مع القرآن - حسدوا يوسف

منذ 2017-01-26

الغيرة و الحسد مرضٌ نَدر من نجا منه, و قد قص علينا القرآن ما يعظنا و يعلمنا به و يحذرنا من اتباع هوى النفس أو مرض القلب

الغيرة والحسد مرض ندر من نجا منه، و قد قص علينا القرآن ما يعظنا ويعلمنا به ويحذرنا من اتباع هوى النفس أو مرض القلب  قبل أن نقع في عرض أو دم أو مال مظلوم بلا ذنبٍ أو جريرة .
و هذا مثال حي لحسد وقع في قلوب أبناء نبي ووقع في حق أخيهم النبي يوسف عليه السلام , أطاعوا هواهم ولم يبادروا بعلاج مرض قلوبهم فظلموا أخاهم ظلماً فادحاً وزين لهم الشيطان التوبة قبل الوقوع في الذنب وما كانت تلك إلا حيلة من حيل اللعين إبليس (افعلوا الذنب وارتكبوا الظلم ثم بعدها سيتوب الله عليكم و ستصبحوا قوماً صالحين ) ... تهوين للذنب وتمني للتوبة في غير موضعه !!!
{ لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ * إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ * اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ} [يوسف: 7 - 9] .
قال السعدي في تفسيره: يقول تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ}  أي: عبر وأدلة على كثير من المطالب الحسنة، {لِلسَّائِلِينَ } أي: لكل من سأل عنها بلسان الحال أو بلسان المقال، فإن السائلين هم الذين ينتفعون بالآيات والعبر، وأما المعرضون فلا ينتفعون بالآيات، ولا في القصص والبينات.
  {إِذْ قَالُوا} فيما بينهم: {لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ}  بنيامين، أي: شقيقه، وإلا فكلهم إخوة. {أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ }  أي: جماعة، فكيف يفضلهما علينا بالمحبة والشفقة، {إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ}  أي: لفي خطأ بيِّن، حيث فضلهما علينا من غير موجب نراه، ولا أمر نشاهده.
{اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا}  أي: غيبوه عن أبيه في أرض بعيدة لا يتمكن من رؤيته فيها.
فإنكم إذا فعلتم أحد هذين الأمرين {يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ}  أي: يتفرغ لكم، ويقبل عليكم بالشفقة والمحبة، فإنه قد اشتغل قلبه بيوسف شغلا لا يتفرغ لكم، {وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ}  أي: من بعد هذا الصنيع {قَوْمًا صَالِحِينَ}  أي: تتوبون إلى الله، وتستغفرون من بعد ذنبكم.
فقدموا العزم على التوبة قبل صدور الذنب منهم تسهيلا لفعله، وإزالة لشناعته، وتنشيطا من بعضهم لبعض.

#مع_القرآن

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
أحسن القصص
المقال التالي
الشر درجات