مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - إليه يرد علم الساعة وما تخرج من ثمرات من أكمامها
{إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ * وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ} [ فصلت 47-48]
{إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا } :
إلى الله وحده علم الساعة التي تأتي الناس بغتة ثم يبعث الله الجميع و يحشرهم و يحاسبهم و يجازي كل محسن بإحسانه وكل مسيئ بإساءته.
و السؤال : أين دور الشركاء الذين اتخذهم المشركون مع الله في الدنيا بل قدموا طاعتهم على طاعة الله ومحبته؟؟؟
قد يكون الشرك هوى وقد يكون شهوة وقد يكون صنماً أو طاغية قدموا طاعته على طاعة الله أو منهجاً ضالاً اتخذوه دينا و تركوا دين الله ..إلخ.
سيبحث المشركون عن الشركاء ولن يجدوا لهم أي أثر في الآخرة فلا نفع ولا ضر وإنما هي جهنم أعدت للكافرين.
قال تعالى:
{إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ * وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ} [ فصلت 47-48]
قال السعدي في تفسيره:
هذا إخبار عن سعة علمه تعالى واختصاصه بالعلم الذي لا يطلع عليه سواه فقال: { { إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ } } أي: جميع الخلق ترد علمهم إلى الله تعالى، ويقرون بالعجز عنه، الرسل، والملائكة، وغيرهم.
{ { وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا } } أي: وعائها الذي تخرج منه، وهذا شامل لثمرات جميع الأشجار التي في البلدان والبراري، فلا تخرج ثمرة شجرة من الأشجار، إلا وهو يعلمها علما تفصيليًا.
{ {وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى} } من بني آدم وغيرهم، من أنواع الحيوانات، إلا بعلمه { {وَلَا تَضَعُ } } أنثى حملها { { إِلَّا بِعِلْمِهِ } } فكيف سوَّى المشركون به تعالى، من لا علم عنده ولا سمع ولا بصر؟.
{ {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ } } أي: المشركين به يوم القيامة توبيخًا وإظهارًا لكذبهم، فيقول لهم: { { أَيْنَ شُرَكَائِيَ } } الذين زعمتم أنهم شركائي، فعبدتموهم، وجادلتم على ذلك، وعاديتم الرسل لأجلهم؟ { {قَالُوا } } مقرين ببطلان إلهيتهم، وشركتهم مع الله: { {آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ } } أي: أعلمناك يا ربنا، واشهد علينا أنه ما منا أحد يشهد بصحة إلهيتهم وشركتهم، فكلنا الآن قد رجعنا إلى بطلان عبادتها، وتبرأنا منها، ولهذا قال: { { وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ } } من دون الله، أي: ذهبت عقائدهم وأعمالهم، التي أفنوا فيها أعمارهم على عبادة غير الله، وظنوا أنها تفيدهم، وتدفع عنهم العذاب، وتشفع لهم عند الله، فخاب سعيهم، وانتقض ظنهم، ولم تغن عنهم شركاؤهم شيئًا { {وَظَنُّوا } } أي: أيقنوا في تلك الحال { { مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ} } أي: منقذ ينقذهم، ولا مغيث، ولا ملجأ، فهذه عاقبة من أشرك بالله غيره، بينها الله لعباده، ليحذروا الشرك به.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: