مع القرآن - اخترعوا لشركهم قوانين
بدلوا التوحيد بالشرك
ثم اخترعوا لشركهم قوانين و طقوس بل جعلوا له حدوداً و تشريعات لا يمكن تخطيها
التزموا بتعقيداتهم التي أدخلوها على الشرك و كأنهم يتبعون شريعة حقيقية صحيحة
و كل هذا داخل دائرة الوهم التي يخترعها الإنسان لنفسه في كل زمان و مكان و يساعده في الدخول فيها و يزينها له إبليس.
و العالم اليوم ليس ببعيد عن عالم الأمس
فالإلحاد له قوانينه و الشذوذ له تشريعاته و الشرك بأنواعه له أنظمة تحميه سواء كان المعبود بوذا أو قبراً أو ولياً و سواء كان المعظم صنماً أو دستوراً أو قانوناً وضعياً أو طاغية معاصر يأمر الناس بتأليهه و اتباعه من دون الله .
اللهم توفنا على التوحيد الخالص .
قال تعالى : { مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سَائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ } [المائدة 103 ، 104] .
قال السعدي في تفسيره : هذا ذم للمشركين الذين شرعوا في الدين ما لم يأذن به الله، وحرموا ما أحله الله، فجعلوا بآرائهم الفاسدة شيئا من مواشيهم محرما، على حسب اصطلاحاتهم التي عارضت ما أنزل الله فقال: { مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ } وهي: ناقة يشقون أذنها، ثم يحرمون ركوبها ويرونها محترمة.
{ وَلا سَائِبَةٍ } وهي: ناقة، أو بقرة، أو شاة، إذا بلغت شيئا اصطلحوا عليه، سيبوها فلا تركب ولا يحمل عليها ولا تؤكل، وبعضهم ينذر شيئا من ماله يجعله سائبة.
{ وَلا حَامٍ } أي: جمل يحمى ظهره عن الركوب والحمل، إذا وصل إلى حالة معروفة بينهم.
فكل هذه مما جعلها المشركون محرمة بغير دليل ولا برهان. وإنما ذلك افتراء على الله، وصادرة من جهلهم وعدم عقلهم، ولهذا قال: { وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ } فلا نقل فيها ولا عقل، ومع هذا فقد أعجبوا بآرائهم التي بنيت على الجهالة والظلم.
أبو الهيثم
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: