الهبوط من جنة الطفولة إلى أرض الرشد!
كأنه قد هبط من جنة الطفولة إلى أرض البلوغ والرشد ليشقى فيها ويكد ويتعب، ويخرج من اللاتكليف إلى التكليف
وكأن قصة آدم تلقي بظلالها على كلِ طفلٍ يخرجُ من الطفولةِ إلى البلوغ والتكليف!
فالطفولة جنة يكون فيها الطفل منعمًا مرفهًا ليس بمكلفٍ وليس له عورة معتبرة بعد!
فإذا بلغَ فكأن عورته قد كُشفِت فيستحي منها ويخفيها، وكأنه قد هبط من جنة الطفولة إلى أرض البلوغ والرشد ليشقى فيها ويكد ويتعب، ويخرج من اللاتكليف إلى التكليف، هذا التكليف الظاهري السهل وهو ستر عورته المادية، وذلك التكليف الحقيقي الصعب وهو ستر عورته المعنوية! التي هي ميل النفس للخطيئة وأمرها الإنسانَ بالسوء!
تلك العورة الحقيقية التي لا تُستر إلا بخير لباس.. اللباس الحقيقي.. لباس التقوى.. ذلك اللباس الذي إن ارتداه الإنسان ستر الله في دنياه عورتيه المادية والمعنوية، وستره في الآخرة بغفرانه أخطاءه والإنعام عليه بجنة الخلد!
(سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك)
اللهم لا تجعلني جسرًا يعبرُ الناسُ عليه إلى الجِنان ثم يُلقى بهِ في قعرِ النيران.
أحمد كمال قاسم
كاتب إسلامي
- التصنيف: