مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - فهم في أمر مريج

منذ 2018-11-28

{بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ}  [ق 5]

{بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ} :

أهل التكذيب والعناد والاستكبار عن الحق في كل زمان أمرهم متذبذب لا يثبتون على أمر بينما هم فقط متفقون على عداء الله وكلماته ورد النور الذي أنزله ومعارضة أوامر الله ومنهجه ومعاداتها ومعاداة أهلها.

ورغم اتفاقهم على العداوة والبغضاء والإعراض عن الله وبغض كل من يذكرهم به , إلا أنهم في أمر مريج مختلط متلون , اختلفوا قديماً وحديثاً في أمر محمد صلى الله عليه وسلم فقديماً قالوا ساحر أو شاعر أو كذاب وحديثاً قالوا دينه متطرف وأتباعه كذلك , ومنهم من دخل على الدين بمكر وحقد ففرغه عن معانيه ليقتصر على مظاهر ثم حرف المظاهر فأصبحت شعوذات ثم ألصق هذا في دين محمد صلى الله عليه وسلم , ومنهم من ناصب شخصه العداء في السر ثم أعلن بغضه وعداءه لأصحابه صلى الله عليه وسلم ليطعن في الرسول والرسالة.
قال تعالى:

  {بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ}  [ق 5]

قال السعدي في تفسيره:

أي: { { بَلْ} } كلامهم الذي صدر منهم، إنما هو عناد وتكذيب للحق الذي هو أعلى أنواع الصدق { {لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ} } أي: مختلط مشتبه، لا يثبتون على شيء، ولا يستقر لهم قرار، فتارة يقولون عنك: إنك ساحر، وتارة مجنون، وتارة شاعر، وكذلك جعلوا القرآن عضين، كل قال فيه، ما اقتضاه رأيه الفاسد، وهكذا، كل من كذب بالحق، فإنه في أمر مختلط، لا يدرى له وجهة  ولا قرار، فترى أموره متناقضة مؤتفكة كما أن من اتبع الحق وصدق به، قد استقام أمره، واعتدل سبيله، وصدق فعله قيله.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب
المقال التالي
تبصرة وذكرى لكل عبد منيب