طريق الإسلام

مع القرآن - عيسى و مريم و مآلات الأمور

منذ 2017-07-17

{وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ } [ المؤمنون 50] .

هكذا الأولياء و الربانيون مهما قابلوا من ابتلاءات فالمآلات إلى خير و أي خير .
لو تأملت ابتلاء مريم الصديقة العفيفة و ما قوبلت به من اتهام هي منه براء ثم ما آلت إليه الأمور من ذيوع عفتها و براءتها حتى أصبحت مما يتندر به أهل الأرض عبر التاريخ , و ما أكرمها الله به من حملها في أحد آياته و واحد من أكرم رسله و أعلاهم منزلاً لاطمئن قلبك إلى نصر الله لأولياءه و لو بعد  حين و لعلمت يقيناً حسن مآلات المؤمنين في الدنيا و الآخرة .
{وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ } [ المؤمنون 50] .
قال السعدي في تفسيره :
أي: وامتننا على عيسى ابن مريم، وجعلناه وأمه من آيات الله العجيبة، حيث حملته وولدته من غير أب، وتكلم في المهد صبيا، وأجرى الله على يديه من الآيات ما أجرى، {وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ } أي: مكان مرتفع، وهذا -والله أعلم- وقت وضعها،  {ذَاتِ قَرَارٍ}  أي: مستقر وراحة { وَمَعِينٍ } أي: ماء جار، بدليل قوله: {قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ }  أي: تحت المكان الذي أنت فيه، لارتفاعه، { سَرِيًّا }  أي: نهرا وهو المعين {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا}
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ
المقال التالي
كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ