مع القرآن - لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ
{طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3) إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4)} [ الشعراء]
أنزل الله تعالى آياته و رسالته الخاتمة دليل هداية للحيارى و دليل استقامة لكل من أراد معرفة الطريق الموصل إلى الله و الموصل إلى رضوانه .
أما من استكبر و رفض و استعلى أو تكاسل أو اغتر بدنياه فأعرض عن مراد الله فلا تهلك نفسك حزنا عليه يا رسول الله و على هذا الدرب فليسير الدعاة من بعدك , فلو شاء الله لأنزل من الآيات ما يخضع بها رقاب الجبابرة و المكذبين و لكنه سبحانه أبى إلا أن يختبر إيمانهم بالغيب , و بحثهم بصدق عن الطريق الموصل إليه.
فاللهم اهدنا سبلك و ثبتنا على الحق حتى نلقاك .
{طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3) إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4)} [ الشعراء]
قال السعدي في تفسيره :
" طسم "(1)
(طسم) سبق الكلام على الحروف المقطعة في أول سورة البقرة.
" {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} "
هذه آيات القرآن الموضِّح لكل شيء الفاصل بين الهدى والضلال.
" { لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ } "
لعلك - أيها الرسول - من شدة حرصك على هدايتهم مُهْلِك نفسك ؛ لأنهم لم يصدِّقوا بك ولم يعملوا بهديك ، فلا تفعل ذلك.
{إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ }
إن نشأ ننزل على المكذبين من قومك من الماء معجزة مخوِّفة لهم تلجئهم إلى الإيمان ، فتصير أعناقهم خاضعة ذليلة ، ولكننا لم نشأ ذلك; فإن الإيمان النافع هو الإيمان بالغيب اختيارًا.
#أبو _الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: