أبناؤنا (حديث وتوريت ) - تربية الباطن والتربية النفسية
لم يقف عند افعل ولا تفعل فقط؛ بل تخطى كذلك الى الشخصية وسماتها فاهتم بالمِشية إذ تدل على شخصية صاحبها فلا تماوُت يدل على نفس ذليلة تابعة أو متأخرة أو فاقدة العزيمة بليدة بلا هدف.. ولا فخر أو كبر يدل على نفس منتفشة تختال
تربية الباطن، والتربية النفسية والشخصية، في وصايا لقمان :
يأخذ الكثير من وصية لقمان لابنه الأوامر والنواهي للأفعال الظاهرة، وهي حق لا مرية فيه.. لكن يقف عند ذلك، وهذا خطأ إذ ترك وصايا ونصائح
ولا يلتفت الكثير الى تربيته روح المراقبة والتعظيم القلبي لله تعالى في بند خاص وآية مستقلة {يا بنيّ إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير} لم يكن يقف عند (افعل) و(لا تفعل) بل كان يربي الضمير من الداخل والمراقبة في القلوب والتعظيم والمهابة في الصدور، لحسن المعاملة مع رب العالمين.. تلك هي التربية.
لم يقف عند افعل ولا تفعل فقط؛ بل تخطى كذلك الى الشخصية وسماتها فاهتم بالمِشية إذ تدل على شخصية صاحبها فلا تماوُت يدل على نفس ذليلة تابعة أو متأخرة أو فاقدة العزيمة بليدة بلا هدف.. ولا فخر أو كبر يدل على نفس منتفشة تختال تيها فتعربد وتؤذي الخلق ولا ترتاح حتى تذل من حولها.. ولهذا، وغيره، قال {واقصِد في مشيك} .
تخطى كذلك الى التربية النفسية؛ فالصوت الصاخب غالبا ما يكون لشخص لا يفكر، شخص ضعيف مأخوذ فيرفع صوته ضعفا، أو نزقا وطيشا، أو حمقا مندفعا بلا روية.. وأما الهاديء فمعه غالبا التفكير والثقة والإطمئنان، ولهذا وغيره قال {واغضض من صوتك، إن أنكر الأصوات لصوت الحمير} للتنفير من الهيئة والتنفير مما وراءها من البَلادة أو النزق..
عندما نتربى على هذه التوجيهات ونربي أبناءنا فيجب ألا نقنع بالأفعال الظاهرة كأنها رسوم ومراسم معتادة، بل يجب في فترة التربية أن نربي ما وراءها من ضمائر وعبودية ربوبية لرب العالمين، ونربي الشخصيات المتزنة، ونربي النفوس السوية كذلك..
هذا في التربية، أما في تعاملنا مع الناس فإنما نقبل ما بدا لنا.. هذا مجال وذاك مجال آخر.. والله الموفق سبحانه.
مدحت القصراوي
كاتب إسلامي
- التصنيف: