مع القرآن - وَذَرُوا ظَاهِرَ الإثْمِ وَبَاطِنَهُ

منذ 2016-05-20

 

أمرنا ربنا سبحانه أن نجتنب المعاصي الظاهرة و الباطنة 

الابتعاد عن كل محرم ظاهر معلوم كالزنا و السرقة و الربا و الرشوة و الغش و النظر المحرم و السماع المحرم و الكلام المحرم و المشي إلى محرم ..إلخ .

و تعهد القلب بالتوبة و التطهر من كل أدران باطنة من رياء أو عجب أو كبر أو ولاء لكفار أو استهزاء و كره للمؤمنين أو غيرها من أمراض القلوب الباطنة .

قال تعالى : { وَذَرُوا ظَاهِرَ الإثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ } [الأنعام 120] .

قال السعدي في تفسيره :

المراد بالإثم: جميع المعاصي، التي تؤثم العبد، أي: توقعه في الإثم، والحرج،من الأشياء المتعلقة بحقوق الله، وحقوق عباده. فنهى الله عباده، عن اقتراف الإثم الظاهر والباطن، أي: السر والعلانية، المتعلقة بالبدن والجوارح،والمتعلقة بالقلب، ولا يتم للعبد، ترك المعاصي الظاهرة والباطنة، إلا بعد معرفتها، والبحث عنها، فيكون البحث عنها ومعرفة معاصي القلب والبدن،والعلمُ بذلك واجبا متعينا على المكلف.

وكثير من الناس، تخفى عليه كثير من المعاصي، خصوصا معاصي القلب،كالكبر والعجب والرياء، ونحو ذلك، حتى إنه يكون به كثير منها، وهو لا يحس به ولا يشعر، وهذا من الإعراض عن العلم، وعدم البصيرة.

ثم أخبر تعالى، أن الذين يكسبون الإثم الظاهر والباطن، سيجزون على حسب كسبهم، وعلى قدر ذنوبهم، قلَّت أو كثرت، وهذا الجزاء يكون في الآخرة،وقد يكون في الدنيا، يعاقب العبد، فيخفف عنه بذلك من سيئاته.

أبو الهيثم 

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
مقولة :لكم رب و لنا رب
المقال التالي
وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ