مع القرآن - لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ

منذ 2017-08-25

{طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3) إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4)} [ الشعراء]

 

أنزل الله تعالى آياته و رسالته الخاتمة دليل هداية للحيارى و دليل استقامة لكل من أراد معرفة الطريق الموصل إلى الله و الموصل إلى رضوانه .

أما من استكبر و رفض و استعلى أو تكاسل أو اغتر بدنياه فأعرض عن مراد الله فلا تهلك نفسك حزنا عليه يا رسول الله و على هذا الدرب فليسير الدعاة من بعدك , فلو شاء الله لأنزل من الآيات ما يخضع بها رقاب الجبابرة و المكذبين و لكنه سبحانه أبى إلا أن يختبر إيمانهم بالغيب , و بحثهم بصدق عن الطريق الموصل إليه.

فاللهم اهدنا سبلك و ثبتنا على الحق حتى نلقاك .

{طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3) إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4)} [ الشعراء]

قال السعدي في تفسيره :

" طسم "(1)

(طسم) سبق الكلام على الحروف المقطعة في أول سورة البقرة.

" {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} "

هذه آيات القرآن الموضِّح لكل شيء الفاصل بين الهدى والضلال.

" { لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ } "

لعلك - أيها الرسول - من شدة حرصك على هدايتهم مُهْلِك نفسك ؛ لأنهم لم يصدِّقوا بك ولم يعملوا بهديك ، فلا تفعل ذلك.

 {إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ

إن نشأ ننزل على المكذبين من قومك من الماء معجزة مخوِّفة لهم تلجئهم إلى الإيمان ، فتصير أعناقهم خاضعة ذليلة ، ولكننا لم نشأ ذلك; فإن الإيمان النافع هو الإيمان بالغيب اختيارًا.

#أبو _الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
جزاء عباد الرحمن
المقال التالي
فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ