مع القرآن - كادت قلوبهم أن تزيغ

منذ 2016-11-17

ما بال الكثير من أبناء الأمة اليوم يستكثرون أنفسهم في خدمة دين الله بل يستكثرون أنفسهم على فعل الطاعات والواجبات وقد ألهتنا الدنيا وزينتها حتى كادت أن تفتك بقلوبنا

كادت قلوبهم أن تزيغ (هكذا وصفهم ربنا سبحانه): هم فريقٌ من المؤمنين كادوا يركنوا إلى السكون و الراحة بسبب قلة الزاد و الراحلة و شدة الحر في غزوة تبوك فلما استعانوا بالله على الشدائد أعانهم وقبل توبة قلوبهم التي كادت أن تميل.
فما بال الكثير من أبناء الأمة اليوم يستكثرون أنفسهم في خدمة دين الله بل يستكثرون أنفسهم على فعل الطاعات والواجبات وقد ألهتنا الدنيا وزينتها حتى كادت أن تفتك بقلوبنا.
تأمل :
{لَّقَد تَّابَ اللَّـهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [ التوبة: 117]
قال السعدي في تفسيره : يخبر تعالى أنه من لطفه وإحسانه تَابَ عَلَى النَّبِيِّ محمد صلى الله عليه وسلم {وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ} فغفر لهم الزلات، ووفر لهم الحسنات، ورقاهم إلى أعلى الدرجات، وذلك بسبب قيامهم بالأعمال الصعبة الشاقات، ولهذا قال: {الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ}   أي: خرجوا معه لقتال الأعداء في وقعة "تبوك"  وكانت في حر شديد، وضيق من الزاد والركوب، وكثرة عدو، مما يدعو إلى التخلف.
فاستعانوا اللّه تعالى، وقاموا بذلك {مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ} أي: تنقلب قلوبهم، ويميلوا إلى الدعة والسكون، ولكن اللّه ثبتهم وأيدهم وقواهم. وزَيْغُ القلب هو انحرافه عن الصراط المستقيم، فإن كان الانحراف في أصل الدين، كان كفرا، وإن كان في شرائعه، كان بحسب تلك الشريعة، التي زاغ عنها، إما قصر عن فعلها، أو فعلها على غير الوجه الشرعي.
وقوله  {ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ}   أي: قبل توبتهم  {إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} ومن رأفته ورحمته أن مَنَّ عليهم بالتوبة، وقبلها منهم وثبتهم عليها.

#مع_القرآن

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
تمسك بفرص الهداية
المقال التالي
كن مع الصادقين