من معاناة العمل الإسلامي..
ومما عاني منه العمل الإسلامي أن أشخاصا بدؤوا شيوخا ورموزا ولم يمروا على تربية وتلقٍ، بينما كانوا يحتاجون الى تهذيب وتوجيه وتربية.. فتضخموا عند أنفسهم، وأصبحوا عند أنفسهم نماذج متبعة في الأقوال والأفعال والمواقف..! بينما تحتاج مواقفهم الى مراجعات وتصحيحات كثيرة.. إنهم يكادون ينفجرون من شدة انتفاخ الذات..! بينما حقائقهم أنهم لم يمروا على ما يجب من التربية، وقد آذوا المسلمين وآذوا دين الله.
وبعد مر الزمان أنتجوا أفعالا ومواقف شائهة، وأخرجوا نماذج بشرية شائهة، وتخشّبوا عن قبول النصيحة والتوجيه، وأصبحت النصيحة لهم هدْرا من قيمتهم! واللوم لهم إهانة لأشخاصهم وشخصياتهم، ومراجعتهم فيما قالوا وفعلوا تحطيما لمكانتهم..! وصار الحل المفروض على الجميع هو أن يبقوا رموزا ونماذج وأن يتحمل الإسلام وأهلُه نماذجهم المؤذية ومُخرجاتهم الشائهة..!
بينما التربية، و(قبول) التربية، والمرور على أطوارها، أمرحاسم ومهم.
ويقابل هذا صنف آخر يعاني أيضا منه الإسلام وأهله، وهم قوم أدمنوا أن يبقوا بلا حركة ولا تطور ولا تحمل مسؤولية ولا نضوج وإنضاج ولا مبادءة بعمل.. منتظِرين للآخرين، زاعمين أنهم باقون في طور التربية، ولو منذ عهد نوح..!
بينما المطلوب هو التوسط في الأمور والإعتدال الجميل، مطلوب من المسلم أن يباديء بالعمل والخير ويتطور ويتحمل المسؤولية ويشق الطريق ويبدع في الأفكار بمستوى التأثير في (أمة) أو بما يقوى عليه، وهو في الطريق يكون دائما قابلا للتوجيه ومتلقيا للنصيحة ومُحسنا في المرونة، فلا يتخشب ولا يتكبر، ولا يعاند ويجرح من توجهوا له بالخير والنصيحة إنضاجا له وتحسينا لمستواه وتجويدا لعمله..
هذا ميت مميت جامد متجمد، وذاك مزعج وصاخب وحجر عثرة ومانع؟ كل منهما حمل ثقيل، هذا حمل تحمله على ظهرك عمره كله، وذاك تحمل هم أذاه عمره كله..
وينبغي الخروج عن هذين الطورين المؤذيين؟ لا من أجل أحد بل من أجل الإسلام وأهله.. ومن أجلهم هم كذلك، والله تعالى الهادي الى صراط مستقيم.
مدحت القصراوي
كاتب إسلامي