طفل صدق الله

منذ 2014-12-05

إني أخاف أن يراني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيستصغرني فَيَرُدَّني، وأنا أحبُّ الخروج

في زمان قَلَّ فيه الرجال، وكَثُرَ الغُثاء، كم من رجل بالغ؛ بل شاب شعره؛ وهو لا يزال يحمل عقل طفل، وقلبه، ما أحوجنا إلى تَذَكُّر نفحات عطرة من أريج ثلة مباركة أبلت في الله بلاءً حسنًا، فدانت لها الدنيا، وعَظَّمَهَا العالم، صدقوا الله فصدقهم.

وإن كانت هذه مواقف أطفالهم، فكيف بمن يتبع آثار رجالهم، وعلى رأسهم معلمهم، ومعلمنا، وسيدهم، وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

عن سعد رضي الله عنه قال: "رأيت أخي عمير بن أبي وقاص -قبل أن يُعرضنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر- يتوارى، فقلت: ما لك يا أخي؟ قال: إني أخاف أن يراني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيستصغرني فَيَرُدَّني، وأنا أحبُّ الخروج، لعلَّ الله أن يرزقني الشهادة، قال: فَعُرِض على رسول الله صلى الله عليه وسلم فردَّه، فبكى، فأجازه، فكان سعد رضي الله عنه يقول: فكنت أعقد حمائل سيفه من صغره، فَقُتِل وهو ابن ست عشرة سنة".

(رواه ابن سعد؛ في الطبقات الكبرى: 3/149).

(وذكره الحافظ؛ في الإصابة: 4/603).

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.