سنن نبوية مهجورة - (1) إحياء السنن المهجورة

منذ 2016-03-26

يُقصد بإحياء السنن: تذكير الناس بما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم، وما شرعه لأمته، في زمن ترك الناس العمل بأغلب ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم.

يُقصد بإحياء السنن: تذكير الناس بما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم، وما شرعه لأمته، في زمن ترك الناس العمل بأغلب ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم.

ويدخل في نطاق الإحياء أيضًا: العمل بالسنن، والعلم بها، وتعليمها للناس ونشرها بينهم قولًا وفعلًا، والحث على التمسك بها، والتحذير من مخالفتها، جاء في فيض القدير: "من أحيا سنة: أي علمها، وعمل بها ونشرها بين الناس، وحث على متابعتها وحذر من مخالفتها".

وقد ورد في السنة النبوية ما يدل على حصول الأجر العظيم لمن أحيا السنن ونشرها، ومن ذلك ما رواه الإمام الترمذي وحسنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال بن الحارث رضي الله عنه: «مَنْ أحْيا سُنَّةً من سُنَّتِي قدْ أُمِيتَتْ بَعدِي فإنَّ لهُ من الأجرِ مِثلَ مَنْ عَمِلَ بِها من غَيرِ أنْ يَنْقُصَ من أُجُورِهِمْ شيءٌ ومَنِ ابْتدَعَ بِدعةً ضَلالَةً لا يَرْضَاها اللهُ ورسولُهُ كان عليه مِثلُ آثامِ مَن عَمِلَ بِها لا يُنقِصُ ذلِك من أوزارِ الناسِ شيئًا» (سنن الترمذي؛ برقم: [2677]).

وعند الإمام ابن ماجه بإسناد صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَّتِي فَعَمِلَ بِهَا النَّاسُ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا لَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ ابْتَدَعَ بِدْعَةً فَعُمِلَ بِهَا، كَانَ عَلَيْهِ أَوْزَارُ مَنْ عَمِلَ بِهَا، لَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِ مَنْ عَمِلَ بِهَا شَيْئًا» (سنن ابن ماجة؛ برقم: [210]).

قال الإمام ابن عبد البر في (التمهيد): "حديث هذا الباب أبلغ شيء في فضائل تعليم العلم اليوم، والدعاء إليه وإلى جميع سبل البر والخير؛ لأن الميت منها كثير جدًا، ومثل هذا الحديث في المعنى قوله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثَةٍ: إِلا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» (صحيح مسلم؛ برقم: [1631])".

ويشهد لذلك أيضا ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا» (صحيح مسلم؛ برقم: [4960]).

ولذا فإننا نقصد من خلال هذا المحور: نشر جملة من السنن والفضائل والآداب التي هجرها عامة الناس، وصارت غير معروفة ومألوفة بينهم، حتى ننال أجر إحياء سنن النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، وندخل في عِداد الداعين إلى الهدى والخير، واللهَ نسأل أن يوفقنا لصالح القول والعمل.

 
المقال التالي
(2) الذكر والتكبير في عشر ذي الحجة