تدبر - [347] سورة ص (9)
{قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ} [ص:12]..
هاهنا قياس فاسد قاسه إبليس..
ومحل فساد القياس ليس في كون الطين خير من النار فإن ذلك قابل للاحتمال والأخذ والرد والجدال في كون الطين أنفع أم النار..
إن محل فساد القياس في أصله وحقيقته..
لقد صدر الأمر الإلهي وقضى الله أن يسجد..
إنه أمرٌ صريحٌ محكمٌ واضحٌ قاطعٌ لا مِراء في ظهور مدلوله ومآله..
ففيما القياس إذًا..
هنا يكمُن الإشكال..
ومن هنا كان الخلل الذي نتج عنه رفض الامتثال ثم بعد ذلك الكفر واللعن والطرد..
الكِبر موجود بلا شك وهو عنصر مهم في المشهد الإبليسي..
لكن البداية كانت في قياس مع ورود الأمر..
وإن الجرأة على ذلك هي عين الكِبر..
أن يرفض المخلوق أمر خالقه الثابت المحكم لمجرّد أنه سمح لنفسه أن يقيس غيره..
إن مساحات القياس وإعمال العقل موجودة ومتاحة لكننا هنا نتحدَّث عن مناطات التسليم والانقياد للمحكمات القطعية..
نتحدَّث عن قبول فكرة الطاعة عند ثبوت الأمر من عدمها..
نتحدَّث عن العبودية..
وتلك هي مربط الفرس..
وتلك التي لم يطقها إبليس.. ومن سار على نهجه.
- التصنيف: