عمرو خالد وأحمد ديدات هذا هو الفرق

منذ 2008-02-15

النموذجان ذهبا للدانمارك وللكنيسة فكيف كان حالهما؟


ذهب عمرو خالد للدانمارك، وذهب أحمد ديدات للدانمارك، ومدَّ عمرو خالد يده للكنيسة ومدَّ أحمد ديدات يده للكنيسة، وأحمد ديدات من الدعاة وليس من العلماء ـ ولا يخفضه بل يرفعه ـ وعمرو خالد من الدعاة وليس العلماء، وعمرو خالد نموذج جديد من الدعاة يتكاثر بشكل سرطاني على الساحة الإسلامية، وأحمد ديدات نموذج فريد مر بالأمة ويتكاثر على الساحة الدعوية.

النموذجان ذهبا للدانمارك وللكنيسة فكيف كان حالهما؟

ذهب أحمد ديدات للدانمارك يقول لها ولمن جاورها من دول أوروبا جميعا: إنّ الدين عند الله الإسلام، آمنوا خيرا لكم، جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير، القرآن الكريم كلام الله العلي العظيم، والعهد القديم والعهد الجديد ليس بتنزيل رب العالمين بل كتبته أيدُ الآثمين.

لم تكن الدانمارك يوم ذهب إليها أحمد ديدات سبّت النبي صلى الله عليه وسلم أو فعلت شيئا مما فعلت بعد؛ تحرَّكَ إليها يبلغها رسالة ربّه، ويدعوها إلى صراط الله المستقيم. ويحار العاقل حين يفكر في أمر هذا الرجل، كيف سمع وهو أعجمي، وهو بعيد في أقصى المعمورة؟! وكيف أجاب ولم ينادَ عليه؟! أي همّة هذه التي حركته من شدّة الحر... من بين الزنوج إلى الثلوج والعلوج؟! هبَّ إليهم وقد سكت الكل عنهم، فدَيْتُهُ وهو يقظ والكل نيام، وهو يصفعهم وغيره يصافحهم (حوار الأديان)، وهو يدعوهم إلى النجاة وغيره يُدعى إلى النّار (حوار الأديان). وهو ذكي فطين، فديْتُه وهو رثُّ الهيئة خفيف الملبس تعرف في وجهه نضرة النعيم، وقسمات وجهه تصرخ بأنّ الرجل قد قضى نحبه، واحترق قلبه، فديته وقد تجمعوا عليه يدفعونه بكلتا يديهم وهو طود شامخ، فديته ومن صار على دربه.

ثم دار في الدانمارك حديث بذيء عن سيد الأولين والأخيرين، وعن الإسلام والمسلمين، يخدش الحياء، ويقتل الغيور، ولا يسكت عنه جَلِدٌ صبور، سبّوا واستهزؤوا، وعاندوا واستكبروا، وتكلم كل ذي عقل بأنّ المطلوب هو تأديبهم، وليّ ذراعهم حتى يسمع عبّاد المسيح للجواب الصحيح من أتباع الحبيب صلى الله عليه وسلم، وشقَّ عمرو خالد كل هذا الإجماع وراح للدانمارك، عصى أولي الأمر من العلماء والعقلاء وركب رأسه وذهب إليهم. ولم يتكلم عن فساد العهد القديم والجديد، ولا أن النصرانية ليست بدين، ولا أنّ الحبيب جاء بشيرا ونذيرا للعالمين... لم يُرْضِ قريبا ولا بعيدا ولذا عاد حسيرا كليلا.

وسبَّت الأقباط رسول الله صلى الله عليه وسلم وتكلمت في حقه بما لا يتكلم به أفحشُ النّاس، فبكى من سمع ومَنْ حُكي له، وأجمع العقلاء وذوي العلم والغيرة على تأديب سفيههم والبيان لغافل منهم، وشق عمرو خالد إجماع الأمة وذهب منفردا للأقباط رأس ماله أنّه (داعية إسلامي) يبارك دينهم، ويقول: "كلنا مؤمنون"، "كلنا مواطنون" نريد التعايش، جئت أبحث لكم عن أمان في هذه الأوطان!!

ويِّ.. ومن أخافهم يا عمرو؟!! ومن تطاول عليهم يا عمرو؟؟!! ومن بدأهم يا عمرو ؟؟!!

يا عمرو يسبون نبيك صلى الله عليه وسلم، ونساء نبيك، وصحابة نبيك، ولا يريدون مسلما في هذا الوطن.. يجاهرون بهذا ليل نهار في غرف البالتوك والفضائيات، وقد أسمعوا الأصم وحركوا البليد، فأولى لك أن تنادي عليهم بالسكوت، أو أن تدعوهم كما كان ديدات.

وهل يفعل عمرو فعل ديدات؟؟

أين عمرو من ديدات؟!

في الكنيسة وقف أحمد ديدات داعية إلى الله، ووقف عمرو خالد داعية للوطن.

أحمد ديدات أرّقه كفر النّاس بربّهم، أرّقه ضلال الضالين وفتنة المفتونين، فراح يدعوا النّاس إلى صراط الله المستقيم، وعمرو خالد يخاف على الوطن، فراح يجمع المفترقين على حب الوطن ويذكرهم بأخوة الوطن.

وكلنا مثل عمرو نخاف على الوطن، ونرجو له السلامة في الدنيا والآخرة، نخاف عليه من عذاب الله غدا لذا ندعوه إلى الله، ونخاف عليه من فعال السفهاء ـ أعني النصارى ـ فهم الذين يشعلون الفتنة بين النّاس، ولذا قمنا إليهم نرد على شبهاتهم ونبين لهم ليعودوا كما كانوا، وتعود الأوطان إلى أمنها وسلامتها، فليس شيء أحبَّ إلينا من السلامة في الأوطان.

أحمد ديدات صار للأمام في الطريق الصحيح، وهو أنّ الحوار بين الأديان حوار دعوة، نعرض عليهم ما عندنا ويعرضون ما عندهم، فإمّا إيمان بالرحمن وإمّا إتباع للشيطان.

وعمرو خالد صار للوراء.. يدعوا للتعايش، وهو غافل أو متغافل.. عن أنّ القوم جادون في الدعوة لدينهم، وأنّهم لا يريدون مسلمين على وجه الأرض في مصر، وأنّ القوم يدعوننا للكفر وليس للتعايش.


أقول: وماذا جنى عمرو من زيارته؟!

هل سكت القوم عن سفاهتهم.. تُراهم صدقوه؟!

لا بل استغلوه.. استفادوا من زيارته في دعم حركتهم الدءوبة للقضاء على الإسلام في أرض مصر، فزيارة عمرو تعني بداهة أنّهم على صواب، فها هو أحد (الدعاة) (المشهورين) (ذوي الجماهير العريضة) يأتي إلينا يبارك فعالنا ويثني على سلوكنا؟ فثبت على الكفر الكافرين، وانشغلنا نحن بالرد على عمرو، وترقيع الخرق الذي أوجده في جدار السفينة، وستقف بين يدي ربّك ويسألك، فأعدَّ جوابا يا عمرو.

وإلى كل من يحب الأستاذ عمرو خالد عليه أن ينكر عليه فعله فالدين النصحية، وعمرو خالد ليس أعز علينا ولا عليكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فِعْلُ عمرو خالد بغيضٌ، وفعل أحمد ديدات حبيب، ولمن يعتب علي في التعقيب على عمرو خالد أقول: ارجع عني، فلست ممّن يقعد بطريق المصلحين وإنّما المفسدين، ولست ممّن يحمل عصى لإخوانه بل لأعدائه، ورأيت عَمْراً يحول بيني وبين المجرمين الذين سبوا الحبيب صلى الله عليه وسلم فرحت أدفعه ليخلي بيني وبينهم، وما تتبعته من قبل، بل ولا علم لي به إلاّ سماعا، وما دافعته، ولا حاجة لي فيه، وإن كنت أكره طريقته لا شخصه.

ومن أرّقه أن نتناول بعض بأقلامنا علانية: هوّن عليك، فالنصيحة واجبة، والأخذ على يد المخالف أمر شرعي يحمد ويطلب، ومن جاهر بفعله جاهرنا بنصحه حتى يسمع كل من رآه وسمعه قولنا كما سمع ورأى فعله، وعمرو أولى بقولك، كلمه بأن لا يتعدى على العلماء والعقلاء، وأن يستشير ذوي العلم والفقه وإلاّ فليخرج عنّا ويتكلم بغير لساننا.

ولمن يعتب علي: هلّم إلي، وانظر ماذا يقول النصارى على نبيك صلى الله عليه وسلم وأحسب أنّك لن تجلس عنهم حتى ترجعهم بيدك أو بلسانك أو بقلمك، فهيا انظر قبل أن تتكلم.

مساء الأربعاء 28 / 1 / 1429
8 /2 / 2008




المصدر: طريق الإسلام