مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون

منذ 2018-12-28

وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ * وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ * إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ

{وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ} :

يطوف على أهل الرضا والإيمان في الجنة  خدم لهم كأنهم لؤلؤ مكنون من شدة البهاء تكريما لأهل الإيمان والتقوى , وأقبل المؤمنون إلى بعضهم يتذكرون خوفهم ووجلهم من الله في الدنيا وابتغاءهم لمرضاته وابتعادهم عن مساخطه , ويتبادلون التهاني بالفوز العظيم والنجاة من العذاب الأليم فرحين بثباتهم على الإيمان مستبشرين برحمة الله وبره وإحسانه.

{وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ * وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ * إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} [ الطور 24-27]

قال السعدي في تفسيره:

{ {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ} } أي: خدم شباب { {كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ} } من حسنهم وبهائهم، يدورون عليهم بالخدمة وقضاء ما يحتاجون إليه  وهذا يدل على كثرة نعيمهم وسعته، وكمال راحتهم.

{ {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} } عن أمور الدنيا وأحوالها. { {قَالُوا } } في  بيان الذي أوصلهم إلى ما هم فيه من الحبرة والسرور: { {إِنَّا كُنَّا قَبْلُ } } أي: في دار الدنيا { {فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ} } أي: خائفين وجلين، فتركنا من خوفه الذنوب، وأصلحنا لذلك العيوب.

{ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا } بالهداية والتوفيق، { {وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} } أي: العذاب الحار الشديد حره.

{ {إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ } } أن يقينا عذاب السموم، ويوصلنا إلى النعيم، وهذا شامل لدعاء العبادة ودعاء المسألة أي: لم نزل نتقرب إليه بأنواع القربات  وندعوه في سائر الأوقات، { { إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} } فمن بره بنا ورحمته إيانا، أنالنا رضاه والجنة، ووقانا سخطه والنار.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان
المقال التالي
فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون