وهو ألد الخصام
والتزلف إذا لمس من المؤمنين قوة، فتجد نعومة الحية وجلود الضأن. وإذا تولى فأدبر بعيدا أو تولى أمرا، وجدت الشر والإفساد بغير حساب.. إنه المنافق الشرير، الذي لو غلب لما أبقى، لا بشرا ولا نسلا ولا مالا ولا ضرعا
وعندما تقرأ {و من الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويُشهد اللهَ على ما في قلبه وهو ألد الخصام، وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل، والله لا يحب الفساد}.
فتذكر أنها قد نزلت في شخص بعينه، لكنه ليس شخصا قد ذهب، إنه شخص مرّ من هنا، إنه نموذج مكرر..
وأن الآية ليست فقط في التعامل الفردي، بل هي منطقية أكثر بل أكثر ظهوراً في المجال العام، حيث المرونة والليونة والتزلف إذا لمس من المؤمنين قوة، فتجد نعومة الحية وجلود الضأن.
وإذا تولى فأدبر بعيدا أو تولى أمرا، وجدت الشر والإفساد بغير حساب..
إنه المنافق الشرير، الذي لو غلب لما أبقى، لا بشرا ولا نسلا ولا مالا ولا ضرعا، أينما وُجد وجدت الحياة آسنة متوقفة، الموت ينعق غربانه والكذب يشيع والموت يشمل قطاعات الحياة ورائحة الحرائق تفوح وصرخات المظلومين تتلاطم..
إنه نموذج وحالة، متكررة أينما وَجدت فرصة..
لكن المشكلة ليست في وجوده، بل المشكلة في فرصة وجودة والبيئة التي توفره والانخداع به حتى يتولى ويهلك الحرث والنسل..
إن الله تعالى حذّر نبيه لئلا ينخدع مؤمن بهذا النوع، وليبقى المسلمون في يقظة وقوة..
هل يقرأ الناس ترتيلا للتبرك فقط أم للتلقي عن الله وإقامة منهجه وامتثال توجيهه تعالى..؟
مدحت القصراوي
كاتب إسلامي
- التصنيف: