مع القرآن - فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ

منذ 2016-04-01

حكم الله العدل فيمن آمن وعمل صالحاً أن ينجيه من الخوف يوم الفزع الأكبر ومن الحزن يوم تزداد الأحزان والحسرات في قلوب الظالمين.

وهذا الحكم العادل منسحب على كل الأمم؛ كل من آمن بالله ورسالته ورسوله الذي أرسل إليه وعمل صالحاً متبعاً شريعته التي أدركها.

ثم لما بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم أصبح الإيمان والعمل الصالح مرتبط بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم.

فمن آمن من أهل الكتاب برسوله وكتابه ثم آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم فله الأجر مرتين وأمنه الله من الخوف والحزن.

وهنا يتكامل خط الأنبياء ويتضح بجلاء أنه خط واحد مستقيم من لدن آدم؛ إلى محمد صلى الله عليه وسلم وإلى قيام الساعة.

فاللهم توفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين.

قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [المائدة: 69].

قال السعدي رحمه الله: يخبر تعالى عن أهل الكتب من أهل القرآن والتوراة والإنجيل، أن سعادتهم ونجاتهم في طريق واحد، وأصل واحد، وهو الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح فمن آمن منهم بالله واليوم الآخر، فله النجاة، ولا خوف عليهم فيما يستقبلونه من الأمور المخوفة، ولا هم يحزنون على ما خلفوا منها. وهذا الحكم المذكور يشمل سائر الأزمنة.

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ
المقال التالي
كلمة واحدة (الهوى)