مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك
{وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ } [محمد 13]
{وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ} :
قبل أن بغتر كل مغرور بما وهبه الله من نعم عليه أن ينظر في مآلات السابقين ممن أعطاهم الله أضعاف أضعاف ما أنعم به عليه فلما كذبوا وأعرضوا ورضوا لأنفسهم بالدون وبارزوا الله بنعمه أهلكهم بعدما أمهلهم , فإياك أن تغتر بنعمة وإياك أن تغتر بمهلة فإن الله إذا أخذ عدوه لم يفلته , فإن كنت عدوا لله عدوا لأولياء الله فبادر وسارع بالتوبة قبل فوات الأوان وحلول الحسرات.
قال تعالى:
{ {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ } } [محمد 13]
قال السعدي في تفسيره:
أي: وكم من قرية من قرى المكذبين، هي أشد قوة من قريتك، في الأموال والأولاد والأعوان، والأبنية والآلات.
{ أهلكناهم } حين كذبوا رسلنا، ولم تفد فيهم المواعظ، فلا نجد لهم ناصرا، ولم تغن عنهم قوتهم من عذاب الله شيئا.
فكيف حال هؤلاء الضعفاء، أهل قريتك، إذ أخرجوك عن وطنك وكذبوك، وعادوك، وأنت أفضل المرسلين، وخير الأولين والآخرين؟!
أليسوا بأحق من غيرهم بالإهلاك والعقوبة، لولا أن الله تعالى بعث رسوله بالرحمة والتأني بكل كافر وجاحد؟
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: