توقف قليلاً

ليس المهم أن تتفاءل في وقت فرحك ..
المهم أن تتفاءل وقت حزنك وألمك ..
جلست يوماً –كعادتي في بعض الأيام- أطالع بعض أخبار شبكات التواصل، وقع نظري على خبر انقبض له قلبي، ودخلت فورا في حالة من الحزن .. هل أصبح العالم بهذا السوء ؟!
في الحقيقة .. نعم لقد أصبح العالم سيئاً جدا 
لايكاد يمر عليك يوم إلا وتسمع أو تقرأ من الأخبار ما يُدمي قلبك ألماً .. ويُدمع عينك حزنا .
ولكن .. لحظة .. أعرف أنكم ربما تريدون أن تعرفوا ماهو الخبر الذي قرأته!
ليس المهم ماذا قرأت ، ولكن المهم ما حدث بعد ذلك !
ذهبت اتوضأ ، وإذا بهاتف يهتف في قلبي قائلا 
" الله " 

هذه الكلمة كفيلة ببث الطمأنينة في القلوب الحائرة والخائفة والمتألمة
الله موجود ، قدرته هي نفس قدرته وسيطرته على خلقه .
هذه القدرة التي لم ولن تتغير بتغير العالم من حولنا ، ولن تَقِلّ بزيادة الشرور في العالم .
إن الله هو حِصن الأمان الوحيد، وهو ملاذنا الآمن في وسط هذا العالم المظلم والمخيف .
يا من كَثُر المحبطون حوله يبثونه سموم غدٍ قاتم مظلم ، ويغلقون في وجهه كل باب تلوح فيه بارقة أمل 
أقول لك: دَعْك منهم وتوجه إلى الله 
اهتف من قلبك: يا رب 
يارب .. طمئن قلبي من فواجع الحياة .
وأهمس لك بنصيحة 
انشر حسن الظن في محيطك وفي أي مكان يمكن أن تصل إليه كلماتك ، وما أسهل هذه الطرق في هذا الزمان .
ولكي يطمئن فؤادك لاتنسى يوما 
يبقى الله .. حين لا يبقى أحد 
وإن أظلم العالم .. يبقى الله يعطي ويكرم ويحفظ 
إنه الله .. منذ بدء الخلق وحتى يومنا هذا .. وبعد ذلك أيضاً
توقف دقائق عن التفكير في المستقبل المُظلم ، وغير مسار تفكيرك قليلاً نحو الجنة 
نعم .. هناك جنة 
إن هذه الدنيا ليست نهاية المطاف ، بل إن الآخرة هي حياتنا الحقيقية .
وبرغم شدة وأهوال يوم القيامة إلا أن كثيراً من الناس ينتظرون ردّ حقوقهم فيه 
لا تحزن .. إن الله تكفل برزقك في كل وقت .. في الرخاء والشدة 
الجأ إليه .. كلّمه ..فرّ إليه .. ستجد عنده الأمان الذي تحتاجه والطمأنينة التي تنشدها 
هذه جرعة أمل ، أحببت أن أبثها في هذا الوقت وفي ظل الظروف المحيطة بالأمة وبالعالم أجمع 
تذكروا ... لا أمان إلا مع الله
مروة المنادي