لماذا لا يدخلها إلا طيباً؟!

منذ 2016-04-05

وعليه فلو قام العبد ليله كله، وصام نهاره كاملاً، ولم يتجاوز هذا الصراع النفسي الدائر بين قلبه ونفسه في أعماق تلك الدهاليز الخفية للمشاعر والأحاسيس؛ لتغليب الإخلاص على ما سواه من نوازع حب السمعة والرياء وحب الظهور، فإنه لم يتحقق له المقصود من طهارة القلب وتزكية النفس التي بها يبلغ تلك المنزلة التي وصفها بقوله : طيباً!!

تأملت أين تكمن المشقة في القيام بأي طاعة، مهما اختلف نوعها؟
فوجدتها تكمن في استحضار النية الخالصة، وبذل أقصى الجهد القلبي والنفسي للحفاظ عليها خالصة لوجه الله!! حيث إن هذا الأمر متى صَلُحَ؛ انعكس على القلب شعوراً بالطهارة، وعلى النفس إحساساً بالتزكية!!

فقلت سبحان الله، إذاً ما الجسد إلا عاملاً مساعداً فقط للوصول إلى هذه الغاية!!

وعليه فلو قام العبد ليله كله، وصام نهاره كاملاً، ولم يتجاوز هذا الصراع النفسي الدائر بين قلبه ونفسه في أعماق تلك الدهاليز الخفية للمشاعر والأحاسيس؛ لتغليب الإخلاص على ما سواه من نوازع حب السمعة والرياء وحب الظهور، فإنه لم يتحقق له المقصود من طهارة القلب وتزكية النفس التي بها يبلغ تلك المنزلة التي وصفها بقوله : طيباً!!

فحتى يكون المرء طيباً، لابد له من استحضار النية الخالصة قبل القيام بأي عمل!!

وحتى يكون المرء طيباً، لابد له من دفع نوازع الرياء وحب السمعة عن النفس، قبل ممارسة ذلك العمل بل وأثنائه!!

وحتى يكون المرء طيباً، لابد له من استشعار المقابل فيما يقوم به؛ مما يرجوه من مغفرة الله ورضوانه وجناته!!

وحتى يكون المرء طيباً، لابد له من رجاء دفع عذاب الله عن نفسه، بما يرجوه من عاقبة القيام بهذا العمل، أملاً في الحصول على أجره وثوابه!!

وحتى يكون المرء طيباً، لابد له من المحافظة على سرية هذا العمل، والتواضع لله فيه، بل وحمده على أن وفقه إليه برحمته، دون حولٍ منه ولا قوة، حتى يبقى له ثوابه!!


فهذه خمسة أعمال قلبية، تعتبر بمثابة الحصن الحصين للقيام بأي عمل على الوجه الذي يريده الله تعالى من العبد، ولابد أن يتوجها بالحفاظ على المأكل والملبس الحلال الطيب، والابتعاد تماماً عن المطعم الحرام والملبس الحرام!! حيينها فقط يكون بحق من الطيبيين!!

أبو مهند القمرى

المصدر: موقع طريق التوبة