الفطرة أَبَتْ هذا التّعرّي

منذ 2018-06-02

في موجة النفور عن الدين، وفي وقت الحرب الشديدة عليه اليوم، وضعْف أهله.. في هذه الموجة يتراجع شرفاء، وتنحسر العِفّة، ويخسر الناس من أعراضهم.

ذكر الله تعالى في كتابه، التّعرّي، على أنه عقوبة {فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا} [الأعراف من الآية:22] وأنّ الفطرة أبت هذا التعري ورأت أنه حالة شاذة وعارضة لا بد أن تنتهي بأسرع ما يكون {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ} [الأعراف من الآية:22].

ثم ذكر تعالى أن التعري فاحشة فقال فيمن يطوفون بالبيت الحرام عراة بفلسفة ألا يطوفوا بثياب عصوا الله فيها، ولم يجدوا ثوبا جديدا، فيطوفون عراة فقال تعالى: {وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً} [الأعراف من الآية:28]، الفاحشة هنا التعري وليس الزنا {قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّـهُ أَمَرَنَا بِهَا} [الأعراف من الآية:28] فقال الله: {قُلْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ ۖ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الأعراف من الآية:28].

التعري، ومِثْلُه التجسيم ولبس الضيق، والشفاف والقصير وأشباهه، حينما يكون بين الناس في الطرقات والشوارع والمصالح! لا للأزواج في البيوت..!

التبجح بالتعري، والتصميم عليه، والتفنن فيه، والفتوى بجوازه واحتشامه! وتمرير الآباء والأزواج والمحارم له، دياثة وانحطاطٌ جاهليّ.. وجذب النساء والبنات والأُسر لبعضهن من خلال التقليد والتشجيع على اللحاق بالمشهد المقزز في الشوارع احتجاجا أنه محل إعجاب العيون وملاحظتها، أو بحجة أنه لا يوجد غير ذلك في الأسواق!.. كل هذا مخالف للفطرة ومكافح لها، وإهانة للإنسان، وبذلٌ من كرامته وكرامتها، وعَرضُ جوهرة ثمينة لتُبتذل بين الناس، واستهانة بالأعراض لمن يَدّعي الغيرة والشرف..! والمُحصلة أن جوهرة ثمينة وعِرضا مصونا صار يُعرض، تُبتذل وتتلقفها أعين وتلوكها ألسنة ويقترب منها أفاعي.

في موجة النفور عن الدين، وفي وقت الحرب الشديدة عليه اليوم، وضعْف أهله.. في هذه الموجة يتراجع شرفاء، وتنحسر العِفّة، ويخسر الناس من أعراضهم بعدما خسروا من دينهم وحريتهم وآمالهم وطموحاتهم.. وثورتهم موءودة الأحلام.

تذكر وأنت تقرأ كتاب ربك، وأبلغ أهلك، وأبلغ أرحامك وجيرانك وزملاءك وأصدقاءك والناسَ جميعا.. أن التعري ـومثله التجسيمـ عقوبة، وحالة طارئة ترفضها الفطرة، وأبلغهم أن الله سَمّى التعري فاحشة. ومعنى كونه فاحشة أي فَحُشَ قبحه وزاد سوؤه وإنكاره في الفطرة وفي الشرع.

إن آدم وزوجه طفقا يخصفان (يرقعان) على سوءاتهما من ورق الجنة، على عجل وتسّتر..
فليستتر امرؤ ولتستتر مؤمنة كما أمرها الله، ولا تَحْتَلْ عليه سبحانه، فالحيلة والمكر على الله لا يجوز، بل يجب أن تنظر فيما شرط الله من أمره وكيف تستوفي أمر الله الشرعي بالحجاب المأمور.

العفة عنوان لهذا الدين، العفة شكلا ومضمونا. ونحن على خصام مع الحضارة الغربية في إباحيتها وتعريها وقتلها للفطرة أو محاولة انقلاب الفطرة..

نحن أمة شعارها كما قال جعفر بن أبي طالب للنجاشي: "ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة".
وإلى اليوم ..فأقول للخلق جميعا: إن محمدا صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة.

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام.

مدحت القصراوي

كاتب إسلامي