عيد الحب (قصيدة)

منذ 2016-03-25

قصيدة عن عيد الحب

يـقـولونَ: عـيـدُ الـحـبِّ قــدْ حــلَّ بـيْـنَنَا 
فـقـلتُ لـهـم: لا حــسَّ حـتـى ولا خـبرْ 
فــلـمْ يـــكُ يــأتِـيْ عِـنْـدَنا؛ حـيـثُ إنـنـا 
بــلادٌ بـهـا الإســلامُ فـي أُفْـقِها انـتَشَرْ 
فـقالوا: بـلى قـدْ جـاءَ، قـلْتُ: فـأينَ هُـوْ 
أيـجريْ عـلى الإسـلام، هل خِلْتَهُ عَبَرْ؟ 
فــقـالَ: لــقـدْ شـاهـدْتُهُ فــيْ صـحِـيْفَةٍ 
مُـزْرْكَـشَةٍ حـمـراءَ فــي أحْـسنِ الـصورْ 
رأيـــــتُ بِـــهــا قــلْـبًـا كَــثِـيْـرًا نَــزِيْـفُـهُ 
وجُــدْرانُـهُ قـــد مُـزِّقَـتْ يــا أخــا الـفِـكَرْ 
وذِكْـــراهُ فــي أدنــى الـتَّـصاويرِ جـمـلةٌ 
تُـهـنـي بـعـيدِ الـحـبِّ إذ كـاتـبٌ سَـطَـرْ 
فَـعَـنْوَنَ "يــا لـلـحبِّ" يــا عِـيْـدَهُ، انـتَظِرْ 
سـأحْـمِلُ فــيْ أيّـامِـكَ الـسّمعَ والـبَصرْ 
ومِــــنْ تــحْـتِـهِ ســطــرٌ عــــلاهُ تـحـيّـةٌ 
تــزُفّ جَـحِـيْمًا يُـشْـعِلُ الــرأسَ بـالشّرَرْ 
تـأمـلـتُ، قــلـتُ: الـعـيـدُ حــبٌّ وبـهـجةٌ 
ومـــا لـلـمُـعنّى مِـــن حــضـورٍ ولا أثـــرْ 
فـقـلـتُ لـــه: سُـحـقًـا زعــمـتَ رأيــتَـهُ 
فـأخـبـرتَـنِيْ أنّ الــجـريْـدَ بِــهــا الْـخَـبَـرْ 
وأدهـشـتَـنِيْ: لا، قـــد رأيــتُ حـضـورَهُ 
فـقـلـتُ: نــعـم، لـكـنـه قـــال مــا هــذرْ 
رأيـــتُ لـــهُ الإعـــلانَ حــقًّـا بـشـاشـةٍ 
مُـعـلّـقـةٍ فــيـهـا الـشـيـاطـينُ بـالـحُـفـرْ 
فــتـحـتُ قــنــاة الـفـحـشِ ثـــم رأيــتـهُ 
يـهـنى بــه الـعـشاق ردمًــا عـلى مَـدَرْ 
وأيــقـنـتُ أن الــحــبّ لا شـــكَّ نـعـمـةٌ 
ولــيـسَ لــنـا عــيـدٌ إذا مـــا لــنـا أَسَــرْ 
فـقـلت لــه: دعـنـي مــن الـلغوِ أفـتِنِيْ 
أشـاهـدتَه فــي الـديـنِ أو نــصِّ مُـعـتبرْ 
أم الــعــالـمُ الـنـحـريـرُ هــنّــا قــدومَــه 
وشــاهـدَ ضَــرْبًـا مِـــن مــزايـاه فـانـبـهرْ 
وهــــل خِـلْـتَـه شـــدَّ الـمـطـايا لـقُـرْبِـهِ 
وصـلى صلاة الفرضِ في الجمعِ أو قَصَرْ 
وهـــل ظــنَّـهُ الـمـخدُوعُ يـومًـا سـجـيَّةً 
وقــدّمَ فـضْـلًا فــوقَ مَــنْ حــجَّ واعـتَمَرْ 
فـــقــال: تُــمـاريـنـي لأمـــــرٍ مُــسَـلّـمٍ 
لقد شاعَ هذا الأمرُ في السُّوق وانتشرْ 
وقــال سـمـعت الـناس أن الـذي نـهى 
بـهـجران هــذا الـعيد هـم سـادةُ الـنظرْ 
وحــرّمـه الأعـــلامُ مـــن خِـيـرة الــورى 
ولـــم يـتـبجحْ عـالـم مــن ذوي الـبـشرْ 
وذلـــــك أن الـــديــن أثـــبــت حـيـنـهـا 
لأمــتــه عــيـديـنِ؛ هــــذا هــــو الأثـــرْ 
وأخـــبـــرتُــه أنّ الـــــــذي لا يـــحــبّــه 
مـن الـقوم مَـن فـي الـناس إيـمانُه وقَرْ 
ومــا الـحبّ فـي الـدينِ الـحنيفِ مـحرمًا 
ولـكـنْ مــن الـحـبّ الـحـقيقيِّ مــا بَـهَرْ 
ومــا نـظّـمَ الإنـسـان فــي ضـبـط أمـره 
ولـــم يـتـخـذْ بـغـيًـا ولــم يـعـزفِ الـوتـرْ 
فــفـي الـقـلـب روحٌ لا أعـيـشُ بـدونـها 
ولــكـنّ عــيـدًا صــادقًـا يــا أخــا الـحـذرْ 
هـي الـنفس تـجري فـي الفضاء رحيبةً 
إذا كــــان لـقـيـانـا بــــه كــلـنـا افـتـخـرْ 
وأُنــشـدُ بـالـشـوقِ الــذي يـسـتفزّني 
يـحـدثني فــي الـرمـلِ أو رفـقـةِ الـنَّـهَرْ 
وكـــلّ لـــه نــفـسٌ لــهـا جـــدُّ صــبـوةٍ 
ولا بــــدّ يــعـروهـا اشــتـيـاقٌ ومُـنْـتَـظَرْ 
ومـــــا الـــنــاسُ إلا مُــكـثـرٌ أو مــقـصّـرٌ 
ومـــا الــنـاس إلا مُـقـسـطٌ أو بِـــه بَــذَرْ 
وإن قــلــيـلًا فـــــي الـــرجــالِ مُــقَــدِّرٌ 
إذا الـــعـــرضُ آواهُ وجــــــاءَ لــيُـخـتـبـرْ 
لــعــلـهـمُ يـــرْجـــونَ فــــــوزًا وجـــنَّــةً 
فــيــا ربّ غُــفـرانًـا لــكــلّ الـــذي بـــدَرْ

 

" صالح بن عبدالله صالح البيضاني "