مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين

منذ 2018-12-16

وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ * فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ * فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ

{وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ} :

من آيات الله وأيامه تعالى آية مبصرة يوم انفقلت الصخرة لثمود عن ناقة عظيمة تدر لهم لبنا يكفيهم كلهم يوم كامل , فبخلوا بماء العين عليها يوم شربها , واتفقوا على قتلها .

ضاقوا بلبن الناقة وخيرها واختاروا نار جهنم وقبله عذاب الدنيا يوم أرسل الله عليهم الصاعقة فأهلكتهم أجمعين جراء قتلهم الناقة.

وهذا جزاء كل مجرم معاند مستكبر غرته المهلة وغره بالله الغرور.

قال تعالى :

 {وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ * فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ * فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ } [الذاريات 43-45]

قال السعدي في تفسيره:

أي { { وَفِي ثَمُودَ } } حين أرسل الله إليهم صالحًا عليه السلام، فكذبوه وعاندوه، وبعث الله له الناقة، آية مبصرة، فلم يزدهم ذلك إلا عتوًا ونفورًا.

فقيل { {لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ} } أي: الصيحة العظيمة المهلكة { {وَهُمْ يَنْظُرُونَ} } إلى عقوبتهم بأعينهم.

{ { فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ } } ينجون به من العذاب، { {وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ} } لأنفسهم.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
وفي عاد إذ أرسلنا إليهم الريح العقيم
المقال التالي
وقوم نوح من قبل إنهم كانوا قوماً فاسقين