مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - وفي عاد إذ أرسلنا إليهم الريح العقيم
وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ * مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ
{وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ} :
مجرد رياح حركها الملك الجبار سبحانه , فأطاعت ربها ولم تذر منهم إلا الفتات , سحقت قواهم التي اغتروا بها وأفنت دنياهم التي عبدوها من دون الله وقهرت أنفسهم التي علت حتى عاندت ربها واستكبرت فأذلها وأهلكها.
فهل اعتبر كل متكبر غرته نفسه ودنياه , "وتلك الأيام نداولها بين الناس"
لم يخلق الله مثل عاد في قوتهم وجبروتهم وتقدمهم , فاغتروا بما أعطاهم الله ولم يشكروا نعمه وعصوا رسوله هود ورفضوا شريعة الله وعصوا أوامره وعادوا رسوله ومن تبعه فحق عليهم العقاب .
قال تعالى:
{وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ * مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ} [الذاريات 41-42]
قال السعدي في تفسيره:
أي { { وفي عَادٍ} } القبيلة المعروفة آية عظيمة { {إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ } } أي: التي لا خير فيها، حين كذبوا نبيهم هودا عليه السلام.
{ {مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ } } أي: كالرميم البالية، فالذي أهلكهم على قوتهم وبطشهم، دليل على كمال قوته واقتداره، الذي لا يعجزه شيء، المنتقم ممن عصاه.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: