اعتزال الناس أم مخالطتهم؟

منذ 2014-06-14

قال صلى الله عليه وسلم ناصحًا من يخشى على نفسه أن يُصاب بالفتنة إثرَ مخالطة الناس وقت الفتن: «أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابكِ على خطيئتك»..

هي إما خلوة بالنفس أو خلوة بالله.

1- الخلوة بالنفس.

والخلوة بالنفس سلاحٌ ذو حدين فهي:

أ- فهي إما أن تكون محاسبةً لها وتعليمًا وحوارًا نافعًا وتخطيطًا لمستقبلَي الدنيا والآخرة، وأيضًا هي مفيدة في وقت الفتن إذا كانت الفتن أقوى من الإنسان ولا يستطيع تغييرها دون أن يُفتنَ في دينه.

قال صلى الله عليه وسلم ناصحًا من يخشى على نفسه أن يُصاب بالفتنة إثرَ مخالطة الناس وقت الفتن: «أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك» (الراوي: عقبة بن عامر رضي الله عنه، المُحدَّث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: [2741]، خلاصة حكم المُحدِّث: صحيح لغيره).

ب- وإما أن تكون أمرًا منها لك بالسوء، فإن النفس لأمارةٌ بالسوء.

2- الخلوة بالله.

وما أحلاها من خُلوة، ففيها حديثك إلى الله بصلاتك ودعائك ومناجاتك، وفيها حديث الله إليك وذلك بتلاوتك القرآن والتدبُّر فيه وبنظرك في الكون وقراءة جلال الخالق وعظمته من خلال التأمُّل في ظواهر الكون. نعُمت الخلوة هي الخلوة بالله عز وجل فيكون أنيسك ونعم الأنيس.

مخالطة الناس:

وفيها مصالحٌ كثيرة وذلك لكل من الفرد والمجتمع ولا تخلو من المضار في أحوالَ لكل منهما.

1- المصالح:

أ- مصالح للنفس مثل التعلُّم من الناس المفيد من العلم، وتقويم الناس للفرد إن قام بمنكر، وأمرهم إيَّاه بالمعروف، والعمل والإنتاج حيث لا يمكن إنتاج عمل متكامل جيد في عصرنا إلا بالعمل الجماعي والتعاون.

ب- ومصالح للناس مثل تعليمهم المفيد من العلم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر في المجتمع الذي يعيش الفرد فيه، وبقدر مدى تأثيره وصلاحياته المتاحة، وتزويد القوة العاملة بقدرات الفرد ومواهبه.

2- المفاسد.

أ- مفاسد تعود على النفس: وتكون أوقات الفتن إذا كان الإنسان ضعيف الإيمان أو الشخصية أو كليهما، فيمكن أن ينجرِف مع تيار الفساد ويفسد بسبب اختلاطه.

ب- مفاسد تعود على الناس من الفرد: وذلك يحدث إذا كان الإنسانُ قدوةً في أهله وقومِه وحاد عن الطريق المستقيم ضعفًا منه وليس إصرارًا، في هذه الحالة فإن اعتزال الناس أفضل أن يكون قدوةً في الفساد نتيجة ثقة الناس العالية به وبصحة تصرُّفاته.

الخلاصة:

يجب على الإنسان أن يوازن بين مخالطة الناس واعتزالهم؛ وذلك لأن في كليهما خيرٌ محتمل وفي كليهما شرٌ محتمل، وذلك على كل من النفس والناس، وهذه الموازنة يجب أن تأخذ في الاعتبار الظروف المحيطة وتكون مؤيدة بفقه الواقع.

والله أعلم.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أحمد كمال قاسم

كاتب إسلامي