أمل!

منذ 2014-12-01

هل سخِرت من الأمل واتريقت على الآملين وامتهنت العاملين اليوم؟!

هل نشرت اليأس ووزّعت الإحباط على من حولك اليوم؟!

هل سخِرت من الأمل واتريقت على الآملين وامتهنت العاملين اليوم؟!

هل سبّبت الجميع ولعنت الظروف واحتقرت البلاد وازدريت العباد اليوم؟!

أنشطة مريحة للغاية على فكرة...!

نعم.. اليأس شعور مريح لأهله ولو مؤقتًا!

إحساس بالاسترخاء و(الأنتخة) سيعم روحك كلما سخِرت من فكرة الأمل وممن يحاولون بثها!

شعور باللا مبالاة سيخيم عليك كلما ردّدت عبارات الإحباط والندم على كونك فكرت يومًا في التغيير وحاولت أن تكون جزءً من الحل!

ستجد تسكينًا مؤقتًا كلما سببت البلاد ولعنت العباد وستحصل على خدرٍ لذيذ كلما نشرت ثقافة الهجرة والهرب وقرّرت إقناع نفسك إن البلد دي ضايعة ضايعة ومن الحماقة أن تتعب نفسك فيها ولأجل إصلاحها!

وبعد فترة من راحة اليأس وخدر الإحباط ولذة سب ولعن الظروف والأشخاص - سيملأ نفسك شعور بالاستعلاء والعظمة والتفرّد كلما احتقرت هذا المكان الذي لم يفهمك وأولئك الأشخاص الحمقى الذين لم يقدروا مواهبك ولم يستمتعوا بمعجزة وجودك بينهم ومعاصرتهم لشخصك النابغ!

وبعدين...!

ثم ماذا بعد؟!

شاطر إنت كده؟!

واقعي حضرتك ما شاء الله عليك وجبت التايهة..

برضه وبعدين..

إيه اللي استفدته بقرارات اليأس والإحباط واحتقار الجميع دي..

عاوز تمشي؟!

إنت حُر!

حقك وما حدش يقدر يمنعك (ده طبعًا لو لقيت فرصة أصلًا)!

لكن يا ترى قرارك ده يُفترض أن يُجبَر عليه الجميع؟!

يا ترى الحل اللي بتطرحه من خلال صراخك المستمر وعويلك في منشوراتك على مواقع التواصل ويأسك وتيئيسك - هو إن كلنا نمشي ونهج منها ونبطّل نحاول نصلح فيها ونغيرها للأفضل؟!

مش هأقول لك الكلام المعتاد من نوعية يكفيك شرف المحاولة ونعمل اللي علينا وأهاجر وأسيبك لمين إلى آخر هذا النمط من الكلام اللي ما عادش بيأثر فيك!

تهاجر وتسيبها لمين؟!

الحقيقة في كتير بيتخانقوا عليها ومنتظرينك تسيبها لهم فموضوع لمين ده مش قضية محورية أوي!

اللي هأقوله لك ببساطة: إنك في الحقيقة بتكلم نفسك واللي شبهك!

تحاول تقنع نفسك بخيار الراحة ده بس بتتكلم بصوت عالي أو بتكتب على موقع تواصل عشان مش عاوز تبقى لوحدك!

لكن إنت بتصرخ وبتسب وتلعن وتحتقر الجميع وترسخ لفكرة الهروب والتسليم والإحباط عارف من جواك إن مش هينفع!

عارف كويس إن مش كلنا هنمشي ولا كلنا هينفع نيأس أو نهرب من مواجهة مشاكلنا وواقعنا المرير!

عارف إن صياحك بالهجرة أو رمي طوبة البلد دي مش حل ومش ممكن بلد كل اللي فيها هيهجوا منها أو يرموا طوبتها ويسيبوها تغرق بيهم!

إنت عارف ومتأكد إن فيه ناس مش هتقبل ده ومش هترضى تهرب أو على الأقل مش هتقدر!

ما لك وما لهم بقى؟!

عاوز منهم إيه يا أخي؟!

بتيأسهم وتكسر مجاديفهم ليه!

هتستفيد إيه وليه!

سيادتك مصمم تتناسى إن الأمل في الله لا ينقطع وإن اليأس مش مجرد خيانة زي ما بيقولوا بل: {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف من الآية:87].

مصمم تتناسى كل ده وتكمل في قرارك المريح وخمولك اللذيذ... براحتك!

لكن ليه متصور إن الكل مفروض يبقوا زيك؟!

إيه رأيك تسيب اللي مش زيك في حالهم وتبطّل تثبط همتهم وتُوهِن عزائمهم وتزعزع ثقتهم!

إيه رأيك تحتفظ بإحباطك لنفسك وتدخر يأسك المريح لعلك تحتاجه قريب لأن الإقبال عليه زايد اليومين دول وشكله هيشح!

إيه رأيك تلحق طيارتك أو باخرتك وتسيبهم يحاولوا ويجتهدوا!

ومين عارف مش جايز يا أخي!

جايز يقدروا.. ويغيروا.

 

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام