مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - الله الذي جعل لكم الأنعام لتركبوا منها و منها تأكلون

منذ 2018-07-07

{اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ * وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ} [غافر 79 – 81]

{اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} :

سخر سبحانه لبني آدم الأنعام لتوفر لهم المطعم و المركب و تساعدهم في الزراعة و الأحمال و الانتقالات , بأقل التكاليف مع انتفاء الملوثات و العوادم الضارة بالبيئة و الإنسان, فهي من آيات الله في خلقه و من نعم الله على عباده.
{
{اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ * وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ} } [غافر 79 – 81]

قال السعدي في تفسيره:

يمتن تعالى على عباده، بما جعل لهم من الأنعام، التي بها، جملة من الإنعام:

منها: منافع الركوب عليها، والحمل.

ومنها: منافع الأكل من لحومها، والشرب من ألبانها.

ومنها: منافع الدفء، واتخاذ الآلات والأمتعة، من أصوافها، وأوبارها وأشعارها، إلى غير ذلك من المنافع.

{ {وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ } } من الوصول إلى الأوطان البعيدة، وحصول السرور بها، والفرح عند أهلها. { {وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ } } أي: على الرواحل البرية، والفلك البحرية، يحملكم الله الذي سخرها، وهيأ لها ما هيأ، من الأسباب، التي لا تتم إلا بها.

{ { وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ } } الدالة على وحدانيته، وأسمائه، وصفاته، وهذا من أكبر نعمه، حيث أشهد عباده، آياته النفسية، وآياته الأفقية، ونعمه الباهرة، وعدَّدَها عليهم، ليعرفوه، ويشكروه، ويذكروه.

{ {فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ} } أي: أي آية من آياته لا تعترفون بها؟ فإنكم، قد تقرر عندكم، أن جميع الآيات والنعم، منه تعالى، فلم يبق للإنكار محل، ولا للإعراض عنها موضع، بل أوجبت لذوي الألباب، بذل الجهد، واستفراغ الوسع، للاجتهاد في طاعته، والتبتل في خدمته، والانقطاع إليه.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله
المقال التالي
فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون