خطر الرياء

منذ 2014-08-26

الرياء خطره عظيم جدًا على الفرد والمجتمع والأمة؛ لأنه يحبط العمل والعياذ بالله

الرياء خطره عظيم جدًا على الفرد والمجتمع والأمة؛ لأنه يحبط العمل والعياذ بالله ويظهر خطره في الأمور الآتية:

1- الرياء أخطر على المسلمين من المسيح الدجال: قال صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ الشرك الخفي أن يقوم الرجل فيصلي، فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل» (صحيح الجامع:1607).

2- الرياءُ أشدُ فتكًا من الذئبِ في الغنمِ، قال صلى الله عليه وسلم: «ما ذئبان جائعان أُرسلا في غنمٍ بأفسدَ من حرصِ المرءِ على المالِ والشرفِ لدينه» (صحيح الجامع:5620). وهذا مثل ضربه رسول الله صلى الله عليه وسلم بين فيه أن الدين يفسد بالحرص على المال وذلك بأن يشغله عن طاعة الله، وبالحرص على الشرف في الدنيا بالدين، وذلك إذا قصد الرياء والسمعة.

3- خطورة الرياء على الأعمال الصالحة خطر عظيم؛ لأنه يذهب بركتها، ويبطلها والعياذ بالله: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} [البقرة:266]. فهذا العمل الصالح أصله كالبستان العظيم كثير الثمار، فهل هناك أحد يحب أن تكون له هذه الثمار والبستان العظيم ثم يرسل عليها الرياء فيمحقها محقًا، وهو في أشد الحاجة إليها!!

ولهذا قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك، مَنْ عمِلَ عملًا أشرك معي فيه غَيري تركتُه وَشِركُه» (مسلم:2985). وفي الحديث: «إذا جمع اللهُ الأوَّلِين و الآخرين، لِيومٍ لا ريبَ فيه، نادى مُنادٍ: من كان أشرك في عملٍ عملَه للهِ أحدًا فليطلُبْ ثوابَه من عندِه فإنَّ اللهَ أغنى الشُّركاءِ عن الشركِ» (صحيح الجامع:482).

4- يسبب عذاب الآخرة ولهذا أول من تسعر بهم النار يوم القيامة: قارئ القرآن، والمجاهد، والمتصدق بماله، الذين فعلوا ذلك ليقال: فلان قارئ، فلان شجاع، فلان كريم متصدق. ولم تكن أعمالهم خالصة لله تعالى.

5- الرياء يورث الذل والصغار والهوان والفضيحة، قال صلى الله عليه وسلم: «من سمَّع سمَّعَ اللهُ بهِ، ومن يُرائي يُرائي اللهُ بهِ» (البخاري:6499).

6- الرياء يحرم ثواب الآخرة، قال صلى الله عليه وسلم: «بشر هذه الأمة بالسناء والدين، والرفعة، والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب» (صحيح الترغيب:23).

7- الرياء سبب في هزيمة الأمة، قال صلى الله عليه وسلم: «إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها، بدعوتهم، وصلاتهم، وإخلاصهم» (صحيح الجامع:2388). وهذا يبين أن الإخلاص لله سبب في نصر الأمة على أعدائها وأن الرياء سبب في هزيمة الأمة!

8- الرياء يزيد الضلال، قال الله تعالى عن المنافقين: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ . فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} [البقرة:9، 10].

 

(منقول من الحاوي في تفسير القرآن)

 

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.