راية الإسلام - إياك و ترك راية الإسلام 26
وكل محاولة لزحزحتك عن رايتك فهي مصيبة مركبة..
ويا قوم اعلموا.. أنه لن يترك أحد رايته من أجلكم
ومما يجب أن تعلمه أيها المسلم أن أحدا لن يترك رايته من أجلك.. وأن كلا يعمل من أجل رايته، هذه طبيعة الأشياء وطبيعة الحياة..
وكل محاولة لزحزحتك عن رايتك فهي مصيبة مركبة..
فأولا: إنما يزحزحك عن رايتك لتترك لهم مساحة من حقك وواجبك نحو دينك فيملأه الآخرون لأحقادهم وعقائدهم وباطلهم.
وثانيا: لا توجَّه الدعوة إلى أحد غيرك، بل كل يحتفظ برايته وعقيدته، والتوجه كله نحو هذا الدين لإبطاله وتخلية أهله عنه.
وثالثا: وقبل كل شيء وأهم من كل شيء اعلم قيمة ما تحمل..
فما معك هو الحق الواصل من نوح إلى الرسل من بعده، وهو دين موسى وعيسى ومحمد.. إنه إرث النبوات كلها وزخم الوحي على مدار التاريخ جُمع لمحمد صلى الله عليه وسلم وحفِظه وقام به بكتاب مهيمن على ما قبله، وشاهد له، ومؤتمن عليه، ومصدق به، وحاكم على ما بُدّل وما لم يبدَّل..
الآن أنت ترث هذا كله، إرث البشرية المؤمنة على مدار التاريخ، وبيدك ميراث النبوات، حافظ له ومتكلم باسمه؛
فعن أي شيء تتنازل، وماذا في دينك من الباطل لتتركه؟ ومن أي انتساب تستحي أو تشعر بالعار؟
ولمذا لا يشعر بالعار أصحاب الترهات والأكل من لحم الإله والشرب من دمه والعراك معه وكسر رجله وخديعته وعبادة تماثيل لأم الإله ولابنه إلى آخر ترهاتهم؟
ولماذا لا يستحيي عبدة بوذا وكونفوشيوس عبدة الطبيعة وعبدة الإباحية وعبدة الأموال وعبدة الشهوات والحيارى الذين في ترددهم يعمهون؟!
لماذا تجزم الفاجرة بفجرها؟ والملحد بإلحاده وكفره؟ والساقط بسقوطه؟ والشاذ بفاحشته؟ والأجير بعمالته؟ والخائن بفضيخته؟ لماذا يفتخرون بجرائمهم وتستحيي من الحق معك؟ لماذا علا صوتهم فاجرين كافرين وخفت صوتك تستحيي من رفع راية السماء وعز التاريخ وأمانة الأنبياء؟! خبرني يا صاحِ..!!
ستترك رابطة السماء وإرث النبوة ولن يترك أي خندق من خنادق الباطل قذاراتهم.. فأي قسمةٍ تلك فرضوها على الأمة؟
وأما التحجج بالوطن فهو ليس بديلا عن الإسلام، وليس مناقضا له، لكنهم وضعوه مناقضا للعقيدة بدلا من أن يكون جزءا منها.
وبعد أن وضعوه بديلا عن الإسلام ومناقضا له طلبوا ترك الإسلام من أجله، ومن أجل العقائد المختلفة التي تعيش عليه.
وفي النهاية لن يترك الباقي عقائدهم لأجلك بل سيلتهمون وطنك زاعمين أنهم أحق به..! فهو الْتهام وطنك لصالح عقائد الأخرى، ولن تنال إلا خزي الدارين..
واعلم قاعدة من الذهب قالها القرآن العظيم.. وهي أنه كلما زادت نعمة الله على العبد، وأعظمها الإسلام، كلما زادت العقوبة على كفرها..
فنساء النبي لما كُن منْعَما عليهن نعمة أمهات المؤمنين وكان لهن أجران عظيمان للعمل الصالح توعد الله تعالى لهن العقوبة مضاعفة {من يأت منكن بفاحشة مبيِنة يضاعف لها العذاب ضعفين} ، وقد عصمهن الله تعالى، فكن خير نساء الدنيا والآخرة.
بل وقيل لرسول الله {ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن اليهم شيئا قليلا، إذا لأذقناك ضِعف الحياة وضِعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا} وقد عصمه ربه تعالى.. وكان أمين من في السماء.
ولهذا فالمسلم المنعَم عليه بإرث النبيين وراية رب العالمين لو تخلى وخان وترك وحابى في الله كانت العقوبة مضاعفة والخزي مهينا.. فيا قوم اعقلوا.
مدحت القصراوي
كاتب إسلامي
- التصنيف: