الطائفة المنصورة.. ومؤهلات النصر شِبْه المهجورة (1)

منذ 2017-08-13

إقدام أهل هذه الطائفة وشجاعتهم في افتداء الحق الذي يحملونه ويدعون إليه ويفاصلون عليه، فهم يحمونه لأجل أنه الحق: (يقاتلون على الحق).. في جهاد مشروع، ليس لحَمِيَّة ولا عصبية، ولا تحت راية عُمِّية، وإنما قتالهم لله وفي سبيل الله..

حتى لا تتحول ظاهرة (المراجعات) لدى كثير من الجماعات والشخصيات إلى تراجعات؛ ولئلا نتجادل أو نتقاتل في أسباب الهزائم والانكسارات، ولكي نُسدِد ونُقارِب على طريق التصالح والتقارب بعد أن تسبب فساد ذات بيننا في استهانة كل الأعداء الحقراء بنا؛ فالواجب استحضار نموذج معياري تُقاس عليه أمور مناهجنا، وتنضبط به طرق سيرنا، وتُقَوَّم من خلاله تجاربنا، ولا أدل وأجل في الوصول لذلك من تدبر خطاب وحي السُّنة عن الطائفة المختارة، من الفرقة المختارة، من الأمة المختارة، وهي (الطائفة المنصورة) من أهل السنة والجماعة، من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.. تلك التي جمع الله لها – على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم – بين وعد النجاة في الآخرة، وعهد الانتصار في الدنيا..

 

ولن يتأتى التشرف بالانتساب لها إلا من خلال استيفاء المستطاع من خلالها وخصائصها وصفاتها، التي نجدها منثورة في أحاديث الطائفة المنصورة..

 

وأبرز ما يظهر منها عشرة، أذكر منها الآن خمسة:

* الخاصية الأولى: هي الاجتماع العلمي والعملي على نقاء المنهج، فقد وصفتها تلك الأحاديث بأنها (طائفة) و(أمة) و (عصابة) يعني كيان مُجتمع (على الحق) ولا يكون منهجها حقًا إلا إذا كان نقيًا - في العقيدة والشريعة والسلوك – وخاليًا من كل ما يناقض ذلك الحق، سواء كان غلواً في الدين أو تفريطًا في ثوابته.

 

* والخاصية الثانية: القيام بهذا المنهج، بمعنى تطبيقه وتحقيقه على النفس والناس بقدر الاستطاعة، فقد يكون المنهج سليمًا في ذاته من الناحية النظرية ولكن أهله لا يقومون به من الناحية العملية، لذلك فالطائفة المنصورة وُصفت بأنها (قائمة بأمر الله).. وأن أهلها (قائمين على الحق) و( قائمين على الدين).. وهذا معناه إقامة المستطاع من شُعَب الإيمان التي تتكون من مجموعها شريعة الرحمن.

 

* والخاصية الثالثة: هي الثبات في القيام بهذا الحق، فقد تقوم طائفة على الحق ثم يطرأ عليها التفريط أو التخليط فتستحق الإهمال من الخلق، والاستبدال من الخالق – جل وعلا - أما الفئة الباقية على العهد فهي ("لاتزال".. قائمة بأمر الله).. وهي تأمر لأجل ذلك بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتواجه الأئمة المضلين، لقول سيد المرسلين – صلى الله عليه وسلم - (إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين، ولاتزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين).

 

* والخاصية الرابعة: هي:(الظهور) بمعنى الانتصار لهذا الحق وبهذا الحق علميًا وعمليًا، فأهلها الذين هم (على الحق ظاهرين).. تظهر ثمرة ظهورهم في كونهم (لعدوهم قاهرين)، وظهورهم وانتصارهم هذا علمي نظري بالحجة والبيان، وعملي فعلي، بما يناسب القوة في كل زمان.

 

* والخاصية الخامسة: إقدام أهل هذه الطائفة وشجاعتهم في افتداء الحق الذي يحملونه ويدعون إليه ويفاصلون عليه، فهم يحمونه لأجل أنه الحق: (يقاتلون على الحق).. في جهاد مشروع، ليس لحَمِيَّة ولا عصبية، ولا تحت راية عُمِّية، وإنما قتالهم لله وفي سبيل الله.