مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - أولم يروا أن خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً

منذ 2018-03-25

{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ * وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ * وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ }   [يس 71 – 73]

{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا} :
كرم الإنسان و سخر ما حوله لخدمته و انتفاعه ليتفرغ للعبادة و نشر الرسالة , فتدبر القليل و فعلوا المطلوب و أعرض الأكثر .
من نعمه على بني آدم تسخير الأنعام للركوب و حمل المتاع و الانتقال و الأكل من لحومها و شرب ألبانها والانتفاع بأصوافها و أوبارها و عظامها , و غير ذلك من المنافع , لعل الإنسان أن يشكر المنعم و لعله لا يبارزه بنعمه , فاللهم لك الحمد حمداً كثيراً طيباً زكياً مباركاً فيه.
قال تعالى:
{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ * وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ * وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ }   [يس 71 – 73]
قال السعدي في تفسيره:
يأمر تعالى العباد بالنظر إلى ما سخر لهم من الأنعام وذللها، وجعلهم مالكين لها، مطاوعة لهم في كل أمر يريدونه منها، وأنه جعل لهم فيها منافع كثيرة من حملهم وحمل أثقالهم ومحاملهم وأمتعتهم من محل إلى محل، ومن أكلهم منها، وفيها دفء، ومن أوبارها وأشعارها وأصوافها أثاثا ومتاعا إلى حين، وفيها زينة وجمال، وغير ذلك من المنافع المشاهدة منها، { { أَفَلَا يَشْكُرُونَ} } اللّه تعالى الذي أنعم بهذه النعم، ويخلصون له العبادة ولا يتمتعون بها تمتعا خاليا من العبرة والفكرة.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن 

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
وامتازوا اليوم أيها المجرمون
المقال التالي
واتخذوا من دون الله آلهة