حلب وما بعد المذابح!
الأمن في الإيمان والامتثال
كلما رأيتَ المذابح تريد الصراخ بين الناس: أيها الناس كان يُمكننا، وما زال يُمكننا، أن نتجنب كُل هذا لو صدّقنا خبر ربِنا تعالى!
عندما يُخبر تعالى بعمق الخلاف العَقدي، وما تحمله صُدور الآخرين، وما تقتضيه عقيدتهم مِن مشاعر، وما يأخذونه مِن توجهات ووجوب القوة والردع، ووجوب الانحياز العقدي، وإقامة الدين كاملًا بلا تحرجٍ ولا ضعف، وأن الأمان في ذلك لا في غيره.
عندما يخبرك تعالى بهذا في الكفار الأصليين، مِن وثنيين أو ملاحدة أو أهل الكُتب المُحَرفة، ثم لا تصدق أو تتلكأ، تأتيك المذابح من الصين إلى البوسنة إلى فلسطين.. لتُصدّق؛ فيفيق من يفيق ويبقى قومٌ غافلون!
عندما تدلك الأدلة على انهيار العقيدة والدين عند العلمانيين وأن اعتقادهم وموقفهم من جِنس اعتقاد الملاحدة، وما يتوقع منهم من مواقف تبعًا لهذا، فترتاب أو تتردد فيأتيك انقلابٌ عسكريٌ علمانيٌ (ليبرالي!)، فاجرٌ في الكذب والافتراء، فاجرٌ في الخصومة والعداء، فاجرٌ في انتقامه وتشفيه ووحشيته.. لعلك تُصدّق!
عندما تدلك الأدلة على فُجر وكُفر الروافض ثم ترتاب شيئًا ولو قليلًا فتأتيك العراق بزخمها والفلوجة وأخواتها ثم تأتيك سوريا وحماة ثم حلب أخيرًا، ويريدون ألّا تكون آخِرًا.. لعلك تصدّق!
ثَمة خبرٌ صادقٌ سابق، كشف الحقيقة ووضع يدك على الجروح ووضع قدمك على الطريق.. والأمر جادٌ والنفوس هي كما وصف الله تعالى، وكلما تلكأْت في تصديقٍ أو امتثالٍ جاءت ضريبةٌ ضخمة.. ستُصدّق على كل حال إما بخبر الله وإما بأقدام الواقع الثقيلة.. فالأمن في الإيمان والامتثال.
مدحت القصراوي
كاتب إسلامي
- التصنيف: