إما زواجٌ يكمل الرُوح و إلا.....
يا شباب .. يا بنات .. يا كل من له عقلٌ وقلب .. التكافؤ مطلوب، الوظيفة والشقة مهمين، التدين أساس، لكن كل ده مع اضطراب في التصور، وضمور في نضج المشاعر، وخلل في فهم الحياة ورسالتها، عذاب يجعلكم تلعنون أحلامكم قبل واقعكم. للي يفوتكم فوتوه واللي يبيعكم لا تشتروه.
فضفضة:
كثير ممن يلومونني أحياناً على نصائحي المباشرة بـإنهاء الارتباط (الخطوبة تحديدا) في بعض الاستفسارات الواردة هنا أو على الآسك معذورون!
معذورون لأنهم لا يرون مئات المشاكل النازفة بدم الندم، المبللة بدموع الأسى، الدافنة رأسها في وسائد الوحدة بليالي الجفاء والقسوة، وفقدان الثقة في النفس، وكره الحياة من خلال بُغضِ شريكٍ كان أكبر صدماتها!
لا يقرؤون مئات النصائح التي نسديها لآثار أرواح منهكة في بقايا أجساد أكلها النحيب والأرق، بالصبر والاحتساب؛ من أجل أولاد سيقضي عليهم قرار الفراق، أو من أجل بيت لا يناسب ظروفه -للأسف- ورود خيار الطلاق.
مجرد قراءتي للاضطراب النفسي الذي لا يقبل الشك وضوحاً في المواقف والأفعال وردود الأفعال، كاف جداً للحرص على عدم اكتمال مأساةٍ مرتقبةٍ (فالمشرحة مش ناقصة قتلى)!
يا شباب .. يا بنات .. يا كل من له عقل وقلب ..
والله العظيم (السلام النفسي) أهم من الوظيفة والشقة والدخل المناسب والتكافؤ الاجتماعي ، وحتى من مظاهر التدين!، (السلام النفسي) اللي بيخلي الواحد فيكم عارف كويس هو عايز إيه، وبالتالي بيريح نفسه، وبيريح اللي حواليه، (السلام النفسي) اللي بيخلي الواحد فيكم عارف كويس إن الدنيا دي مفيش فيها كمال، لكنه بيدور على اللي هينفع يتعكزوا على نقص بعض، ولما بيلاقيه بيرضى بنقصه قبل مميزاته، بيعرف إن فيه في الدنيا أحسن في كل حاجة لكنك الأنسب عشان تكملني وأكملك في كل حاجة .
قاعدة رضا كده زي القفل والمفتاح، آه فيه مفاتيح دهب، لكن فضتك أنت هي اللي على مقاسي، (السلام النفسي) مش هيخليك يا أخانا تقف في نص المشوار تقول للي سلمتك قلبها: كان نفسي تكوني أجمل من كده، كان نفسي تكوني أفصح من كده، مكنتش متخيل إنك كده، فضلا عن إنك تيجي تشتكي: مفيش فيها حاجة تتعيب، وحريصة جدا على رضايا، بس قلبي مش مفتوح لها، وبالطبع مش هيخليك تقول: بعد مشوار ووعود وعهود وكلام عيال -افتكرته هي من راجل للأسف- شعار حكم الإعدام بتاعكم: "تستاهلي حد أحسن مني"!.
(السلام النفسي) يا أختنا مش هيخليك ترتبكي بعد عِشرة نبل وإحسان منه لما حبك، وتقولي: مش لاقية نفسي، مش حاسة بأي حاجة بيعملها، أنا حاسة نحيته بالذنب، لكن مش قادرة!
التكافؤ مطلوب، الوظيفة والشقة مهمين، التدين أساس، لكن كل ده مع اضطراب في التصور، وضمور في نضج المشاعر، وخلل في فهم الحياة ورسالتها، عذاب يجعلكم تلعنون أحلامكم قبل واقعكم.
يا شباب .. يا بنات .. يا كل من له عقلٌ وقلب...
مفيش زواج بمبدأ الشفقة أو جبر الخاطر، فضلاً عن الإجبار المُفتقِر لقطرات من الليمون المعصور، مهما كانت الظروف أو الضغوط؛ فالسعادة لا تصنعها القصور.
فيه زواج بمبدأ المودة والرحمة، والقناعة النفسية السليمة من الطرفين، وإن لم يتوفر في مبتدئه الحب (السينمائي)؛ فمثل هذا تكون حقيقة (السكن) قراره النهائي.
يا شباب .. يا بنات .. يا كل من له عقلٌ ولب ..
يا زواج يكمل الروح بالأمان، ويسعد القلب بالرضا، يا قِلّته والله أحسن.
اللي يفوتكم فوتوه واللي يبيعكم لا تشتروه.
محمد عطية
كاتب مصري
- التصنيف: