مع القرآن - وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي

منذ 2017-10-17

{وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } [العنكبوت 8]

أعظم علاقة إنسانية من علاقات الرحم هي علاقة الولد بوالديه , و قد وصى سبحانه بني آدم ببر الوالدين و الإحسان إليهما غاية الإحسان , إلا إذا أمروا بشرك أو ناقض من نواقض التوحيد فهنا لا طاعة و لا إحسان في طاعتهما , فعلاقة المرء بالله هي الأعلى على الإطلاق و هي الوحيدة طوق النجاة الذي لو حدث فيه خدش غرق صاحبه في ظلمات لا نهاية لها إلا بإصلاح الإيمان و تجديده .

{وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } [العنكبوت 8]

قال السعدي في تفسيره :

أي: وأمرنا الإنسان، ووصيناه بوالديه حسنا، أي: ببرهما والإحسان إليهما، بالقول والعمل، وأن يحافظ على ذلك، ولا يعقهما ويسيء إليهما في قوله وعمله.

{ { وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } } و ليس لأحد علم بصحة الشرك باللّه، وهذا تعظيم لأمر الشرك، { {فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} } فأجازيكم بأعمالكم، فبروا والديكم وقدموا طاعتهما، إلا على طاعة اللّه ورسوله، فإنها مقدمة على كل شيء.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ
المقال التالي
لندخلنهم في الصالحين