مع القرآن - مشهد سريع لأصحاب الأيكة
في مشهد سريع جدًّا.. يصف لنا ربنا سبحانه قوم شعيب أهل التطفيف في الموازين بأصحاب الأيكة أي البستان كثير النعم والأشجار والثمار، برغم ما كانوا فيه من نعم إلا أنهم أبوا إلا الوقوع في الحرام .. فكان العقاب والانتقام آية لهم ولغيرهم ممن ينتوي السير في طريق العناد.. فهل وعينا الدرس؟!
بعدما فصَّل الله تعالى مشاهد الأنبياء والرسل وأقوامهم في عدة مواضع من القرآن، ها هو سبحانه يذكرها متتالية سريعة في سورة الحجر من باب التذكير والتوكيد وتوجيه المستمع والقارئ للقرآن إلى البعد التام عمَّا وقعوا فيه من عناد وابتعاد عن الرسل والرسالات.
في مشهد سريع جدًّا..
يصف لنا ربنا سبحانه قوم شعيب أهل التطفيف في الموازين بأصحاب الأيكة أي البستان كثير النعم والأشجار والثمار، وبرغم ما كانوا فيه من نعم إلا أنهم أبوا إلا الوقوع في الحرام وأطاعوا دناءة الأنفس الأمارة بالسوء.
فلما انتهى بهم الأمر إلى الإصرار ورفض الرسالة والمرسل كان العقاب والانتقام آية لهم ولغيرهم ممن ينتوي السير في طريق العناد.. فهل وعينا الدرس؟!
{وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الأيْكَةِ لَظَالِمِينَ * فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ} [الحجر 78 – 79].
قال السعدي في تفسيره:
وهؤلاء هم قوم شعيب، نعتهم الله وأضافهم إلى الأيكة، وهو البستان كثير الأشجار، ليذكر نعمته عليهم، وأنهم ما قاموا بها بل جاءهم نبيهم شعيب، فدعاهم إلى التوحيد، وترك ظلم الناس في المكاييل والموازين، وعاجلهم على ذلك على أشد المعالجة فاستمروا على ظلمهم في حق الخالق، وفي حق الخلق، ولهذا وصفهم هنا بالظلم {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ}فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم.
{وَإِنَّهُمَا } أي: ديار قوم لوط وأصحاب الأيكة { لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ} أي: لبطريق واضح يمر بهم المسافرون كل وقت، فيبين من آثارهم ما هو مشاهد بالأبصار فيعتبر بذلك أولوا الألباب.
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: