مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - هذا ما وعدنا الله و رسوله

منذ 2018-01-06

قال تعالى : {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} [الأحزاب 22]

{وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ} :

على عكس المنافقين الذين سجلوا مواقف الخزي و الوهن هاهي الثلة المؤمنة تسجل موقفها الثابت و إيمانها الراسخ في أحلك المواقف و أشدها صعوبة.

فما الإنسان في رحلته إلى الله إلا مجموعة من المواقف و الأفعال و الكلمات المسجلة عليه , و يمر خط الزمن ليسجل و يسجل و تنتهي الأحداث و ينتهي معها النعيم و الملذات و تنتهي معها الأحزان , ثم يجمع كل ذلك في الميزان.

قال تعالى : {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} [الأحزاب 22]

قال الإمام الطبري في تفسيره :

وقوله: ( { وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأحْزَابَ } ) يقول: ولمَّا عاين المؤمنون بالله ورسوله جماعات الكفار قالوا -تسليما منهم لأمر الله، وإيقانا منهم بأن ذلك إنجاز وعده لهم، الذي وعدهم بقوله: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ ... إلى قوله: قَرِيبٌ -(هذا ما وعدنا الله وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ)فأحسن الله عليهم بذلك من يقينهم، وتسليمهم لأمره الثناء، فقال: وما زادهم اجتماع الأحزاب عليهم إلا إيمانا بالله وتسليما لقضائه وأمره، ورزقهم به النصر والظفر على الأعداء.

وبالذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

قال السعدي في تفسيره :

لما ذكر حالة المنافقين عند الخوف، ذكر حال المؤمنين فقال: { {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ} } الذين تحزبوا، ونزلوا منازلهم، وانتهى الخوف، { {قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ } } في قوله: { {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ } }

{ { وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ } } فإنا رأينا، ما أخبرنا به { {وَمَا زَادَهُمْ } } ذلك الأمر { { إِلَّا إِيمَانًا } } في قلوبهم { {وَتَسْلِيمًا } } في جوارحهم، وانقيادًا لأمر اللّه.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة
المقال التالي
و إن كنتن تردن الله و رسوله و الدار الآخرة