ستكثر السكاكين!

منذ 2014-11-12

كالعادة.. ستكثر السكاكين ويفرح الخائضون بفرصةٍ جديدة لنهش خصومهم. وبالطبع سيجد كل مُقصِّر شماعة جديدة يُبرِّر بها تقصيره أمام نفسه ابتداءً ثم أمام الخلق. وستتعالى من جديد صيحات التعميم الكامل والازدراء المطلق والتعيير الشامل للخروج بنتيجة مريحة مفادها - أن الكل مدان، وأن الخلل يطال الجميع، وأنه لا حقيقة للالتزام، وأن التدين والاستقامة والسمت الحسن ليسوا إلا مظاهر خادعة وقشور زائفة تُخفي كبتًا أو انحرافًا وما التسنن والتنسك إلا رياءً وتجارة بالدين وتسلُّق كاذب يتستر به الفاسقون المخادعون...!

وكالعادة.. ستكثر السكاكين ويفرح الخائضون بفرصةٍ جديدة لنهش خصومهم.

وبالطبع سيجد كل مُقصِّر شماعة جديدة يُبرِّر بها تقصيره أمام نفسه ابتداءً ثم أمام الخلق.

وستتعالى من جديد صيحات التعميم الكامل والازدراء المطلق والتعيير الشامل للخروج بنتيجة مريحة مفادها - أن الكل مدان، وأن الخلل يطال الجميع، وأنه لا حقيقة للالتزام، وأن التدين والاستقامة والسمت الحسن ليسوا إلا مظاهر خادعة وقشور زائفة تُخفي كبتًا أو انحرافًا وما التسنن والتنسك إلا رياءً وتجارة بالدين وتسلُّق كاذب يتستر به الفاسقون المخادعون...!

لكن.. لماذا؟!

لماذا يتكرّر الأمر ويعلو الصخب نفسه كل مرة؟

هناك أسباب معلَنة وأخرى تخفيها النفوس المريضة..

أما الأسباب المعلَنة فهي الثورة للفضيلة والغضب من تجار الدين -الذين هم موجودون دائمًا على فكرة- والحرص على مزيد من الفضح والتنكيل.

وأما الأخرى غير المعلَنة فقد يعدها البعض تصفية حسابات أو مكاسب سياسية عبر ساحات المزايدة والتراشق الحزبي القذرة.

وقد يعدها البعض توزيع أدوار وانتهاء أدوار أخرى عبر جزاء سنمار الذي طالما حذرنا منه.

لكن يظل السبب الأكثر خفاءً والأخطر أثرًا هو الارتياح الذي يسببه تعميم الخوض وإطلاق الازدراء.

ارتياح المُقصِّر والعاصي والفاجر والضعيف أمام شهوته.

ارتياح يشبه ارتياح إبليس حين يصدق ظنه ويتحقق وعيده بغواية بعض بني آدم.

ارتياح تلخصه كلمات بسيطة ينطق بها لسان الحال وأحيانًا المقال.

لستُ وحدي..
كلنا في الهوى سوا..
يا عزيزي كلنا...


هكذا يفكر..
وهكذا يُبرِّر..
وهكذا يرتاح..

ولا يقبل أن ينغص أحدًا ارتياحه هذا بكلماتٍ مثل الخير موجود والأخيار كثر والصادقون لا ينقرضون وإن تقلصت أعدادهم.

لا يقبل أن تُعكِّر صفو ارتياحه بحقائق: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}، و{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} [المدثر:38]، و«إنَّ أعظَمَ النَّاسِ فِرْيَةً اثنانِ: شاعرٌ يهجو القبيلةَ بأَسْرِها» (أخرجه في صحيحه) و"لا يعرف الحق بالرجال" إلى آخر تلك القواعد القرآنية والسنية الوضيئة.

كل ذلك لا يهمه..
لقد أصدر حكمه..
وعمّم عقابه..
وأمضى خوضه..
وارتاح..

لكن ترى.. هل سيظل مرتاحًا هناك؟

هناك حيث يكتشف أن هناك من ظلمهم بخوضه وافترى عليهم ببغيه.

هناك حيث يفاجأ أن الخير كان موجودًا رغم إنكاره وارتياحه المؤقت بهذا الإنكار.

هناك حيث يقتص منه كل من آذاهم بخوضه وافترى عليهم بلسانه السليط وقلمه اللاذع.

هل سيدوم له ذلك الارتياح المزيف؟

هناك سيعرف.. وسنعرف.
 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام