وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ
الشيطان دائما يحاول أن يقطع سيرك إلى الله وخاصة في طلبك للعلم عن الله وفهم مراده ومخالطتك للصالحين فهذه الأشياء هي البداية الصحيحة في سيرك إلى الله وينبغي أن يكون المؤمن حذرا لئلا يصرفه الشيطان عن هذه الغاية.
جاء في سورة الكهف أربع قصص؛ المرة الوحيدة التي جاء فيها ذكر الشيطان خلال القصص كان في قصة موسى والخضر.
وجاء ذكره في أثناء سير موسى عليه السلام وفتاه لطلب العلم؛ وتحديدا في العلامة التي ينبغي أن يتوقف عندها السير حتى لا يتجاوزاها.
هذه العلامة عندما تجاوزها موسى عليه السلام شعر بالنصب والتعب.. لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم عن رحلة موسى: « » (رواه البخاري)
وهكذا الإنسان في سيره إلى الله لا يشعر بالنصب إلا إذا تجاوز الأمر... وهذا من أغراض الشيطان أن يبغض لك الطريق ويصعب عليك الطاعة.
قال تعالى: {فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَٰذَا نَصَبًا}[الكهف:62]؛ {قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ۚ ...}[الكهف:63].
فالشيطان دائما يحاول أن يقطع سيرك إلى الله وخاصة في طلبك للعلم عن الله وفهم مراده ومخالطتك للصالحين
فهذه الأشياء هي البداية الصحيحة في سيرك إلى الله وينبغي أن يكون المؤمن حذرا لئلا يصرفه الشيطان عن هذه الغاية.
فلقد جاء في البخاري أن موسى عليه السلام طلب من فتاه أن يذكره بهذه العلامة؛ فقال موسى لفتاه: "لاَ أُكَلِّفُكَ إِلَّا أَنْ تُخْبِرَنِي بِحَيْثُ يُفَارِقُكَ الحُوتُ، قَالَ فتاه: مَا كَلَّفْتَ كَثِيرًا..."
لاحظ رد يوشع بن نون عليه السلام وأنه لم يكترث بهذا الأمر ولم يتعامل معه بالعزم واعتبره شيئاً بسيطا، فاستغل الشيطان هذه الثغرة وأنساه هذه العلامة.
فلابد من الجد والعزم أثناء سيرك إلى الله لئلا يصرفك الشيطان عن مقصدك وينسيك غايتك.
بقلم/أحمد عبد المنعم
- التصنيف: