للطواغيت رجال
قال ابن عثيمين رحمه الله: "وعلماء السوء الذين يَدْعُون إلى الضلال والكفر أو يَدْعُون إلى البدع، وإلى تحليل ما حرَّم الله، أو تحريم ما أحلَّ الله طواغيت، والذين يُزينون لولاة الأمر الخروجَ عن شريعة الإسلام طواغيت ؛ لأن هؤلاء تجاوزوا حدَّهم..
* قال ابن تيمية رحمه الله:
"ومَتى ترَك العَالِمُ ما عَلِمَه من كتاب الله وسُنَّةِ رسولِه، واتَّبع حُكمَ الحاكمِ المُخالف لحُكم اللهِ ورسِوله كان مُرتدًّا كافرًا، يَستحقُّ العقوبةَ في الدنيا والآخرة..
قال تعالى:
{اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ} [الأعراف من الآية:3].
- ولو ضُرب وحُبس وأُوذي بأنواع الأذى، ليدَع ما عَلِمه من شرع الله ورسوله الذي يجب اتباعُه، واتبَع حُكمَ غيره كان مُستحقًا لعذاب الله، بل عليه أن يَصبر، وإن أوذي في الله فهذه سُنة الله في الأنبياء وأتباعهم، هذا كله باتفاق المسلمين" (انظر: مجموع الفتاوى).
قلتُ:
هذا في حقِّ مَن ألزمَه الحاكمُ كلمةَ الباطل، وكان مما خالفَ حُكمًا واضحًا في الشرع، فكيف بمَن تنفَّل، وتطوَّع، وتصدَّر؟
* وقال ابن عثيمين رحمه الله:
"وعلماء السوء الذين يَدْعُون إلى الضلال والكفر أو يَدْعُون إلى البدع، وإلى تحليل ما حرَّم الله، أو تحريم ما أحلَّ الله طواغيت، والذين يُزينون لولاة الأمر الخروجَ عن شريعة الإسلام طواغيت ؛ لأن هؤلاء تجاوزوا حدَّهم..
فإن حدَّ العالِم أن يكون مُتبعًا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن العلماء حقيقةً، ورثةُ الأنبياء، يرثونَهم في أمَّتهم علمًا وعملًا وأخلاقًا، ودعوةً وتعليمًا، فإذا تجاوزوا هذا الحدَّ، وصاروا يُزينون للحُكام الخروجَ عن شريعة الإسلام بمثل هذه النُّظم؛ فهم طواغيت" (انظر: مجموع الفتاوى والرسائل).
تنبيــــه:
ليس بالضرورة أن يدخل في حُكم هؤلاء كلُّ مَن سكتَ وصمتَ واعتزل
- فهؤلاء، إن كان صمتُهم إقرارًا؛ فهم في الوزر سواء.
- وإن كان ضعفًا وعجزًا وخوفًا فأمرُهم إلى الله، ويَلقى اللهَ كلٌّ بحُجَّته، لكن! لا يجوز لمثلهم قطّ أن ينطق باطلًا، أو يَكتم حقًّا دُعِي إليه.
- وإن كان مُعتزلًا مُتأوِّلًا، متدينًا باعتزاله، ولايخوض بلمزٍ للمظلوم، ولا تأييدٍ للطاغية؛ رجَونا له المُعافاة من الإثم، والاهتداء إلى الحق والخير.
- ومَن تأوَّل منهم في أمرٍ أو حادثة، ولم يكن ديدنًا له، وكان مستقيم الطريقة من قبل، ولم يُعرف له مُداهنة للسلطان الجائر؛ فيُردّ عليه تأوُّله الخطأ، ويُنصح ويُقوّم فيما خالف فيه، ولعله أقرب للحق من غيره.
* وفي الجملة: فليس كلّ سكوتٍ رُخصة، ولا كلّ اعتزالٍ حُجَّة.
أبو فهر المسلم
باحث شرعي و أحد طلاب الشيخ سليمان العلوان حفظه الله
- التصنيف: