معاناة الكذب عند الأبناء !
الابتعاد ما أمكن عن العقاب البدني (الضرب)؛ لأن ذلك يدفعه إلى الكذب بعامل الخوف لكي ينقذ نفسه. وعموماً إذا نشأ الطفل في بيئة تحترم الصدق ويفي أفرادها دائماً بوعودهم وإذا كان الأبوان والمدرسون لا يتجنبون بعض المواقف بأعذار واهية كعادة التغيب والمرض، وبعبارة أخرى إذا نشأ الطفل في بيئة شعارها الصدق قولاً وعملاً فمن الطبيعي أن ينشأ أميناً في كل أقواله وأفعاله. وهذا إذا توافرت له أيضاً عوامل تحقيق حاجاته النفسية الطبيعية من اطمئنان وحرية وتقدير وعطف وشعور بالنجاح واسترشاد بتوجيه معقول.
استشارة :
أعاني معاناة شديدة من الكذب عند ابني الكبير (12 سنه) حتى إنه قد يصل به الأمر إلى اختلاق قصص كاملة ليقنعني بأشياء تخصه، المشكلة أن أخاه الأصغر منه بدأ يقلده.. ماذا أفعل؟!
العلاج :
تبدأ مشكلة الكذب عند الأبناء في الظهور إذا لم نكن قد احتطنا لاحتمالية حصولها، وبالتالي أهملنا إيجاد خلفية ذهنية إيجابية مؤثرة، بمعنى أن الطفل لم يتم توجيهه توجيهاً ذهنياً مناسباً تجاه مخاطر الكذب ومدى قبحه ومدى غضب الله سبحانه من الكذابين وأن المؤمن لا يكذب.. إلى غير ذلك؛ لذا فهو يسهل عليه الكذب بسبب وبلا سبب إذ إنه لا يستشعر خطورته ولا ضرره ولا سوء فعله.
كذلك فقد يظهر الكذب في البيئات الأسرية التي تكثر من استخدام العقاب، فيكون الخوف من الأذى أو العقوبة سبباً مؤثراً في اللجوء إلى الكذب حيث يهرب الطفل من العقوبة بالكذب.
كذلك الرغبة في تجميل الظاهر وهي رغبة تكون في داخل شخصية بعض الأبناء، وذلك بأن يحسنوا مظهرهم فيتجملوا بما ليس فيهم، وقد يحدث ذلك بادعاء القوة أو ادعاء الذكاء أو ادعاء امتلاك الأشياء، وهدفه في ذلك أن يبدوا مميزاًً أمام المحيطين به ويتجمل في ناظريهم.
أو محاولة الحصول على الأشياء وامتلاكها، حيث لا يجد طريقاً للوصول إلى ذلك الشيء إلا باختلاق الأكاذيب فيسهل عليه ذلك.
وفيما يلي مجموعة النصائح الهامة في ذلك:
1- النصح المباشر: وهي الطريقة المستخدمة كثيراً من معظم الآباء والأمهات في توجيه الأبناء نحو ترك الكذب، وفيها ينصح الوالدان أبناءهما بفضيلة الصدق وقبح الكذب.
2- مقارنة الشخصيات: وأقصد بذلك أن الوالد يستطيع أن يعطي أمثلة متكررة لشخصيات كاذبة قد استخدمت الكذب لنيل مرادها ثم أحبطت أو فشلت أو أظهر الله كذبها ونقارن ذلك بأولئك الذين صدقوا فصدقهم الله.
3- الوقاية من الكذب خير من علاجه وهذا يتوقف على أسلوب التعامل مع الطفل فهو يمتص الصدق من المربي أو من المحيطين به فالالتزام بالأقوال والأفعال شرط مهم في التعامل مع الطفل لأن الولد إذا نشأ على الخداع وعدم المصارحة من الآخرين؛ فأكبر الظن أن مثل هذا الجو سوف يؤثر سلبا في تكوين الصدق داخله.
4- يجب على الوالدين بث الثقة في الأبناء، وألا يظهروا الريبة والشك فيهم حتى لو أخطؤوا، بل يجب عليهم جمع الحقائق للتأكد من أن الطفل قد قام بها وبفعل غير مرغوب فيه، فإذا ثبت ذلك فعلينا توضيح طريقة الصواب له في جو هادئ بعيد عن الغضب والتخويف.
5- يحسن تجنب التقريع اللفظي والتجريح بالألفاظ النابية أو الألقاب السيئة فإن ذلك يؤثر سلباً ويدفعه للّجوء إلى الكذب لكي يصنع لنفسه صورة يريدها ويرضاها الوالدان.
6- الابتعاد ما أمكن عن العقاب البدني (الضرب)؛ لأن ذلك يدفعه إلى الكذب بعامل الخوف لكي ينقذ نفسه. وعموماً إذا نشأ الطفل في بيئة تحترم الصدق ويفي أفرادها دائماً بوعودهم وإذا كان الأبوان والمدرسون لا يتجنبون بعض المواقف بأعذار واهية كعادة التغيب والمرض، وبعبارة أخرى إذا نشأ الطفل في بيئة شعارها الصدق قولاً وعملاً فمن الطبيعي أن ينشأ أميناً في كل أقواله وأفعاله. وهذا إذا توافرت له أيضاً عوامل تحقيق حاجاته النفسية الطبيعية من اطمئنان وحرية وتقدير وعطف وشعور بالنجاح واسترشاد بتوجيه معقول.
د.خالد روشه
خالد روشة
داعية و دكتور في التربية
- التصنيف: