مع القرآن - الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ

منذ 2016-02-22

بسبب سلوكيات المسلمين و ضعف حالهم و تقهقر بنيانهم نبت النفاق و ترعرع في قلوب مستعدة لهذه النبتة الخبيثة و مهيئة للهزيمة النفسية حتى تحول  استحياءها من تقهقر المسلمين إلى انبهار بالكافرين و ولاية لهم و ابتغاء العزة لديهم .
و نسوا أن تقهقر الأمة بسببهم و بسبب غيرهم ممن قصروا في الأخذ بأسباب العزة الدينية و الدنيوية و اكتفوا بالهزيمة النفسية و الانحناء أمام الآخر .
و هؤلاء بشرهم الله تعالى بشر بشارة حيث قال : 
بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا } [النساء 138 ، 139] .
قال السعدي في تفسيره : البشارة تستعمل في الخير، وتستعمل في الشر بقيد كما في هذه الآية. يقول تعالى: { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ } أي: الذين أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر، بأقبح بشارة وأسوئها، وهو العذاب الأليم، وذلك بسبب محبتهم الكفار وموالاتهم ونصرتهم، وتركهم لموالاة المؤمنين، فأي شيء حملهم على ذلك؟ أيبتغون عندهم العزة؟
وهذا هو الواقع من أحوال المنافقين، ساء ظنهم بالله وضعف يقينهم بنصر الله لعباده المؤمنين، ولحظوا بعض الأسباب التي عند الكافرين، وقصر نظرهم عمّا وراء ذلك، فاتخذوا الكافرين أولياء يتعززون بهم ويستنصرون.
والحال أن العزة لله جميعا، فإن نواصي العباد بيده، ومشيئته نافذة فيهم. وقد تكفل بنصر دينه وعباده المؤمنين، ولو تخلل ذلك بعض الامتحان لعباده المؤمنين، وإدالة العدو عليهم إدالة غير مستمرة، فإن العاقبة والاستقرار للمؤمنين، وفي هذه الآية الترهيب العظيم من موالاة الكافرين؛ وترك موالاة المؤمنين، وأن ذلك من صفات المنافقين، وأن الإيمان يقتضي محبة المؤمنين وموالاتهم، وبغض الكافرين وعداوتهم.
أبو الهيثم

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
تكرار الكفر بعد الإيمان
المقال التالي
فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ