كانوا بشراً..
فكان عبادة بن الصامت ـ فيما بلغني ـ إذا سُئل عن الأنفال ، قال: "فينا معشر أهل بدر نزلت، حين اختلفنا في النفل يوم بدر ، فانتزعه الله من أيدينا حين ساءت فيه أخلاقنا ، فرده على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقسمه بيننا عن بواء ـ يقول : على السواء ـ وكان في ذلك تقوى الله وطاعته ، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وصلاح ذات البين".
كانوا بشراً..ونحن كذلك..
قال ابن إسحاق : فلما انقضى أمر بدر ، أنزل الله عز وجل فيه من القرآن الأنفال بأسرها ، فكان مما نزل منها في اختلافهم في النفل حين اختلفوا فيه {يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين} ..
فكان عبادة بن الصامت ـ فيما بلغني ـ إذا سُئل عن الأنفال ، قال: "فينا معشر أهل بدر نزلت، حين اختلفنا في النفل يوم بدر ، فانتزعه الله من أيدينا حين ساءت فيه أخلاقنا ، فرده على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقسمه بيننا عن بواء ـ يقول : على السواء ـ وكان في ذلك تقوى الله وطاعته ، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وصلاح ذات البين".
يمكن للكرام أن تقع منهم الهفوة وتغلبهم مرةً زلة، ويصْدر منهم أمر خارج المعتاد منهم والمتوقع من قمتهم؛ لكنهم ـ لأنهم كرام وخيّرون وقمم سامقة ـ يعودون فورا ولا يركنون، فيُقرنون بالخطأ الرجوع وبالذنب التوبة.
نزلت هذه الآيات عقيب بدر فيمن هم خيرة الأمة، فعوتبوا فاستعتبوا، وفاؤوا ورضوا وارتقوا مرة بعد مرة..
لا تركن الى خطأ، بل ارجع فورا وعاجلا.. ولا تنفض يدك من شخص خيّر إن بدرت منه هفوة إن عاد واستعتب، وذُكّر فتذكر..
كان أهل بدر بشرا، وارتفع البشر حتى صاروا كوكبة الى يوم الدين، اطّلَع عليهم ربك واصطفاهم وخصهم وأعلن مغفرته لهم.
إنك وأنت بشر يمكن أن ترتقي.. فقط عزمٌ ماضٍ، ورجوع عاجل عند صدور الزلة فتعوضها أضعافا وتبدلها ارتقاء..
ما دمت حيا فليكونا معك.
وفقك الله..
مدحت القصراوي
كاتب إسلامي
- التصنيف: