مع القرآن - أحسن القصص
فيه من القصص ما يعجز البيان عن وصفه و يكفي أنه قصص حقيقي وقع وواقع وسيقع مثله.
كأعمى وصف له الطبيب دواءً شافيًا وضال وصف له دليل طريقًا هاديًا، كذلك القرآن بما فيه عبر وعظات وأوامر ونواهٍ وقصص تأخذ بالألباب من طين الأرض إلى ضياء السماء وتمحو العمى عن الأعين وتهدي الضال إلى طريقه الصحيح.
كلما ازددت نهلاً من معينه الصافي كلما ازدادت درجات وعيك وإدراكك للحقيقة وفهمت كل ما دار ويدور وسيدور من حولك.
فيه من القصص ما يعجز البيان عن وصفه و يكفي أنه قصص حقيقي وقع وواقع وسيقع مثله.
فيه من الفوائد و العظات ما يحمل من اتعظ على معرفة الخيار الصحيح من بين خيارات الاختبار الأكبر (فتنة الحياة بأكملها) وغرور الدنيا بأسرها.
ا {لر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ . إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ . نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} [يوسف:1-3].
قال السعدي في تفسيره:
يخبر تعالى أن آيات القرآن هي {آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} أي: البين الواضحة ألفاظه ومعانيه.
ومن بيانه وإيضاحه: أنه أنزله باللسان العربي، أشرف الألسنة، وأبينها، المبين لكل ما يحتاجه الناس من الحقائق النافعة وكل هذا الإيضاح والتبيين {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} أي: لتعقلوا حدوده وأصوله وفروعه، وأوامره ونواهيه.
فإذا عقلتم ذلك بإيقانكم واتصفت قلوبكم بمعرفتها، أثمر ذلك عمل الجوارح والانقياد إليه، و {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} أي: تزداد عقولكم بتكرر المعاني الشريفة العالية، على أذهانكم،. فتنتقلون من حال إلى أحوال أعلى منها وأكمل.
{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} وذلك لصدقها وسلاسة عبارتها ورونق معانيها، {بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ} أي: بما اشتمل عليه هذا القرآن الذي أوحيناه إليك، وفضلناك به على سائر الأنبياء، وذاك محض منَّة من الله وإحسان.
{وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} أي: ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان قبل أن يوحي الله إليك، ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا.
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: