وربه يعذره
" وربه يعذره .. "
هل وقفت مع هذه الكلمة من قبل ؟!
هل أحسست بالرحمة التي تفيض في معناها ؟!
الله يحب العذر، ويعلم حالك أكثر من نفسك .. فلا تسمح لذنب -مهما كان- أن يحجزك عن ربك ويحجبك عن باب توبته؛ فهذا ما يريده الشيطان على الحقيقة .. لا مجرد الذنب.
"وربه يعذره .."
لن تجد أقرب لك منه، ولا أصبر عليك منه، ولا أشد فرحا حين عودتك إليه منه .. فماذا تنتظر، ومم تخاف ؟!
"وربه يعذره .."
إنه يشتد غضبه على الذنب الذي ضعف أو كاد ينعدم مثيره في نفس ابن آدم .. فيغضب على الفقير المتكبر والملك الكذاب والشيخ الزاني؛ لأن هذا دلالة على خبث طويتهم واستهوانهم بمقامه سبحانه ..
فماذا تفهم بمفهوم المخالفة ؟!
أنت معترف بأنك ما تجرأت تهاونا، ولا ضعف الداعي فخبثت نفسك، بل النار المتأججة فتنة وتزيينا من حولك قد لفحتك في ومضة غفلة، وهو يحب العذر .. فكيف تيأس ولك رب مثله ؟!
ألا طوبى لمن جاهدوا .. وزلوا ثم تابوا، ثم زلوا فتابوا .. حتى استقامت لهم نفوسهم .. توابة وإن زلت .. مرضيا عنها فما قنطت.
محمد عطية
كاتب مصري
- التصنيف: