن يخصص شيئا من وقته لهذه الطريقة من طرائق الدعوة:

أولا: إخلاص النية لله والحذر من العجب والرياء وحب الظهور وغير ذلك من النوايا الفاسدة، وكذلك استشعار نعمة الهداية وشكره سبحانه عليها.

ثانيا: هذه الطريقة من طرائق الدعوة أمرها سهل ويسير على من يسره الله عليه ولا تحتاج إلى كثير علم واطلاع، بل يستطيع أي مسلم أن يقوم بها، بأن يخرج من بيته باحثا عن المنكرات لينكرها، سواء في الطرقات والأسواق أو حتى بالبحث والسؤال عن المقصرين والعصاة، كالسؤال عن المقصرين في عدم حضور الجماعة أو بعقوق الوالدين أو بأكل وشرب المحرمات أو غير ذلك، ثم الذهاب إليهم ومناصحتهم وتذكيرهم بتقوى الله، ولو استلزم الأمر طرق الباب عليهم في بيوتهم، وتكون النصيحة بكلمات يسيرة مع الدعوات الصادقة، فإن لهذه الطريقة أعظم الأثر في نفوس المقصرين.

ثالثا: الرفق واللين مع جهلة الناس، كما قال الله تعالى: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [سورة آل عمران: 159]، وإشعارهم بالحرص عليهم وإرادة الخير لهم.

رابعا: أن سالك هذا الطريق، طريق الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالذات قد يواجه أصنافا من الأذى والمضايقة والسخرية والاستهزاء والاتهام، فلا بد من توطين النفس على ذلك واحتساب الأجر عند الله، فهذه سنة الله وعلى قدر الإيمان يكون الابتلاء {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ} [سورة المطففين: 29-30].

خامسا: إذا قمت بالنصح عدة مرات بالحكمة والموعظة الحسنة ولم تجد استجابة، فلا تيأس ولا تمل فإن الأنبياء -عليهم السلام- لم يملوا ولم يكلوا ولم يكونوا يكتفون بالنصيحة مرة واحدة، بل كانوا يكررونها لعل الله أن يفتح على قلوب العصاة ويهديهم، وأوضح مثال على ذلك نوح عليه السلام، فقد استمر يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، ثم إنه بإمكانك بعد تكرارك النصيحة وعدم استجابة من نصحته أن ترفع أمره إلى السلطان ممثلا برجال الحسبة أعزهم الله، هذا في عموم المعاصي أما كبائر الذنوب، أو الذنوب التي يتعدى ضررها إلى الغير فانصح مرة واحدة فإن لم تجد الاستجابة فارفع الأمر مباشرة إلى السلطان حتى تبرئ ذمتك أمام الله سبحانه، وهذا ليس من الإفساد في شيء كما يعتقده بعض الناس بل هو عين الإصلاح، واحذر أشد الحذر من أن تعاقب أو تعزر على المعاصي بنفسك دون الرجوع إلى السلطان، فإن هذا باب شر وفتنة، وقد يترتب عليه من المفاسد أعظم من المنكر الذي أردت أن تنكره.

التنبيه السادس: احرص على أن تصحب معك في وقتك الذي خصصته للدعوة أخا صالحا يعينك على هذا العمل العظيم ويشد من أزرك، وفقنا الله وإياك إلى سبل الخير والفلاح.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 27
السنة السابعة - الثلاثاء 11 رجب 1437 هـ

مقال:
الدعوة إلى الله تعالى
تنبيهات ونصائح
...المزيد

صومال الهجرة والمدد • لا يكاد ينقضي عام أو يبدأ عام آخر، حتى يفاجئ جنود الدولة الإسلامية العالم ...

صومال الهجرة والمدد

• لا يكاد ينقضي عام أو يبدأ عام آخر، حتى يفاجئ جنود الدولة الإسلامية العالم بتنفيذ ضربة نوعية جديدة ضد الحلف الصليبي أو أحد حلفائه المرتدين في صقع جديد من أصقاع الأرض التي يورثها من يشاء من عباده.

ضربة العام كانت من نصيب قوات حكومة (بونتلاند) المرتدة في الصومال، حيث تعرضت لهجوم مركّب شنّه ثلةٌ من الانغماسيين المهاجرين وصلوا إلى ولاية الصومال من سبع دول مختلفة، ولكن جمعتهم غاية واحدة هي التوحيد، وسبيل واحد هو الجهاد، وانتظموا كالعقد معا في جيد الدولة الإسلامية، ولم يرضوا لأنفسهم أن تحيط برقابهم حدود قطرية وقومية كغيرهم، فجهادهم ودعوتهم عالمية كما كان جهاد ودعوة نبيهم محمد -صلى الله عليه وسلم-.

والحقيقة أن أماكن وأوقات هذه الضربات السنوية المباركة، ليست من اختيارات المجاهدين بقدر ما هي توفيق وتسديد إلهي ممّن شرع الجهاد سبحانه، وبيده حفظه وإدامته وتهيئة مَن يذكي جذوته، ولو خذله أهل الأرض قاطبة ولو استعانوا بالشياطين على وقفه.

ولا تكاد تلتقي بمجاهد من جنود الخلافة أو تجري معه حديثا لبضع دقائق، إلا وتجد هذه الحسبة الإيمانية راسخة في ذهنه بادية على لسانه، فهم يتبرأون من حولهم وقوتهم وتدبيرهم إلى حول الله وقوته وتدبيره سبحانه، توكلا عليه واعتصاما بحبله تعالى، ولولا هذا التوكل والاعتصام ما صبروا على هذا الطريق الذي تصادمه وتحاربه الجاهلية بكل معسكراتها دون استثناء.

في الآونة الأخيرة تزاحمت تقارير مراكز الاستخبارات الصليبية المموهة، في التحذير من خطر تنامي نشاط الدولة الإسلامية في الصومال، وأنها توسعت وتمددت وعززت من قدراتها، وكالعادة فإنهم يعزون ذلك دوما -وفق نظرتهم الجاهلية- إلى الأسباب المادية البحتة والتي لا تخلو من: "زيادة الاضطرابات الإقليمية" و "وعورة التضاريس الجغرافية" و "تدفق الإيرادات المالية" إلى غيرها من التفسيرات الأرضية المادية، وينسون تماما الشطر الأهم من الرواية، وهو أن الجهاد قدر الله تعالى وفريضة من فرائضه وشريعة من شرائعه التي لم تُنسخ ولم تُستبدل، بل هي ماضية باقية ما بقي الصراع بين الإسلام والكفر.

ينسون -الصليبيون والمرتدون- أن الجهاد في شريعة المسلمين ماض ولو تحداه كل طواغيت العرب والعجم، ولو سعت قوى الكفر لمنعه، وهي بالفعل تحاول ذلك منذ بزوغ فجر الإسلام وانطلاق جهاد الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة، بقيادة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وصحابته العدول.

فمنذ ذلك الحين، يحاول الكفار وفي إثرهم المنافقون، أن يوقفوا عجلة الجهاد بالمكر والمؤامرات تارة، وبالحروب والتحالفات تارات، وإلى عصرنا هذا تستمر محاولات وتحالفات الجاهلية المعاصرة بجيوشها ومنافقيها، بممارسة نفس الأدوار علّهم يحققون ما عجزت الجاهلية الأولى عن تحقيقه ولكن هيهات، فمن يرد قدر الله تعالى ويتحدى مشيئته؟!

وعند النظر في "التفسيرات المادية" التي يحشدها الصليبيون والمرتدون لتبرير صعود الدولة الإسلامية في صقع من الأرض، نجدها هي نفسها التي ينفونها ويعكسونها في صقع آخر تراجع فيه نشاط المجاهدين أو تقلص؛ قبل أن ينتقل إلى صقع آخر ويتصاعد مجددا، فكل ما زعموا إبطاله وإفشاله من قبل في ولايات أخرى للدولة الإسلامية، ها هم يقرون بنجاحه ومضائه في ولاية جديدة.

إن الجهاد شُرع لنصرة الإسلام وسيادته ونبذ الشرك وكسر شوكته، ولأجل ذلك فهذا الجهاد ليس مما يملك البشر قراره ومساره، بل هو مما يملكه المولى سبحانه الذي حفظ مسيرته وأمده بخيرة خلقه، يسيّرونه ويجدّدونه جيلا بعد جيل، في حفاظ على ديمومته وتحقيقا لنبوءة قائده الأول -عليه السلام- القائل: (لا تَزالُ طائِفَةٌ مِن أُمَّتي يُقاتِلُونَ علَى الحَقِّ ظاهِرِينَ إلى يَومِ القِيامَةِ) [أخرجه مسلم]، لكن ما على العبد الاعتناء به حق العناية في زماننا، هو الحرص على موافقة جهاده جهاد النبي -صلى الله عليه وسلم- فلا يخرج عن هديه وشريعته في غايته ووسائله.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 476
السنة السادسة عشرة - الخميس 2 رجب 1446 هـ

مقتطف من المقال الافتتاحي:
صومال الهجرة والمدد
...المزيد

صومال الهجرة والمدد • ينسون -الصليبيون والمرتدون- أن الجهاد في شريعة المسلمين ماض ولو تحداه كل ...

صومال الهجرة والمدد

• ينسون -الصليبيون والمرتدون- أن الجهاد في شريعة المسلمين ماض ولو تحداه كل طواغيت العرب والعجم، ولو سعت قوى الكفر لمنعه، وهي بالفعل تحاول ذلك منذ بزوغ فجر الإسلام وانطلاق جهاد الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة، بقيادة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وصحابته العدول.

فمنذ ذلك الحين، يحاول الكفار وفي إثرهم المنافقون، أن يوقفوا عجلة الجهاد بالمكر والمؤامرات تارة، وبالحروب والتحالفات تارات، وإلى عصرنا هذا تستمر محاولات وتحالفات الجاهلية المعاصرة بجيوشها ومنافقيها، بممارسة نفس الأدوار علّهم يحققون ما عجزت الجاهلية الأولى عن تحقيقه ولكن هيهات، فمن يرد قدر الله تعالى ويتحدى مشيئته؟!

وعند النظر في "التفسيرات المادية" التي يحشدها الصليبيون والمرتدون لتبرير صعود الدولة الإسلامية في صقع من الأرض، نجدها هي نفسها التي ينفونها ويعكسونها في صقع آخر تراجع فيه نشاط المجاهدين أو تقلص؛ قبل أن ينتقل إلى صقع آخر ويتصاعد مجددا، فكل ما زعموا إبطاله وإفشاله من قبل في ولايات أخرى للدولة الإسلامية، ها هم يقرون بنجاحه ومضائه في ولاية جديدة.

إن الجهاد شُرع لنصرة الإسلام وسيادته ونبذ الشرك وكسر شوكته، ولأجل ذلك فهذا الجهاد ليس مما يملك البشر قراره ومساره، بل هو مما يملكه المولى سبحانه الذي حفظ مسيرته وأمده بخيرة خلقه، يسيّرونه ويجدّدونه جيلا بعد جيل، في حفاظ على ديمومته وتحقيقا لنبوءة قائده الأول -عليه السلام- القائل: (لا تَزالُ طائِفَةٌ مِن أُمَّتي يُقاتِلُونَ علَى الحَقِّ ظاهِرِينَ إلى يَومِ القِيامَةِ) [أخرجه مسلم]، لكن ما على العبد الاعتناء به حق العناية في زماننا، هو الحرص على موافقة جهاده جهاد النبي -صلى الله عليه وسلم- فلا يخرج عن هديه وشريعته في غايته ووسائله.


ولعل من أبرز ما غصت به دراسات المراكز الصليبية حول الجهاد الصومالي، هو الحديث عن المقاتلين من خارج الصومال، ويعنون بذلك المهاجرين النُّزاع من القبائل الوافدين من شتى بقاع الأرض للمشاركة في هذه الفريضة الغائبة التي تقاصرت دونها همم كثير من الناس، بل وانقلب آخرون عليها وعلى غاياتها.

يحاول الصليبيون وهم يتحدثون في هذا الجانب؛ الفرار من التسليم والإقرار بفشل خططهم ومؤامراتهم الدولية في وقف فريضة الهجرة المصاحبة لفريضة الجهاد، رغم كل الجهود المضنية التي بذلوها خلال عقود، وكل الإجراءات والتعقيدات الأمنية التي فرضوها على المعابر والمنافذ، والحدود والسدود، إلا أنهم ما زالوا عاجزين عن منع المسلمين من أداء فريضة الهجرة والجهاد استجابة للأوامر والتكاليف الإلهية: {انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}، وطالما أن الجهاد تكليف سماوي، فإن الله يهيئ أسبابه ويذلّل عقباته، لمن صحت وصدقت نيته، ومن يصدق الله يصدقه، والنماذج على ذلك تغمر ميادين الجهاد.

المجاهدون النُّزاع من القبائل الذين فشلت جهود قوى الكفر في قطع مددهم عن أرض الحبشة، وصاروا خطرا يهدّد أمنهم؛ هم تتمة لمدد الجهاد وقافلة الهجرة التي حاولوا تعطيلها من قبل في العراق فداهمتهم في الشام فتحالفوا واستعانوا بالصحوات عليها، فباغتتهم في خراسان، فتمالؤوا عليها هناك، ففاجأتهم في الساحل وغرب إفريقية، واليوم يكتوون بنار أبطالها في شرق إفريقية بالقرب من خليج عدن الذي يتسابق طواغيت الإمارات وتركيا على موانئه عبر قرابين الحرب على الجهاد.

المهاجرون والأنصار الذين تكحلت عيون المسلمين برؤية بعضهم في "هجوم بونتلاند"، هم أيضا غراس دولة الإسلام التي حاربوها من قبل في ليبيا واليمن وتونس والمغرب وحتى الجزيرة العربية التي يظن اليهود والنصارى أنها خلت لهم، ومن لم يظفر من هؤلاء النزاع بهجرة إلى ميادين الخلافة، تشظى وانشطر جسده ودمه في عقر ديار الكافرين فانقلب السحر على الساحر!

وكان من المفارقات اللافتة، أن المراكز الصليبية المأزومة التي "احتوت" بعض "الجهاديين" وصيّرتهم طواغيت جدد؛ هي نفسها المراكز التي تدق نواقيس الخطر من تصاعد نشاط الدولة الاسلامية في الصومال، في مقارنة تغني عن كثير مقال لمن تدبر بعين بصيرته لا بصره، {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}.

وعودا على ذي بدء، ليعلم الكافرون والمرتدون وحكوماتهم أن جذوة من نار الشمس أقرب إليهم من وقف رحى الجهاد الدائرة عبر تاريخ الإسلام الماضي والقريب، وإن جهاد الدولة الإسلامية هو مرحلة من مراحل هذا الجهاد العابر الممتد إلى قيام الساعة.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 476
السنة السادسة عشرة - الخميس 2 رجب 1446 هـ

مقتطف من المقال الافتتاحي:
صومال الهجرة والمدد
...المزيد

أهم أحكام الصيام (2/2) - الحكمة من الصوم: للصوم فوائد عظيمة كثيرة، مدارها كلها على الحكمة ...

أهم أحكام الصيام

(2/2)
- الحكمة من الصوم:

للصوم فوائد عظيمة كثيرة، مدارها كلها على الحكمة التي شرع الله تعالى لأجلها الصيام، وهي (التقوى)، والتي تتمثل بأداء ما أمرنا الله به، والكف عما نهانا عنه سبحانه، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [سورة البقرة: 183]، و(لَعَلَّ) هنا للتعليل، أي: لأجل أن تتقوا الله، فتتركوا ما حرّم الله، وتقوموا بما أوجب الله.

- حكم تارك الصوم:

من ترك الصوم في رمضان لعذر فلا شيء عليه، كمن تركه لمرض أو سفر أو غير ذلك من الأعذار.
أما من ترك صيام رمضان بلا عذر شرعي فيُنظر حاله، فإن كان تركه للصيام لشهوة طعام وشراب وجماع أو نحو ذلك وأنه كان مُقرّا بوجوب صيام رمضان وركنيّته في الإسلام، فهذا فاسق مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب.

أما من جحد وجوب الصوم -كأن قال مثلا: لا يوجد في الإسلام صيام رمضان- فهذا كافر بإجماع الفقهاء، لأن وجوب صوم رمضان معلوم من الدين بالضرورة، وهو ركن بُني عليه الإسلام، ومن جحده واستحل فطره فقد نقض أصل الدين.

- عقوبة المفطر من غير عذر:

يراد بالعقوبة هنا: الجزاء الدنيوي المترتب على من أفطر عمدا في رمضان من غير عذر شرعي.
وعقوبته متفرعة عن اعتقاده في حكم الصيام، فمن ترك صوم رمضان بلا عذر مع كونه لا يجحد وجوبه، فهذا يعاقب ويعزّر بالجلد أو بحبسه أو بما يراه الإمام من عقوبات رادعة له ولغيره، ومن ترك الصيام مع استحلاله لتركه فهذا مرتدّ يُستتاب من ردّته، فإن لم يتب، يُقتل ردةً بلا خلاف.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «إذا أفطر في رمضان مستحلّا لذلك، وهو عالم بتحريمه استحلالا له، وجب قتله، وإن كان فاسقا عوقب عن فطره في رمضان بحسب ما يراه الإمام» [مجموع الفتاوى].

- مستحبات الصوم:

مستحبات الصيام كثيرة، أهمها:
1. السحور، ويستحب تأخيره إلى قبيل طلوع الفجر.
2. الدعاء أثناء الصوم وعند الإفطار.
3. تعجيل الإفطار بعد غروب الشمس.
4. الإفطار على رطبات وترا، فإن لم يكن فعلى تمرات، وإلا فعلى ماء.
5. تفطير الصائمين.
6. الإكثار من النوافل كـ (قيام الليل بالتراويح والتهجد، وقراءة القرآن، والصدقة، والاعتكاف في المسجد... إلخ).
وغير ذلك من الطاعات الكثيرة.
مكروهات الصوم
1. المبالغة في المضمضة والاستنشاق.
2. إكثار الكلام بغير ذكر الله وبلا ضرورة.
3. تذوّق الطعام من غير حاجة.
4. الإكثار من الطعام والشراب عند الإفطار.
مباحات الصوم
1. تأخير اغتسال الجنب والحائض والنفساء (إذا طهرتا) إلى ما بعد الفجر.
2. بلع ما لا يمكن الاحتراز عنه كالريق وغبار الطريق ونحوهما.
3. تذوّق الطعام للحاجة (كطهو الطعام أو إطعام طفل).
4. شم الروائح (الطيب أو الطعام).
5. صب الماء على رأس الصائم وجسده، وكذلك النزول في الماء والانغماس فيه.
6. التداوي بما لا يصل إلى الجوف كزرق الإبرة (غير المغذية) في العضلة أو الوريد.

- مبطلات الصوم:

1. نقض شرط من شروط صحة الصيام، مثل ردة المسلم، وجنون العاقل، والحيض والنفاس للمرأة.
2. نقض ركن من أركانه، كمن تعمّد الأكل والشرب (أما إذا أكل أو شرب ناسيا فلا يفطر)، والجماع وإنزال المني بتعمد (أما الاحتلام في نهار رمضان فلا يبطل الصوم).
3. تعمد إخراج القيء (أما إذا غلبه القيء فلا شيء عليه).
4. إخراج الدم بالحجامة، لقوله صلى الله عليه وسلم: (أفطر الحاجم والمحجوم) [صحيح، رواه أبو داود وغيره].
وختاما، نسأل الله تعالى أن يتقبل منّا الصيام والقيام والجهاد وسائر الأعمال، وأن يعيد علينا شهر رمضان وقد فتحت لنا بغداد ودمشق، وفُكّت قيود الأسرى والأسيرات من سجون الطغاة...
وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


◽ المصدر: صحيفة النبأ - العدد 34
الثلاثاء 2 رمضان 1437 ه‍ـ

مقتطف من مقالة:
أهم أحكام الصيام
...المزيد

أهم أحكام الصيام (1/2) بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى ...

أهم أحكام الصيام
(1/2)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فإن صيام شهر رمضان ركن من أركان الإسلام، وعلى كل مسلم تحقيق هذا الركن ليتم إسلامه، ولا يمكنه ذلك إلا بمعرفته لأهم أحكام الصيام في رمضان.

- تعريف الصوم:

الصوم لغةً: مِن صَامَ يَصُومُ، والمصدر منه صَومَاً وصِيَامَاً، والصوم هو الإمساك عن الشيء، سواء كان طعاما أو شرابا أو كلاما أو غير ذلك، قال تعالى: {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيَّاً} [سورة مريم: 26]، فـ (صَوْماً) وردت هنا بمعنى: إمساكا عن الكلام [لسان العرب، لابن منظور].

والصوم شرعاً: الإمساك عن المفطرات (من الطعام والشراب والجماع)، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، مع النية.

- حكم الصوم:

صيام شهر رمضان ركن من أركان الإسلام، وواجب (فرض) على كل مسلم، بنص القرآن والسنة وإجماع الأمة.

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [سورة البقرة: 183]، وقال سبحانه: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [سورة البقرة: 185].

وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «بُني الإسلام على خمس؛ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان» [متفق عليه].

وقد أجمعت الأمة على وجوب صيام رمضان على المسلمين، وأن من أنكر وجوبه كفر [مراتب الإجماع، لابن حزم].

- شروط وجوب الصوم:

لا يجب الصوم إلا على:
1. المسلم: فلا يصح صيام الكافر.
2. العاقل: فلا يجب على المجنون.
3. البالغ: فلا يجب على الصبي، ولكن يستحب أن يُدرَّب عليه ليتعوده عند البلوغ.
4. الصحيح: فلا يجب على المريض الذي يزيد الصوم في مرضه أو يؤخر في شفائه.
5. المقيم: فلا يجب على المسافر، ويستحب له الصوم إن لم يجد فيه مشقة.
6. القادر: فلا يجب على من لا يطيقه، كالكبير في السن، والمريض الذي لا يُرجى شفاؤه، والحامل والمرضع إذا كان الصوم يضر بهما أو بولديهما.

- أركان الصوم:

1. النية: ومحلها القلب، ويكفي أن تنوي منذ أول يوم من أيام شهر رمضان صيام الشهر كله، ويقوم مقام النية الاستعداد للصيام بالقيام للسحور وتحري وقت الفجر للامتناع عن المفطرات ونحو ذلك.
2. الإمساك عن المفطرات: وهي الأكل والشرب والجماع (يعني الإمساك عن شهوتي البطن والفرج).
3. الزمان: ووقت الصوم من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس.

- فضل الصوم:

قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدّم من ذنبه) [رواه البخاري].

فإن صُمت رمضان (إيمانا) منك بأن صيامه فرض من الله تعالى يجب أداؤه، فقد حققت الشرط الأول في الحديث، وإن صُمت رمضان (احتسابا) للأجر والمثوبة من الله تعالى، ولم تصم رمضان رياء وسمعة، فقد حققت الشرط الثاني في الحديث، ولك بعد ذلك البشارة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بـ (مغفرة ما تقدّم من ذنبك) إن شاء الله.

- الحكمة من الصوم:

للصوم فوائد عظيمة كثيرة، مدارها كلها على الحكمة التي شرع الله تعالى لأجلها الصيام، وهي (التقوى)، والتي تتمثل بأداء ما أمرنا الله به، والكف عما نهانا عنه سبحانه، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [سورة البقرة: 183]، و(لَعَلَّ) هنا للتعليل، أي: لأجل أن تتقوا الله، فتتركوا ما حرّم الله، وتقوموا بما أوجب الله.

- حكم تارك الصوم:

من ترك الصوم في رمضان لعذر فلا شيء عليه، كمن تركه لمرض أو سفر أو غير ذلك من الأعذار.
أما من ترك صيام رمضان بلا عذر شرعي فيُنظر حاله، فإن كان تركه للصيام لشهوة طعام وشراب وجماع أو نحو ذلك وأنه كان مُقرّا بوجوب صيام رمضان وركنيّته في الإسلام، فهذا فاسق مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب.

أما من جحد وجوب الصوم -كأن قال مثلا: لا يوجد في الإسلام صيام رمضان- فهذا كافر بإجماع الفقهاء، لأن وجوب صوم رمضان معلوم من الدين بالضرورة، وهو ركن بُني عليه الإسلام، ومن جحده واستحل فطره فقد نقض أصل الدين.


◽ المصدر: صحيفة النبأ - العدد 34
الثلاثاء 2 رمضان 1437 ه‍ـ

مقتطف من مقالة:
أهم أحكام الصيام
...المزيد

{بعذابٍ مّن عنده أو بأيدينا} في الجانب الشرعي، امتنع الدعاة الحداثيون عن الإقرار بأن ما حل ...

{بعذابٍ مّن عنده أو بأيدينا}

في الجانب الشرعي، امتنع الدعاة الحداثيون عن الإقرار بأن ما حل بأمريكا هو انتقام إلهي وعذاب أصابها كما أصاب الأمم الكافرة قبلها، بينما حسم "دعاة الإخوان" أمرهم هذه المرة ووصفوه بذلك وربطوا الانتقام الإلهي بجرح غزة، وقد كانوا من قبل يرفضون الربط بين القوارع التي تضرب أمريكا وأوروبا وبين الانتقام الإلهي للمسلمين المكلومين في العراق أو الشام أو خراسان وغيرها، ويمنعون الفرح بها، وكانوا يقولون كما يقول الممتنعون: إنها مجرد كوارث طبيعية لأسباب علمية لا تحتمل العقوبة أو البلاء أو التخويف!، إنها انتقائية فقهية حزبية تطوّع الدين لأجل الحزب! وتتاجر بالآيات كما تتاجر بالجراحات!

وعلى كل فاضطرابات وتقلبات أهواء دعاة الإخوان والإرجاء، لا تقل عن اضطرابات وتقلبات المناخ، لكن بما أنهم أقروا بأنه انتقام إلهي عادل من أمريكا لغزة، ماذا لو نجح المجاهدون بافتعال هذه الحرائق في قادم الأيام؟! هل سيشاركوننا فرحة الانتقام أم سيصير "إرهابا" مخالفا لسماحة الإسلام؟!

الملحدون وأفراخهم من العقلانيين ينسبون هذه القوارع والكوارث دوما إلى التغيّرات المناخية الحادة، ويفسرونها بتفسيرات جافة تخرجها عن قدرة الله وتدبيره، وكأن الطبيعة تتغير بأمر نفسها وتتحرك بتدبيرها لا بأمر خالقها ومدبرها سبحانه.

هذه الاضطرابات ناجمة عن الخلط بين المصائب التي تحل بالمسلم، وبين القوارع التي تضرب الأمم والأقوام، فالأولى لا سبيل للجزم أن ما أصاب فلانا بعينه هو عقوبة له أو ابتلاء، وقد يجتمعان أو يفترقان، وبينهما عموم وخصوص فكل عقوبة ابتلاء، وليس كل ابتلاء عقوبة بدليل أن أكثر الناس بلاء الأنبياء، ولا يتصور أن بلاءهم عقوبة! بخلاف غيرهم من المؤمنين فقد يجتمع فيهم هذا وذاك، وقطعا بخلاف أحوال الكافرين الذين لا يتحقق في حقهم من هذه القوارع إلا العقاب أو التخويف الذي يرفض الحداثيون طرقه ويهمزونه بأنه "ثقافة وعظية تقليدية" لا تناسب المقام وتسيء إلى الإسلام!

وقد دلت النصوص الشرعية على استمرار وقوع القوارع والعقوبات في أمم الكفر إلى يوم القيامة لقوله تعالى: {ولا يزال الّذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعةٌ أو تحلّ قريبًا مّن دارهم}، قال ابن كثير: "أي: بسبب تكذيبهم، لا تزال القوارع تصيبهم في الدنيا، أو تصيب من حولهم ليتعظوا ويعتبروا".

والمتأمل لأقوال أئمة التفسير من السلف كابن عباس وعكرمة وقتادة ومجاهد وابن جبير، يجد أنهم جمعوا في تفسيرهم لهذه القوارع بين تعذيب الكافرين بجنود السماء وجنود الأرض!، فالقارعة هي النكبة أو العذاب الذي يرسله الله على الكافرين، أو هي السرايا والغزوات التي تنزل بساحتهم فتعذبهم بأيدي المؤمنين، قلنا: وهذا هو الذي يعززه الواقع اليوم ونظيره قوله تعالى: {ونحن نتربّص بكم أن يصيبكم اللّه بعذابٍ مّن عنده أو بأيدينا}، قال ابن كثير: "أي: ننتظر بكم هذا أو هذا، إما أن يصيبكم الله بقارعة من عنده أو بأيدينا، بسبي أو بقتل" أ.هـ. وهذا مستمر حتى يأتي وعد الله، بالنصر والفتح في الدنيا، أو الفوز الكبير يوم القيامة ولذلك ختم بقوله: {إنّ اللّه لا يخلف الميعاد}.

وقد ترد شبهة كيف تكون هذه القوارع التي تضرب الكافرين عقابا إلهيا عادلا وفيهم الأطفال ومن ليس منهم، فنقول إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو على أقوام من الكافرين بعينهم بالهلاك الذي لا يفرق بين الصغير والكبير، والنبي -صلى الله عليه وسلم- أعدل وأرحم بالخلق منكم، بل قد يضرب البلاء قوما كافرين بينهم مسلمون، فيبعثون على نياتهم كما في حديث الخسف، وفيه إشارة إلى وجوب مفارقة الكافرين وعدم تكثير سوادهم، كما بين الإمام النووي في شرحه فقال: "أي يبعثون مختلفين على قدر نياتهم فيجازون بحسبها، وفي هذا الحديث من الفقه: التباعد من أهل الظلم والتحذير من مجالستهم ومجالسة البغاة ونحوهم من المبطلين لئلا يناله ما يعاقبون به، وفيه: أن من كثر سواد قوم جرى عليه حكمهم في ظاهر عقوبات الدنيا". [شرح مسلم]

وإنما نتج الإشكال عند الناس من سيادة فقه الإرجاء الذي يساوي بين المؤمن والكافر عند القوارع والمصائب بحجة "الإنسانية" الجائرة التي صارت مرتكزا لكثير من هذه الفتاوى المائعة المنحرفة التي ينسفها حديث الخسف السابق وفهم السلف لا فهم الخوالف.

وهذه رسالة إلى نصارى أمريكا والعالم ندعوكم فيها إلى الإسلام قبل أن تطبق عليكم جنود الأرض وجنود السماء! فإن الإسلام هو الدين الحق وما سواه باطل لن يقبله الله تعالى!، ولذلك سينزل عيسى عليه السلام في آخر الزمان مخيّرا إياكم بين الإسلام أو القتل، وها نحن نقرع في مسامعكم هذه الدعوة قبل أن يأتيكم الموت من كل مكان {بعذابٍ مّن عنده أو بأيدينا}، فهذا وعد الله لنا، والله لا يخلف الميعاد.

◼ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 478
السنة السادسة عشرة - الخميس 16 رجب 1446 هـ

مقتطف من المقال الافتتاحي:
{بعذابٍ مّن عنده أو بأيدينا}
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً