مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - إنكم لفي قول مختلف

منذ 2018-12-09

وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ * إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ * يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ

{إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ} :

أقسم تعالى بالسماء ذات الطرائق الحسنة السهلة الممهدة , أن كل مكذب لمحمد صلى الله عليه وسلم يختلق  لنفسه الأوهام لتشويه الرسول والرسالة فبعضهم قال إنه ساحر وآخرون قالوا شاعر وبعضهم قال مجنون وغيرهم قال حديثاً إرهابي متطرف , إلى غير ذلك من الأقوال  التي لا تثبت على حال بينما دين محمد صلى الله عليه وسلم وصراطه المستقيم هو الثابت الذي لا يعتريه التذبذب أو التغيير , وإنما يصرف عن هذا النور من صرف الله بصره وأعمى بصيرته عن الحقيقة الواضحة الجلية.

قال تعالى:

 { {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ * إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ * يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ} } [الذاريات  7-9]

قال السعدي في تفسيره:

أي: والسماء ذات الطرائق الحسنة، التي تشبه حبك الرمال، ومياه الغدران، حين يحركها النسيم.

{ {إِنَّكُمْ } } أيها المكذبون لمحمد صلى الله عليه وسلم، { {لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ} } منكم، من يقول ساحر، ومنكم من يقول كاهن، ومنكم من يقول: مجنون، إلى غير ذلك من الأقوال المختلفة، الدالة على حيرتهم وشكهم، وأن ما هم عليه باطل.

{ {يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ} } أي: يصرف عنه من صرف عن الإيمان، وانصرف قلبه عن أدلة الله اليقينية وبراهينه، واختلاف قولهم، دليل على فساده وبطلانه، كما أن الحق الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، متفق يصدق بعضه بعضًا، لا تناقض فيه، ولا اختلاف، وذلك، دليل على صحته، وأنه من عند الله { {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا } }

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
والذاريات ذرواً
المقال التالي
قتل الخراصون